ان الهدف الاستراتيجي لمنظمة التحرير الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال وتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وهذا الهدف هو أساس وقاعدة الانطلاق الدبلوماسي الفلسطيني، وبه تم الدخول في كافة الاتفاقيات اللاحقة بعد العام 1988م.
المفاوضات انطلقت بداية التسعينيات في مدريد وتوجت باتفاق اوسلو عام 1993، و كان هدفها إنهاء الملفات الرئيسة المرحلة من اتفاقية أوسلو عام 1998بحيث يتم قيام الدولة الفلسطينية وكان يفترض ذلك بين العامين 1999 – 2000م، وما تم بعد ذلك هو محاولة عدم الإنهيار التام لكل ما سبق العام 2000م.
الدبلوماسية الفلسطينية تقف اليوم في منعطف جديد، قد يصل الى الانهيار التام للعلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي، ومن هنا نسمع تصريحات قادة الاحتلال حول ما تدعيه بــ "الفوضى"، و "إنهيار السلطة"، وبالتالي تتعمد (اسرائيل) على محاربة الدبلوماسية الفلسطينية، تمهيدا لتفريغ السلطة ومشروع وهدف التحرير من مضمونه.
من مسيرة السلطة الوطنية الفلسطينية، وتطورها الى المرجعيات الدولية، والصعود الى الأمم المتحدة، والإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية دولة غير عضو في الأمم المتحدة يؤكد أن الدبلوماسية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من النضال الفلسطيني، وتتأثر بما تتأثر به السلطة الوطنية، وتعتمد في قوتها أو تراجعها على الحالة الوضع العربي والاقليمي والدولي، وما تتأثر به المصالح والتطورات بتشى أبعادها، من حروب و نزاعات وسياسة وأبعاد ثقافية، وإجتماعية، وايضا هناك البعد الديمغرافي الهام والذي يعتبر إرتكاز هام في إستيراتيجية الفعل الدبلوماسي السياسي البعيد المدى.
الدبلوماسية تعالج الأزمات وأحيانا تصنع الأزمات، ونجحت الدبلوماسية الفلسطينية في أكثر من مرحلة بوضع (اسرائيل) في أزمة داخلية وأخرى دولية، وهنا يتضح نضوج الحراك الدولي الفلسطيني على المستوى السياسي والدبلوماسي في تفعيل الأعراف الدولية وتسليط الضوء على مرحلية الصراع وخطورة استمراره على الجميع.
ان الدبلوماسية الفلسطينية هي وجه من وجوه السيادة الفلسطينية، وهو حالياً استمراراً لمسيرة م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتمثلت الواقعية الثورية في هذا المجال، وأبدعت حركة فتح في صياغة الدبلوماسية الثورية التحررية أمام العالم كله.
ملاحظة: يجب العمل على تفعيل الملحقيات الثقافية في سفارات دولة فلسطين في العالم الخارجي، لان استعمال الجانب الإعلامي في ظل تقدم وسائل الإعلام يعتبر ساحة نضال جديدة ومؤثرة جدا على صورة ومستقبل إسرائيل. ولنأخذ الملحقية الثقافية في سفارة فلسطين بالجزائر مثالا واضحا ورائعا. حيث نجحت في زيادة التقارب بين الشعبين.
بقلم/ د. مازن صافي