المنشود والغاية وحدة البرنامج السياسي الفلسطيني على قاعدة الوحدة الوطنية التي تترنح بل تعاني من انقسامات حادة وفي عدم وجود توافقيات دبلوماسية على صعيد الاقليم والقوى الدولية تتناغم مع المتغير مع الحفاظ على الثوابت الفلسطينية التي اقرتها منظمة التحرير وميثاقها والقرارات الدولية التي تصب في صالح الشعب الفلسطيني .
تعودنا ان نسمع مصطلحين في طريق بين التفاؤل والتشاؤم"" الانقسام ، المصالحة "" وبالتاكيد ان الازمة تتركز بين المصطلحين سلوكا وممارسة ولذلك تزداد الازمات يوما بعد يوم سواء على ديموغرافيا الارض في الضفة وفشل مشروع حل الدولتين او على مستوى غزة والحصار وهي ازمات مركبة تتفاعل يوما بعد يوم للاسوء مع اختفاء بريق امل لوحدة فلسطينية او مشروع يوحد الشعب الفلسطيني الذي اصبح تتنازعه ظواهر وشرذمة الاحزاب وانغلاقها وتقوقعها وارتهانها لنظامها ودستورها وافكارها وبدون الذهاب للاستناد للوطنية الفلسطينية وماذا تريد...؟؟؟ وماذا يجب ان يكون..؟؟؟
ولكي نفهم جيدا كيف نسلك الى طريق وحدتنا ، فاننا يجب ان نحل اربع تعقيدات مهمة في الحياة السياسية الفلسطينية وهي كالتالي :
1- المصالحة الداخلية الفتحاوية والتي هي من اهم المتطلبات الذاتية التحاوية والوطنية الفلسطينية ولانه عليها يمكن احداث مراجعات للتجربة ولان فتح هي اكبر الفصائل وهي صاحبة التجربة الطليعية في الشعب الفلسطيني ، مراجعات تنظيمية وسياسية وامنية وثقافية من خلال مؤتمر حركي ناضج يلملم كل الطاقات وبدون اقصاءات نرجسية او جغرافية تتبلور نتائجه في برنامج سياسي وتنظيمي وتعبوي يعمل على حل كل القضايا التي اصبحت تتغلغل في العمق الاطاري الفتحاوي ، وانهاء انفراد تيار بحد عينه في رسم سياسة حركة فتح بعيد عن المجموع الحركي ، ولاهمية المصالحة الداخلية الفتحاوية تبنت مصر ودول اقليمية تسوية الخلافات الداخلية وباعتبار ان ازمة فتح الداخلية لا تهدد المشروع الوطني فقط بل لها بعد ومؤثر اقليمي ودولي على صياغة المواقف الاقليمية وطريقة تناولها لابجديات دعم الشعب الفلسطيني على المستوى الداخلي والدولي .
2- المصالحة الفتحاوية مع حماس : وهو مشروع لم يحقق اي نجاح للان لمعطيات اقليمية ودولية وصراع بين اقطاب في دول الاقليم ، واعتقد ايضا ان المصالحة الفتحاوية الحمساوية لن ترى النور بدون الربط مع البند الاول والخاص بالمصالحة الداخلية الفتحاوية والتي تتعلق بالبرنامج السياسي والامن والبرنامج الوطني ككل .
3- المصالحة الحمساوية مع دول الاقليم وهي ذات اهمية لا تقل عن المصالحات الداخلية فاعتقد لكي تترجم مصالحة داخلية فاعلة على كل المستويات يجب ان تعيد حماس تقييمها لمشوع الاخوان وان تعتبر نفسها كجزء من الشعب الفلسطيني بانها حركة وطنية تتكيف مع المناخات والمتغيرات التي يمكن ان تجير لصالح الشعب الفلسطيني ، فعلاقة حماس مع مصر ذات اهمية في اصلاحها وترميمها وخاصة ان مصر تتعرض لهجمة من التطرف الاسلامي ومشروع اثارة الفوضى في مصر ن وبالتالي تفهم مصالح مصر وهي المصالح التي تتفق عليها الحركة الوطنية الفلسطينية وتساندها في وجه الارهاب والتطرف يجب ان تكون حماس جزء من هذا التفهم فالامن القومي والاقليمي يجعل من غزة ذات اهمية ولذلك وحدة الشعب الفلسطيني وبرنامجه النضالي يرتبط بمقدار موقف مصر ودعم مصر للشعب الفلسطيني من خلال قواه النضالية الموحدة على مشروع سياسي وامني واحد ، وكذلك لا نغفل دور المملكة الاردنية التي تصل واجباتها كشريك للشعب الفلسطيني توازي مصر في الاهمية للحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني ومشروعه التحرري ، الاردن الذي يتعرض على حدوده لرمال متحركة ذات خطورة يتطلب ايضا العمل المشترك على مستوى المشروع الوطني والقومي.
4- مصالحة الجميع على المستوى الاعلامي والثقافي والتعبوي ثلاث اساسيات لانجاح فكرة وحدة الشعب الفلسطيني كخطاب موحد يحشد كل الطاقات لانهاء ظواهر التشرذم والتعبئة الخاطئة والموجهة لزرع فكر الانقسام والخصخصة الحزبية سواء على مستوى الفضائيات او الادوات الاعلامية الاخرى .
قد تكون هذه البنود للمصالحات على النطاق الاستراتيجي لوحدة الشعب الفلسطيني السياسية والمجتمعية والاقليمية وهي النموذج للخروج من الازمات بدأ من ازمة المشروع السياسي الى الانقسام الى حصار غزة ومعالجة الفتور بل القطيعة من بعض دول الاقليم مع واقع التناقضات الحزبية وظاهرة الاستفراد في القرار على مستوى السلطة ومنظمة التحرير او على مستوى ادارة قطاع غزة من حماس والاتهامات المتبادلة لفشل حكومة الوفاق الوطني .
سميح خلف