بسم الله الرحمن الرحيم
مواقع إعلامية تنتشر علي شبكة الانترنت أصبحت مثل سوق عرض البضائع ، تنشر أخبار حسب الطلب وحسب دفع الثمن ، يتعاملون مع الخبر كسلعة دون الالتزام بالمصداقية أو المهنية ، فقط هدفهم تجاري استثماري ، ولكل خبر تسعيرة وثمن ،
الرصاصة الغادرة قد تقتل فردا ، بينما القلم الخائن قد يقتل أمة كاملة ، فلا تكونوا سببا بإشعال الفتنة وصب الزيت علي النار بنقل أخبار مفبركة تهدف لإرباك الساحة الفلسطينية وتضليل الناس ،
قنوات فضائية تبث التحريض والفتنة وتثير النعرات الطائفية ، تفتح منابرها للناعقين لنشر فكرهم المسموم وتشتيت الأمة وحرف القضايا الوطنية العربية عن مسارها ، أموال طائلة يتم إنفاقها لانحراف الفكر ولنشر الاقتتال ، فأي إعلام هذا القاتل الفاسد المفسد ؟؟؟
الأمة العربية مستهدفة من كافة النواحي وخاصة من الناحية الثقافية والإعلامية والفكرية ، وفي ظل هذا الاستهداف الممنهج والغزو الفكري الخطير لشباب الأمة العربية ، مطلوب من الإعلام العربي أن يكن الدرع الحامي لشبابنا وبث الوعي الوطني وترسيخ المفهوم النضالي والثقافة العربية الأصيلة ،
إعلامنا الفلسطيني يجب أن ينتهج نهجا وطنيا ثوريا موجها ضد الاحتلال ، إعلاما ثوريا قويا قادرا علي دحض الرواية الصهيونية ونقل الحقيقة والانفتاح علي العالم لإيصال رسالة فلسطين وشعبها المجروح وحقه بالحرية والكرامة والعودة لأرضه ووطنه ،
ولنسير علي درب القائد المفكر ماجد أبو شرار الذي وضع النهج والطريق لإعلام ثوري ، والتمسك بالبوصلة المرشدة والموجهة ، بوصلة الفكر الثوري ، فكر الجماهير الشعبية الواسعة ، فكر العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، وكل البسطاء والمخلصين من أبناء شعبنا ،
فقال الماجد أبو شرار : أن الإعلام الثوري عليه أن يلتزم بقضيتين ،
الأولي هي القضية السياسية المنسجمة مع البرامج السياسية للثورة الفلسطينية ،
والقضية الثانية هو الالتزام بخط الجماهير ، الالتزام بقناعات الجماهير ومحاولة بلورة هذه القناعات ضمن خط إعلامي واضح ومبلور ومبسط منسجم مع القطاع الذي يخاطبه الإعلام ،
فالمعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية والسياسية ، وقد تم استغلال الإعلام بشكل مؤثر من قبل وزير الإعلام النازي جوزيف غوبلز حينما قال مقولته الشهيرة : " أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي "، فإعلامنا يجب أن يكن إعلاما بضمير ليعطينا شعبا واعي ،
وزير الإعلام النازي جوزيف غوبلز الذي يعتبر مؤسس البروباجندا السياسية ورغم قدرته الخارقة علي التأثير بالرأي العام من خلال استغلال الإعلام وتوجيهه ، إلا انه كان يردد مقولته الشهيرة : " كلما سمعت كلمة (مثقف) تحسست مسدسي "، وهي إشارة إلى أن الوعي هو السلاح المضاد لعمليات "غسيل الأدمغة" والدعاية عبر الإعلام وتوجيه الشعوب ،
فليكن إعلامنا بضمير ، موجها لتوعية عقول شعوبنا ونشر الثقافة الوطنية والتعبئة الثورية ، والمحبة والأخلاق العربية الأصيلة ، وليكن شعار الوزراء والقائمين علي الإعلام بالوطن العربي " أعطيني إعلاما صادقا وبضمير أعطيك شعبا واعيا " ، نعم لإعلام ثوري وطني منسجم وملتزم مع تطلعات الجماهير ، نريد إعلام ماجد أبو شرار وليس إعلام جوزيف غوبلز ،
والله الموفق والمستعان
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]