قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي موشيه يعالون انه لا توجد حلول سحرية لوقف الانتفاضة وعاد للحديث عن استكمال بناء جدار الفصل العصري حول القدس وفي منطقة ترقوميا بمحافظة الخليل.
يعالون على ما يبدو لا يعرف حكاية سور الصين العظيم الذي بناه الإمبراطور تشين شي هوانغ عام 221 قبل الميلاد بهدف حماية الصين من الغزاة ومن مهازل التاريخ أن الغزاة جميعا الذين تمكنوا من اجتياز السور لم يقفزوا من فوقه بل دخلوا من الأبواب بتواطؤ حراس بوابات السور فلم يكن واردا في ذهن الإمبراطور أبدا أن الإنسان هو الأهم وان كل حجارة وأسوار الأرض لا تمنع الإنسان من تحقيق ما يريد وبالتالي فقد جرب يعالون جديا الأسوار في كل مكان ولم تتوقف حتى اليوم إرادة الشبان الفلسطينيين في كل مكان.
السؤال الذي لم يتنبه له يعالون أيضا وهو كيف سيبني جدرانا حول مستوطنيه بالضفة الغربية وهل سيمنعهم من السفر على الطرق الخارجية أو سيبني لهم موقف للسيارات من جدران مسلحة أم سيرسل جيب عسكري مع كل مستوطن يرغب بالانتقال من مكان إلى آخر.
نعم لا يوجد حلول سحرية لإطالة عمر الاحتلال ولا يوجد حلول سحرية تحمي القاتل من المقتول ولا السارق من المسروق ولا جيش الاحتلال وناسه من إرادة شعب يرزح تحت الاحتلال مهما كانت ظروف هذا الشعب.
يعالون وجيشه يعيشون التجربة يوميا وهم ومحلليهم يعلمون بالتأكيد أن لدينا ظروفا قاهرة وان السلطة والفصائل والقوى منشغلين حتى النخاع بصراعاتنا الداخلية حتى وصل بنا الأمر نحن إلى الاقتناع أن لا فائدة ترجى منا وبتنا محبطين بكل ما تعني الكلمة من معنى ولم نكن نتوقع أن يأتينا الإنقاذ من أطفالنا.
درس خطير نتعلمه نحن والاحتلال معا يصدر عن أطفال الشعب الفلسطيني وأيا كانت الأسباب التي تدفع بالفتية الفلسطينيين إلى الموت في مواجهة المحتلين وأيا كانت النتائج لهذه العمليات وحتى مع سخطنا على ذاتنا لأننا نترك فتيتنا يقاتلون بالنيابة عنا فان الحقيقة التي لا يجوز القفز عنها أنهم يقاتلون وأنهم يملكون استعدادا فائقا للموت وان النتائج الفاشلة اليوم والتي تؤدي في غالبية الحالات إلى استشهاد أبناءنا لن تدوم طويلا.
منذ بدأت الهجرة الصهيونية إلى فلسطين لم تتوقف أبدا إرادة شعبنا عن اجتراح المعجزات وأنماط وأشكال المقاومة تتجدد وتتغير من شكل إلى آخر وكلما ابتكر المحتلون وسيلة لضرب نمط من أنماط الكفاح عاود الشعب الفلسطيني بوسيلة جديدة لم يتوقعها احد وهو ما سيتواصل ويجب أن لا يغيب عن بال يعالون وجيشه أن التطور التكنولوجي في أيامنا متسارع وان أطفال فلسطين قد يجدون وفي وقت ليس بعيدا قدرة على ضرب مواقع المحتلين وهم يجلسون خلف أجهزة الحاسوب أو حتى باستخدام هواتفهم الذكية ومن أقصى بقاع الأرض فلن تجدي الجدران ولا القوات ولا التجسس فإرادة الشعوب لا تقهرها منتجات المعادن.
نعم يوجد حل سحري يمكن من خلاله للمحتلين أن يستريحوا ويريحوا وهو لا يحتاج لأجهزة استخبارية ولا لجيوش جرارة ولا لتكنولوجيا ولا معدات ولا لمليارات أصحاب صناعة السلاح من اليهود الهانئين في أبراجهم العاجية في أمريكا مضحين بأبناء جلدتهم ليموتوا في فلسطين والشرق الأوسط لتتضاعف ثرواتهم فلن تهتز أسرتهم الناعمة ولا أبراجهم المنيعة مهما كانت حياة اليهود المبعدين إلى فلسطين قاسية ومهما قتل منهم دفاعا عن ثروات من أرسلوهم للموت.
اعترف ومعي كل شعبنا بان الحال الفلسطيني لا يؤذي عدو ولا يسر صديق كما يقول المثل فما نعيشه من حال في الانقسام والخلافات والمناكفات بل والاقتتال احيانا والانشغال المطلق بالشأن الداخلي من صراعات عجيبة غريبة على كراسي قائمة في الهواء اصلا وعلى حكم يحكم في الوهم يكاد يصل بأعدائنا الى القناعة شبه التامة باننا شعب لا امل يرجى منه ومع اعترافي هذا وقناعتي الا ان ما يقوم به فتيتنا يوميا على حواجز الاحتلال مع انه يدمي قلوبنا الا انه مع كل مأساويته يؤكد حقيقة مطلقة واحدة ان الشعوب أيا كانت لا تموت ارادتها وان موت اطرافها او من يسيطرون عليها لا يمكن ان يجعل منها جئة هامدة بل هي قادرة دوما على النهوض من جديد من تحت الرماد وكان شيئا لم يكن وان غيابا لم يحدث وكأنها حاضرة للكفاح في كل لحظة وقادرة في الناهية على تحقيق حلمها مهما بدا مستحيلا
المحتلين واعداء الشعوب بطبعهم لا يصدقون ماذا تعني ارادة الشعوب وهم تلقائيا يبحثون عن كل الحلول التي تهدف لإحباط وقتل هذه الإرادة وهي بالتالي أي الارادة هدف سيوفهم ورماحهم وكل ادوات المت التي لا يتقنون سواها وتلقائيا فان التفكير بالاستجابة لهذه الارادة لا يمكن ان يخطر لهم على بال.
السيد موشيه يعالون يوجد حل سحري واحد للتخلص من الانتفاضات المتتالية والابداعات المتتالية لشعبنا والتي ستبقى قائمة مهما اعتقدنا نحن ان ارادتنا بهتت فالأجيال القادمة لا تملك احباطنا ولا يجدي معها القبول بالخنوع الذي يريده لها بعضنا وهي قادرة كما فعلت عبر قرن من الزمن لمفاجئتنا نحن قبلكم بإبداعات للكفاح تفوق خيال العجز والهرمين ممن اقترب القبر منهم ولن يفقط فتى فلسطيني نفيتم جده الخامس الى البرازيل أو غيرها من استخدام التكنولوجيا القادمة لضرب من يحتل ارض الحلم عن بعد فانت كما انا لا ندري ماذا سيجترح العلم من معجزات وماذا سيجترح فتيان شعبنا من ادوات للتخلص منكم ولذا سأدلك منذ اليوم على حل سحري واحد يخلصك من القلق وهو ببساطة ... غادروا بلادنا وكفى.
بقلم/ عدنان الصباح