عالم افتراضي و واقع منغلق ، تباينات و حقائق

بقلم: وئام أبو هولي

من منا لم تؤثر التكنولوجيا الحديثة على حياته , أي مجتمع لم يرضخ لما يسمى بالعالم الافتراضي و ثورة السوشيال ميديا و تداعياتها المتغلغلة في حياتنا اليومية ، انها السلطة الاكثر تأثيرا و تحكما في عالمنا اليوم ، حتى انه يصح ان يطلق على تطبيقات التواصل الاجتماعي بالسلطة الخامسة ، نظرا لاستخداماتها المطلقة و المتعددة و الاداة الاكثر فاعلية في مجتمعاتنا و على كافة الاصعدة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية , و يعد الواقع العربي خير دليل على ذلك ، فتلك الوسائل كانت القادرة على اطاحة انظمة سياسية و كذلك ارباك امن دولة بكاملها و مصدر ازعاج و تأثير للحكومات في جميع انحاء العالم .
ان ضعف تأثير الاعلام و فضائيات التلفزة العربية يتضاعف ، و هذا التراجع يعود لأسباب عديدة منها الثورة التكنولوجية التي يشهدها هذا العصر ، وأيضا فقدان ثقة المواطن العربي في مصداقية تلك الفضائيات ، و عدم شفافيتها في نقل الحقيقة للمشاهد ، حتى بات المواطن يعتمد اكثر في ان يكون جزء من الخبر و الحقيقة التي تتناقل عبر مواقع النواصل الاجتماعي مثل تويتر و فيسبوك التي تعد اليوم كمنصات لنقل الاخبار و تداولها حول العالم بسرعة كبيرة ، و بعيدا عن الحسابات السياسية المفروضة على معظم الفضائيات و قنوات الاخبار العربية .
و بكون مواقع التواصل الاجتماعي اعطت لملايين البشر حول العالم فرص اكثر للمساهمة في جزء من سياسات و اقتصاد حكوماتها ، إلا انه مقابل ذلك قللت المساحة الاجتماعية بين الناس ، و بالنسبة للمواطن العربي تشكل الحرية في كتابة ما تضمنه النفس العربية من طموح و امال و تطلعات في تحسين الواقع ، مشكلة قد يدفع ثمنها المواطن العربي تكلفة باهظة , في ظل انعدام الحريات و غياب الديمقراطية ، و كذلك الحال بالنسبة لشعب تحت الاحتلال تكون التغريدة او البوست على مواقع السوشيال ميديا هو سبيل لمقاومة المحتل ، و اداة ارهابية بوجهة نظر الاحتلال قد توقع صاحبها في الاسر و الاعتقال او ربما قد تكلفه حياته . لذلك تبقى الثورة التكنولوجية الحديثة الاكثر وقعا و تأثيرا في حياة الانسان في عصرنا الحالي ، و السلطة الاكثر نفوذا و قوة بوجه كل الحكومات و السلطات في العالم ..


الكاتبة الصحفية :
وئام ابو هولي