اسرائيل ليست بحاجة للمبادرة الفرنسية التي تعطي اسرائيل مالم تحلم به سياسيا من خلال احتلالها للارض الفلسطينية ، واسرائيل ليست مضطرة لقبول المبادرة الفرنسية ولان ما حققته على الارض في الضفة اصبح امر واقع ، وامام محددات السياسة والدبلوماسية الفلسطينية التي تركز على وقف الاستيطان وليس ازالته وكنسه ، ولذلك اتى الرفض الاسرائيلي للمبادرة ليس من قبيل انها لا تفيد اسرائيل بل لان اسرائيل حققت حلمها فيما يسمى يهودا والسامرى ، ولم ترفض المبادرة لانها لصالح الفلسطينيين وفي الحقيقة ان المبادرة ببنودها مدمرة للطموح الوطني الفلسطيني. ولذلك لم تفهم اسرائيل المبادرة واسئلة قد طرحها مدير الخارجية الاسرائيلي دوري جولد على المبعوث الفرنسي بيير فيمو والذي اوضح المبعوث ان المبادرة مهمة لكي لا ينفجر برميل البارود في الضفةن ونتوقف هنا على المغزى الحقيقي للمبادرة في تهدئة الاوضاع في الضفة امام العمليات الفردية لشباب صرخة القدس ، وفي حين قد اكد مدير الخارجية الاسرائيلية بان المفاوضات الثنائية ومحاربة الارهاب وبدون شروط مسبقة هو الخيار الوحيد للسلطة وبدون شروط..!!!.
فيما اخذتنا الذاكرة لاكثر من عقد ونصف للخلف لنتذكر اعلان المباديء "" وغزة اريحا اولا "" لكي تثبت منظمة التحرير مصداقيتها وما كلفت به من حالة وظيفية وامنية تحافظ على امن اسرائيل ، ويبدو ان غزة لها حسابات سياسية وامنية اخرى الان ، ولذلك اصبح التدحرج في معطيات المأساة الفلسطينية التفاوض على المنطقة A التي عربدت فيها اسرائيل بعد انتفاضة عام 2002 وليصبح المنطق الامني لحل المشكل والقضية الفلسطينية في نظاق الحل الامني الداخلي لدولة اسرائيل .
منذ التاسع من الشهر الماضي فبراير اصبح الطرف الفلسطيني قلق من توسع صرخة القدس هذا اذا ما توفرت لها الحاضنة الشعبية وكما هو القلق الاسرائيلي الذي اصاب المستوطنيين بالهزيمة المعنوية والنفسية وفقدان الاستقرار الامني ، اجتمع الطرفان لمصالح واحدة وهو التخوف من اتساع نشاطات الانتفاضة مما يهدد وجود السلطة من طرف والطرف الاخر ما سيدفعه من ثمن مادي ومعنوي تنعكس على المستوطنيين ، كان الاجتماع بين ثلاثة من قادة الامن الفلسطيني ماجد فرج وزياد هب الريح وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ مه مع منسق شؤون المناطق في الحكومة الاسرائلية يؤاف مردخاي وتحت متابعة المنسق الامني الامريكي الجنرال بيردرود شهايم، طرحت السلطة انسحاب القوات الامنية الاسرائيلية من المنطقة AوالمنطقةB علما بان المنطقة Aكانت تقع تحت سيطرة السلطة اداريا وامنيا ما قبل انتفاضة 2002م اما المنطقة bفهي تحت الادارة المدنية الفلسطينية والمنظومة الامنية الاسرائيلية وهي تمثل خمس مياحة الضفة الغربية .
الاسرائيليون وافقوا على الانسحاب من اريحا رام الله اولا وبناء على اعلان مباديء اوسلو وتحت مبدأ الحفاظ على التنسيق الامني وان تثبت السلطة مقدرتها في مكافحة ما يسمى بالارهاب والنشطاء ، وبرزت حالة وظيفية جديدة للسلطة والقوى الامنية بان يكون دورها في الخندق المتقدم لمحاربة التطرف وداعش ، فقد اعربت السلطات الامنية الاسرائيلية عن قلقها في حالة تجميد السلطة للتنسيق الامني .
اتفاق قد يتم التوصل اليه لحاجة الطرفين بانسحاب اسرائيل من المنطقة Aوهي اريحا رام الله ، وقد تكون مهمة للرئيس والاجهزة الامنية بعد ان وصلت الاجتياحات بالقرب من منزل السيد عباس ، يبدو ان السلطة واجهزتها تعودوا على اللعب في قاع الفنجان لذي يصنع قهوته الاحتلال ، ومادام هناك اجتماعات سرية بين الفريقين للتوصل الى حلول لقضايا امنية وعلى غرار ما صرح به السيد ماجد فرج بمنعه 200 عملية واعتقال 100 مقاوم قد فتح شهية الاسرائليين لكي يسندوا للسلطة مزيد من الصلاحيات في المنطقة Bايضا وهذا يخفف على الاحتلال من مهامه وتكاليفه المعنوية والمادية وبمقابل ان تفرض السلطة هيمنتها على المواطن الفلسطيني وتحقيقا لمصالحها التي يعرفها الجميع.
سميح خلف