فخامة الرئيس الفلسطيني حفظه الله وأبقاه

بقلم: فايز أبو شمالة

فضحت حركة السلام الإسرائيلية المخطط الاستيطاني اليهودي، وقالت: إن إسرائيل قد صادرت مع نهاية شهر فبراير مساحة 1540 دونماً من أراضي مدينة أريحا، وحولتها إلى أملاك دولة، وقد تم ذلك بناءً على تعليمات من نتانياهو مباشرة، وإن لإسرائيل خططاً لتوسيع مستوطنات يهودية وبناء منشآت سياحية ومراكز تجارية أخرى في المنطقة"، وقد نشرت منظمة التحرير الفلسطينية عبر حسابها على تويتر صوراً لخطة المصادرة الإسرائيلية مرفقة بخريطة بالعبرية ووثيقة بتاريخ 10/3 الحالي، وتتحدث عن مصادرة 2342 دونما، وتحمل توقيع “المشرف على أملاك الحكومة وأملاك الغائبين في يهودا والسامرة".

فخامة الرئيس حفظه الله ورعاه، وأبقاه، وأدام مجده ورعاه، ماذا ستفعلون؟ وكيف ستردون؟ وهذا أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، يؤكد أنه لم يبق من كل منطقة غور الأردن "سوى 8% من الأرض مخصصة للفلسطينيين، ولمستقبلهم، ونموهم الطبيعي. فماذا أنتم فاعلون؟ هل ستشجبون وتستنكرون؟ الأرض تضيع فعلياً في كل يوم، واليهود يتمددون، وأنتم تنتظرون غضب المجتمع الدولي، وتنتظرون أن ينفعل الفرنسيون والغرب، وأن يحترقون لضياع الأرض الفلسطينية، فإن كان هذا كل ما تأملون، فإليكم التالي:

لقد اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "نادال" بالقول: "إن المستوطنات تمثل انتهاكا للقانون الدولي، وتتعارض مع التزامات تعهدت بها السلطات الإسرائيلية لصالح حل الدولتين". فهل هذا التصريح الفرنسي يخيف الإسرائيليين، ويمنع مصادرة الأرض؟

ولقد اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي بتصريح صحافي قال فيه: "نعارض بشدة أي خطوات تساهم بالتوسع الاستيطاني؛ الذي يثير الكثير من التساؤلات الجدية بشأن نوايا إسرائيل على المدى البعيد". فهل هذا التصريح يحد من أطماع المستوطنين؟

ولقد حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل على إعادة الأراضي الفلسطينية التي صادرتها في الضفة الغربية، واصفاً القرار بأنه يعرقل حل الدولتين في الشرق الأوسط. فهل هذا الطلب مرعب لإسرائيل، وسيجبرها على التوبة والندم؟

ولقد اعتبر موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أن "إعلان هذا الأمر يمكن أن يقوض مشاريع التقدم نحو السلام". هل عبر هذا التصريح عن أذن الإسرائيليين؟

فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس حفظه الله وأبقاه وأدام عليه السلم والسلام وحماه، رغم أنف أعدائه من رجال المقاومة، ورغم أنف جيرانه اليهود الطغاة.

لقد أصدر نتانياهو تعليماته بمصادرة الأراضي، قبل أيام من قوله أمام أعضاء حزب الليكود في ذكري مناحيم بيجن: إنه لا يمانع بقيام دولة فلسطينية شرط أن تكون منزوعة السلاح، وكي نضمن نزع سلاحها، فلا بد من السيطرة التامة على غور الأردن، لقد جاء هذا التصريح بعد أن صادر الأرض فعلياً، فماذا أنتم فاعلون قبل أن تصرحون وتشجبون وتستنكرون؟

فخامة الرئيس الفلسطيني حفظه الله؛ وأبقاه رغم أنف المقاومين الأباة.

نحن معكم في جز عنق المقاومة المسلحة، والزج بالمقاومين الفلسطينيين في غياهب السجون، ونحن معكم في قطع رأس حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقامة الشعبية والجبهة، وحركة الأحرار، وتقديم سلاحهم على طبق من التنسيق الأمني للمخابرات الإسرائيلية، ونحن معكم في بتر الخلايا المقاومة في كل مدن ومخيمات الضفة الغربية، ونحن معكم في زهق روح كل مقاوم للاحتلال، شرط أن تشرعوا بالمقاومة السلمية التي تؤمنون بها، وتقدسونها.

           نحن يا فخامة الرئيس مع المقاومة السلمية؛ فأين هي؟ لماذا لا تتوجه شخصياً إلى الأرض المصادرة، وتطالب بجلاء الغاصبين عنها؟ أليس هذا هو صلب المقاومة السلمية؟ فلماذا لا تحمل في يدك راية بيضاء، وشارات السلام الذي تقدسه، وتأخذ معك رئيس الحكومة، وجميع الوزراء والأمراء وقادة الأجهزة الأمنية وكبار المسئولين، وسكان المقاطعة في رام الله، وتعتصمون فوق الأرض المصادرة، وترسلون من هنالك رسائلكم الميدانية إلى المجتمع الدولي؛ الذي سيغضب لغضبكم، ويثور لثورتكم السلمية؟ توجه يا فخامة الرئيس إلى مكان الجريمة الصهيونية، واعتصم مع أركان حكمك، وستجد الملايين من أبناء الشعب تلتحق بكم، وتعتصم معكم، وتحارب معركتكم السلمية ضد الاحتلال، فأين أنتم يا فخامة الرئيس؟ أين حروبكم السلمية؟ وأين معارك السلام الطاحنة التي تخوضونها؟

نحن يا فخامة الرئيس لا نسمع إلا هدير جرافات المستوطنين، ولا نبصر إلا نارهم المشتعلة في حقولنا، وهي تحرق أطفالنا، ولا تصفعنا بالحقيقة إلا تصريحات نتانياهو الذي يطالب بالاعتراف بيهودية دولته كشريط لقيام دولتكم، في ظل غيابكم الكامل عن الأرض!.

فخامة الرئيس، إليكم المعلومات السرية التالية، والتي قد تثير اهتمام أنجالكم كثيراً جداً:

مساحة الأرض المصادرة في منطقة البحر الميت تقدر مساحتها 3882 دونماً

قيمة الدونم المادية فقط تقدر بقيمة 200 ألف دينار أردني مع المراعاة للجيران اليهود.

النتيجة هي 777 مليون دينار أردني تقريباً، وهذا يعادل مبلغ 4.5 مليار شيكل إسرائيلي.

فكيف لو أضفنا لهذا المبلغ قيمة الأرض السياسية وقيمتها الروحية؟

فما رأيكم يا فخامة الرئيس بهذه الأرقام، إنها مبالغ محترمة من الشيكل العظيم؟

 

د. فايز أبو شمالة