وقفت معجبًاً بشدة حينما كنت اتصفح كتاب ( طبائع الاستبداد )للمفكر عبد الرحمن الكواكبي 1848م -1902 م ، وقلت في عقلي لله درك يا كواكبي وانت تحاكي بفكرك واقعنا المعاِش وكأن قلمك وعقلك يعيش بيننا اليوم ..
فقد وصف الاستبداد بأنه (صفة للحكومة المطلقة العنان والتي تتصرف في شئون الرعية كما تشاء ، بلا خشية من الحساب ولا العقاب )
صفات الحاكم المستبد :
حينما يقف الحاكم حاجزا منيعا امام كتاب الرأي ويمنعهم عن الكلام المباح ، وحينما تصادر الكلمة ، تجف ينابيع النهضة وتخبو جذوة التغير ..
وتغدو صفات الحاكم المستبد واضحة كوضوح الشمس كالتالي:
- يتحكم في شئون الناس بإرادته لا بإرادتهم
- يحكم بهواه لا بشريعتهم
- يصبح عدو الحق والحرية وقاتلها في نفوس الناس
- الحاكم المستبد يتخذ دوما بطانة ممن يزعمون انهم اهل دين ، وظيفتهم اعانته على ظلم الناس وتبرير ظلمه وافتراءاته عبر فتاوي ، فهم يلوون عنق النص القرآني لنيل رضا الحاكم المستبد ..
وبعد كل هذه الصفات وصلنا مع الكواكبي ان الاستبداد يمنع الترقي وهو عدو الحياة
وخير وسيلة للقضاء عليه :
مقاومته باللين والتدرج والحكمة ، لان مقاومته بالقوة تزيده قوة ، وفى النهاية خلص ان الحاكم المستبد مثل الاحتلال والاستعمار ، فالمستعمر تاجر لا يرى الا مصلحته فقط ..
بقلم/ د. ناصر اسماعيل اليافاوي