عجز وغياب الرؤيا في السياسة الامريكية :-
كثيرون هم من حاولوا التقليل من شأن الدور الروسي في سوريا في صناعة المؤثر الدولي والتوازن الدولي المفقود منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ، بينما وقفت السياسة الامريكية جامدة بل عاجزة على احداث اي ردود فعل مؤثرة في اوكرانيا وسوريا وجزر القرم ، بل اكتفت الخارجية والبيت الابيض الامريكي على ان تندب حظها فيما الت له الوقائع سواء في العراق او سوريا او اليمن وليبيا وتونس ، فالرئيس اوباما انتقد وبشدة سياسة الرئيس السابق بوش في العراق واكذوبة السلاح النووي التي فتحت تبويب لغزو العراق ، ومن ثم انجبت تلك السياسة كل انواع الارهاب الذي وصل الى عمق اوروبا ... والذي لن تسلم منه امريكا ايضا مستقبلا . وفي محطة اخرى من تصريحاته النارية انتقد وبشدة سياسة وموقف بريطانيا في عام 2011م الذي ادى لانهيار الدولة الليبية وقرار بريطانيا وفرنسا في تصفية الزعيم الليبي معمر القذافي ، ومن ثم تفشي لغة الارهاب والعصابات المنتشرة في ليبيا .
تصاب اوروبا بالرعب بعد تفجيرات باريس وبروكسل وما يحدث في تركيا من تفجيرات ، وقد تكون بوابة تركيا لاوروبا فتحت الارهاب والمهاجرين وما تنبأ به القذافي قبل رحيلة موجها خطابا مشهورا لاوروبا والرئيس اوباما .
قصر نظر عندما تبحث امريكا واوروبا عن استيراد عوامل ومظاهر الرعب الامني من مواقف رؤسائها وخارجياتها وهنا قد توضع مراكز الابحاث الاستراتيجية في كل من امريكا واوروبا تحت مظاهر السطحية في صياغة السياسات .
وقد اثبتت الدولة السورية والرئيس الاسد انهم قادرون على صنع المتغيرات على الارض وان تكتوي تركيا واوروبا بما صنعوه من عصابات التطرف على الارض ايضا ، والسياسة الامريكية تصاب بالغباء والتاريخ يعيد نفسه كما حدث في افغانستان .
فمحددات السياسة الامريكية والاوروبية منذ عام 2011 الى عام 2015 لم تكن هي محددات السياسات في عام 2016م فالان امريكا مع وحدة الارض السورية وليست مع اي فدراليات سواء من الاكراد او المذاهب الاخرى ، بل اضطرت امريكا للتجاوب مع المنظور الاستراتيجي للدولة الروسية في المشرق العربي وربما ايضا في اليمن وليبيا، فالمؤتمر الدولي حول سوريا مع محددات بقاء اوجه النظام الرسمية للدولة السورية هو انتصار يرافق تقدم القوات السورية في حلب وعلى ابواب مدينة الاثار التاريخية تدمر وريف دمشق وحماه سيفرض معادلة جديدة ضد الفصائل المتطرفة وداعش ، وفي خضم هذا المتغير تطالب سوريا برجوع الممثليات الدبلوماسية الى العاصمة دمشق.
وتبقى تصريحات اوباما جوفاء مالم يقدم الرئيس السابق بوش الى المحاكم والقضاء في امريكا لما احدثه من فوضى في منطقة الشرق الاوسط والاضرار الانسانية والمادية التي لحقت بالمنطقة وبمؤشر اخر الاضرار بالامن القومي الامريكي ، وربما ايضا الرئيس اوباما سيقف امام محكمة التاريخ فتصريحاته لن تعفيه من المسؤليات بخصوص ليبيا وسوريا ، وكما هو المطلوب مثول ساركوزي ورئيس وزراء بريطانيا السابق والحالي امام القضاء لنفس العوامل والمؤثرات التي تعرضت لها منطقة الشرق الاوسط سواء مشرق الوطن العربي او في شمال افريقيا ، فالسياسة الامريكية والاوروبية هي من اسست ورعة الارهاب ومازالت ترعى الارهاب الصهيوني في فلسطين وتجعل المنطقة تحت برميل من البارود فالحلول الاقليمية لمعالجة الارهاب لن تنجح ما دام هناك ارهاب صهيوني في المنطقة ، ان تدارك خطورة الارهاب في سوريا وليبيا قد اتى متأخرا ولكن يجب ان تكون المعالجات رزمة واحدة بما فيها الارهاب الصهيوني حفاظا على السلم الدولي والاستقرار العالمي والسلم الاجتماعي لكل الدول .
بقلم/ سميح خلف