ضاحي خرفان يغرد!!!

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

إقترح الفريق ضاحي خلفان تميم المهيري نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، عدم قيام دولة فلسطينية وإنما الاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين واليهود وتنضم للجامعة بعد 70 عاما سيكون العرب 75% من سكانها.

بكل تأكيد ليس الأول عربيا ولن يكون الأخير في تلك الترهات الفاشلة التي نم عن حالة العجز والفشل التي يعيشها هؤلاء المسئولون والذي تقلدوا مناصب رفيعة في ظل غياب الديمقراطية وتغلب سياسة التعيين لكل من هب ودب في مواقع صنع القرار.

فمنذ سنوات خرج على أمتنا العربية العقيد القذافي وهو في السلطة في ليبيا بفكرة أسراطين وهي عملية دمج لفظي بين (فلسطين –واسرائيل)وفي النهاية هذا وذاك لم يقدموا على فعل يكون فيه الخلاص لشعبنا من معاناة استمرت ومازالت منذ اكثر من سبعين عاما وكما لم تجد أحدا في اسرائيل والعالم يصغي لتلك الافكار التي لا تنم عن تسامح بل عن ضعف ,فعلوم لدى العرب والمسلمين بأن التسامح يكون حميد حينما يكون صاحب الحق قادر على أخذ حقه من عدوه أو خصمه وحينها تنازل عن هذا الحق هنا يكون تسامح في الحق الفردي هذا يكون ولكن الحق الجمعي والذي يكمن في الصراع العربي الصهيوني لا يجوز لأي كان فلسطيني او عربي او مسلم أي كان مكانته وموقعه ان يتحدث بلغة التسامح والتفريط والتنازل لأنه يتحدث عن شئ ليس حق لاحد لأنه هذا حق عام وليس ملك للأحياء فقط بل ملك للأجيال القادمة من فلسطينيون وعرب ومسلمون فكيف لجيل عاجز ضعيف ان يفرط بهذا الحق في حالة الضعف والهوان هذه .

وهنا بكل تأكيد لا أحد يطلب اليوم من ضاحي خرفان أن يجيش الجيوش لتحرير فلسطين كما لا نطلب منه أن يقوم بدور (أحمد سعيد )مذيع صوت العرب السابق بل مطلوب من كل هؤلاء عدم مد هذه الاجيال من ابناء أمتنا بمزيد من حقن الفشل واليأس وعدم زيادة البنزين والنفط على تلك الجروح المفتوحة في جسد هذه الامة التي يعيش في مواقع أفشل مراحلها وفي مواقع تجد جيل من شباب شعبنا وبكل اصرار وبأدوات بسيطة وبأجساد عارية يتحدى تلك القوة الغاشمة لدولة الاحتلال .

وهنا السؤال الذي يجب أن يجيب عليه ضاحي خرفان وغيره من المسئولين العرب كم حجم الاموال التي تتدفق على مصانع السلاح الامريكية والغربية سنويا من الاموال العربية وكل حجم هذا التسلح ما هي المعارك المنتظرة لعزة الامة لتخوضها ؟وما هو نصيب الصراع العربي الصهيوني من هذا التسلح ؟لكي يعرف ضاحي خرفان بأن اسرائيل لم تكن يوما على أجندة الاهتمام العربي بشكل عملي كما هي أجندة دولة الاحتلال على يهود العالم .

ضاحي خرفان يتحفنا بأن نسبة العرب بعد 70 عاما سوف تكون 57%من عدد سكان دولة اسرائيل ويبدو أن ضاحي خرفان لا يعلم بأن المؤسسة الصهيونية منذ قيام دولة اسرائيل الى اليوم وهذا شغلها الشاغل والذي بات يقظ مضاجع كل قياداتها والتي تعقد لها بشكل دائم المؤتمرات لكي تجد وسيلة لتخلص من هذه المشكلة ؟فكم هو حجم الاستثمار العربي في تثبت هؤلاء العرب فوق ارضهم ؟وماهي البرامج التي يقوم بها ضاحي خرفان واسياده من أجل التخفيف من شدة المعاناة ووقف أسرائة المجتمع الفلسطيني الثابت فوق أرضه .أم أن ضاحي خرفان فقط لا يمتلك من الفعل غير الجعجعة والتي لن تنتج خبزا ولا تطحن حبا .

واخيرا لا أحد من شعبنا ينكر الدور الريادي والقيادي الذي تقوم به دولة الامارات العربية المتحدة في دعم شعبنا وجميعنا يتذكر شيخنا الجليل الشيخ زايد بحبه لفلسطين وصاحب المواقف العروبية التي يقدرها الجميع والتي مازالت مستمرة .وهذا يوجب على أمثال ضاحي خرفان أن يلجم نفسه عن تلك الترهات التي لن تجد اذان صاغية حتى من الاعداء الذين على الدوام يقدرون الخصم العنيد لا الخصم الضعيف وليعلم بأن شعبنا يسلم الراية من جيل الى جيل دون ملل

بقلم/ نبيل البطراوي