انتخابات الجامعة الإسلامية طبخة بايتة

بقلم: أحمد أبو حليمة

تستعد الجامعة الإسلامية في هذه الاوقات لإجراء انتخابات مجلسي الطلاب والطالبات بالجامعة حسب نظام الأغلبية ، حيث يوم السبت ستنعقد الجمعية العمومية والتي بدورها ستحل المجلس القائم ، وتفتح الباب أمام الأطر الطلابية للترشح . او التزكية للإطار الوحيد الذي يترشح لوحده منذ عام 2007.
على مدار ثماني سنوات وانتخابات مجلس الطلبة بالجامعة الإسلامية تأخذ نفس السيناريو حتى أصبحت مثل الطبخة البايتة التي لا طعم لها ولا فائدة ، حيث تجد الكتلة الإسلامية نفسها في كل عام وحيدة امام هذه الانتخابات التي يقاطعها كافة الأطر الطلابية احتجاجا على نظامها الانتخابي القائم على الأغلبية والذي تعتبره الأطر الطلابية نظام غير ديمقراطي ، واتفقت على استبداله الأطر الطلابية مجتمعة بنظام التمثيل النسبي الكامل وبنسبة حسم متفق عليها مع كافة الأطر ، من خلال ميثاق شرف كامل بين جميع الأطر الطلابية والذي احتفلت به رسميا في 30 كانون ثاني / يناير 2014م ، في مركز رشاد الشوا بمدينة غزة وبمشاركة كافة الكتلة الطلابية والقوى الوطنية والإسلامية وإدارات الجامعات والذي وقعت عليه قبل ذلك بأعوام  كثيرة وبدراية كاملة ومشاركة من إدارات الجامعات الرئيسية بقطاع غزة .

الغريب في الأمر أن غياب كافة الأطر الطلابية بعد انتخابات 2006  عن التنافس أفقد المجلس قيمته وحيويته ، وكذلك أفقده بطريقة أو بأخرى شرعيته التي لم يكتسبها من صندوق الاقتراع بل اكتسبها بالتزكية لعدم وجود قائمة مرشحة أخرى .

وفي إطلالة على انتخابات الجامعة الإسلامية نجد أن اخر انتخابات حقيقية كانت  بالجامعة هي عام 2006 والتي شاركت بها الكتلة الإسلامية والشبيبة الفتحاوية والرابطة الإسلامية وكتلة الوحدة الطلابية وجبهة العمل الطلابي التقدمية ، كتلة التحالف ، وكتلة المبادرة للتغيير ، وقد وصلت نسبة الاقتراع ل73% بإجمالي عدد المقترعين  4726طالب وطالبة .  وفي انتخابات عام 2007 أعلنت 6 أطر طلابية موجودة بالجامعة مقاطعتها للانتخابات  حيث بررت الأطر مقاطعتها أنذاك بأن إدارة الجامعة منعت الاطر من ممارسة العمل الطلابي والأنشطة المختلفة وجمدت عمل  المنبر الحر ولم يستطع أي إطار ممارسة انشطته ، مما شكل خطوة خطيرة على علاقة الأطر مع المجلس المكلف .

وفي 2008 و2009 و2010 و2011 فازت الكتلة الإسلامية بالتزكية لانتخابات المجلس بعد امتناع عن  الترشح وانسحاب من  كافة الأطر والقوائم المنافسة لها اعتراضا منهم على النظام الانتخابي الذي  نُظمت عليه الانتخابات وهو الأغلبية .

وبعد هذا التسلسل المتكرر من الانتخابات ، كان لا بد من إضافة منافس للانتخابات لكي يعطيها نوعا ما  رائحة ، وزخم ، ولكي يكون هناك جو تنافسي،  ففي عام 2012 و2013 ترشحت كتلة منافسة وهي قائمة  كتلة الاحرار الطلابية وقائمة أبناء العودة المستقلة !!

عاد بعدها سيناريو التزكية والمقاطعة المتكررة  للأطر الطلابية لتجد الكتلة نفسها وحيدة امام مجلس الطلبة.

وبالرغم من أن هناك اتفاق وقعت عليه كافة الأطر الطلابية يضمن أولا حرية العمل الطلابي والنقابي داخل الجامعات وتجنيب الجامعة للخلافات والمناكفات السياسية الضارة ، وإجراء انتخابات مجالس الطلبة وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل وبتواجد ومشاركة إدارات الجامعات الرئيسية بما فيها الإسلامية كان لا بد لإدارة الجامعة أن تستجيب لرغبة الإجماع الطلابي  وإقرار الانتخابات النسبية ، والتي تفتح أمامنا مرحلة جديدة من كسر  الهيمنة الحزبية والفئوية على الجامعات كلها ، وتجنيب الجامعة الاحتكار الحزبي ، وخلق حالة من التنافس الشريف بين جميع الاطر الطلابية في ميادين الخدمة والرقي بمصلحة الطالب الجامعي .

على الجامعة الإسلامية أن تعيد التفكير بنظامها الانتخابي هذا العام ، وعليها أن تمنع انتخاباتها من أن تكون طبخة بايتة ، وان تعمل على اشاعة جو من الديمقراطية عبر إقرار قانون التمثيل النسبي الكامل والاستجابة لرغبة الإجماع الطلابي بانتخابات نسبية تتيح المشاركة للجميع ، ولا تقصي أحد .

واستمرار الجامعة بدورية الانتخابات يؤكد بالنسبة لها أهمية دور المجلس ، وأهمية التجديد الأمر الذي يتطلب منها إعادة النظر في نظامها الانتخابي ، وعدم انتظار الإشارة من هنا أو هناك لإقرار البدء بهذا النظام ، فهذا حق مكفول ، وحق للكل أن يشارك في انتخابات طلابية تقوم على اساس نظام عصري ديمقراطي يتيح حالة من التنافس الإيجابي والشريف لخدمة الطلبة ورفعة الجامعة .

 والسؤال دائما هل سيبقى الحال كما هو ؟ أم أن خطوة ايجابية بتغيير النظام الانتخابي ستتخذها الجامعة ، أم عدول من الأطر الطلابية على المقاطعة  والمشاركة  بهذه الانتخابات ؟

 

بقلم / أحمد أبو حليمة

قطاع غزة

11/3/2016م