نحتفل كل عام بهذه الذكرى العظيمة التي جائت كنقطة بيضاء في ماضينا وحاضرنا الأسود الذي لا نعرف كيف بدأ ومتى سينتهي ..!
ولكن هل كانت معركة الكرامة بداية الإنتصارات ومدخلاً للفتح المبين ..!؟
بدون أدنى شك أنها ملحمة بطولية عظيمة سيبقى التاريخ يذكرها من خلال الصمود
الأسطوري الذي صمده حفنة من الأبطال الفلسطينيين الفتحاويين والجبهاويين وقوات التحريروكل من شارك في المعركة ....
ويجب أن لا ننسى إخواننا أبطال ونشامى الجيش الأردني الباسل الذي لم تكن هذه معركته الأولى لهم .. فنحن نشهد لبطولاتهم في ارض الضفة والقدس ...
الجيش الأردني الذين كان لهم دور الإسناد العظيم من خلال الأسلحة الثقيلة التي دكت
دبابات العدو والحقت الخسائر الكبيرة في الجيش المتغطرس
انه نصر إذا قارنا ذلك بما جرى للجيوش العربية علةى مدار قرن من الهزائم
ولكنه لم يقدم شيء على المستوى الشامل للقضية الفلسطينية ....
ولا أدري والمناسبة تمر اليوم وإخواننا في الأردن لا يذكرون شيئا ً عن الفدائيين وكأنهم وحدهم من خاضوا المعركة وكأن لم يكن فدائيين فلسطيينني ولم يكن هناك سبباً للهجوم الصهيوني إلا من أجل ضرب الفدائيين الفلسطينيين وابعادهم عن الحدود .....
وهذا ما لفتني ليس هذه السنة فقط بل منذ سنوات ولا ذكر للفلسطينيين في معركة الكرامة في الإعلام الإردني الغريب العجيب ..وقد كان الدور الرئيسي للفدائيين والمقاومة الفلسطينية من خلال التضحية بالأرواح أمام نيران العدو الكثيفة
تغييب إعلامي فاضح وكأن الحقيقة يمكن إخفائها من خلال نفاق إعلامي وكذب بواح ..!؟
على العموم موضوعي هنا ليس الإشادة بمعركة الكرامة على الإطلاق وليس التنكر لها ...
بل لتوضيح مسأـلة هامة كنت وما زلت عالقة في ذهني وقناعاتي " ولن أتراجع في رأيي بها لو قال الناس كلهم عكس ذلك ...!
هي أكذوبة النصر التي وكأنها كانت بمثابة لهاية منحنا إياها من منحها لتكون إضائة فارقة تجذبنا وتلهينا في أهزوجة نصر لم يتحقق لتضللنا الذي كان له هدف أسمى
وكأني بهذه المعركة خطط لها كي تحرفنا عن هدفنا الأساسي في تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ......
وكأن الكرامة كانت نهاية المطاف وبعدها يجوز ويحل لنا أن نسلك أي طريق دون حياء ولا وجل ولا خجل فتهنا وتاهت بوصلتنا ..!
فمنذ اول شهر كتبت والقيت محاضرتي في الصين في الكلية العسكرسة قلت فيها أن معركة الكرامة ستكون أكبر هزيمة لنا إذا لم نتدارك نتائجها وما سيترتب عليها ....
فالعدو يدبر ويخطط بخبث ودهاء ونحن نتلقى كالبلهاء
لن أطيل بالشرح ولكني أقول إن ما حصل رغم أنه اسطورة وملحمة تاريخية عظيمة سجلت بأحرف من نور لأبطال ضحوا بأرواحهم وسقطوا شهداء كي تعيش ثورتنا الفلسطينية شامخة وينعم الناس بكرامة بعد هزيمة وذل في حرب حزيران
إلا أنني اعتبر أن ما خُطط له كان ما بعد معركة اتلكرامة والذي نجح به العدو
وقد كانت لنتائج هذه المعركة وما أصابنا من ترهل وتسيب ثوري وفتحنا الباب لكل من هب ودب ليدخل في الثورة خاصة في حركة فتج ..حتى تاهت سفينتنا وكدنا أن نغرق جميعاً في بحر الظلمات والظلام والشتات والاستقطابات والولائات والمحاور العربية والإقليمية والدسائس والمؤامرات التي جرتنا إلى أوسلو وما بعد أوسلو
وما زال الحبل على الجرار...
بقلم/ منذر ارشيد