أسعد الله اوقاتكم جميعا بكل خير
اتواصل معكم ونحن الآن في زيارة لاحبابنا وأهلنا في مخيمات اللجوء في لبنان حيث يتكدس الناس الادميين في بيوت الصفيح أو ما دون الصفيح تحت زخات المطر والرياح العاتية التي تقتلع كل ما أتت عليه بإذن الله ونحن نمسك بعضنا ببعض خوفا من العواصف.
إنها خواطر
تعتبر لبنان من أكبر البلدان استضافة للاجئين منذ العام 48 وحتى اليوم.
يتجمع هؤلاء في مخيمات تنعدم فيها مقومات الحياة حيث الكثافة السكانية العالية جدا وعدم السماح بالتوسع مما يزيد من معاناة اللاجئين الكثيرة جدا في الأصل.
مخيم نهر البارد نموذج واضح حيث كانت مساحة المخيم عند الانشاء 1 كم مربع بلغ تعداد السكان 35 الف انسان عام 2008 عندما كانت الأحداث الماساوية والتي كانت نتيجتها تسوية المخيم بالأرض بهدف إعادة إعمار المخيم ولا زال اللاجئين بالانتظار للعودة لخيامهم ولم الشمل والذي وعدت المؤسسات الدولية والجهات المانحة بالانتماء خلال 3 سنوات ولا زالت المأساة مستمرة والتشريد قائم والمعاناة تتفاقم ومما زاد من المعاناة هو الوقف التام من وكالة الغوث الانروا من تقديم الخدمات والمعونات الصحية والإغاثية لتصبح حياة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات المعدومة اصلا من كل خدمة أشبه بالجحيم.
من خلال الحديث مع الاهالي والاستماع للملاحظات أوجه نداء أولا لوكالة الغوث الانروا لمضاعفة المساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان وعدم التلاعب بعواطفهم والوقوف إلى جانبهم ثم احمل المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها والسلطة الفلسطينية في رام الله التي تدفع بالملايين من أموال الشعب الفلسطيني لتنفقها للفصيل وليس للاجئ الذي هو رمز القضية الفلسطينية وهو الذي استضاف الثورة الفلسطينية ودفع الثمن الأكبر لعشرات السنين وهو يحتضن المقاومة ليجد نفسه اليوم خارج كل الحسابات ويصبح سلعة رخيصة تستعمل في المناكفات السياسية.
وأخيرا جامعة الدول العربية ومؤسساتها التي لا ترى بعيون وطنية عربية وادعوا الزعماء والمسؤولين لعمل جولة للتعرف على وضع المخيمات الفلسطينية التي يحرم اللاجئ في لبنان من ممارسة كل المهن ويحرم من كافة الحقوق الصحية والتعليمية بقرار عربي وسكوت اممي.
وأخيرا أوجه نداء للمؤسسات الاغاثية لزيارة لبنان والإطلاع على المخيمات حيث اللاجئ الفلسطيني والسوري يتقاسمون هم التشرد وشظف العيش وقسوة القريب ولا مبالاة البعيد ولسان حالهم يقول
حسبنا الله ونعم الوكيل
الدكتور عصام يوسف