محاولات التغاضي ....وربما الترقب والانتظار ...بما سوف يحدث من أفعال ارهابية ...سياسة لم يعد لها فائدة تذكر..... على اعتبار ان المواجهة والملاحقة والمتابعة الحثيثة ...وعدم توفير ادني فرصة للتمكين والانتشار والتنقل ....واحداث التأثير ....ربما تكون السياسة الافضل لمواجهة هذا الارهاب الاسود ....الذي وصل لمراحل متقدمة بإجرامه وارتكاب مجازره المرتكبة بالعديد من الدول .....والذي يضع الجميع أمام واجب المواجهة وضروراتها ....وبكل ما تحمله المواجهة من وسائل سياسية وأمنية ...اقتصادية ....ثقافية ...دينية واجتماعية ....في اطار اعلام مخطط وممنهج ....يعي دوره ومفرداته وأهدافه المراد الوصول اليها .
مواجهة الارهاب ليس عملا منفردا ....مختصرا .....على دولة دون أخري .....بل يحتاج الي تنسيق كامل وشامل .....وعلى أعلي المستويات ....باعتبار وحدة الامن المشترك ....الذي لا تفصله حدود .....ولا تمنع حدوثه بعد المسافات .....ولا حتي بعد القارات عن بعضها البعض .
جاء الوقت ليدفع صانعي الارهاب ثمن صناعتهم الخبيثة.... حتي ولو كان على حساب الابرياء ....بعد كشف زيف مؤامرتهم ...التي حاولوا من خلالها اركاع دول وشعوب المنطقة ....وتفتيتها وتقسيمها ....وتخريب واهدار مواردها وطاقاتها .
صانعي الارهاب في هذا العالم من الممولين والموفرين لأدواته .....والمسهلين لحرية الحركة ....والمانحين للجنسيات وجوازات السفر..... يجب أن يعيدوا دراسة مواقفهم ....وما فعلت اياديهم ...وما اخترق دولهم من أشخاص ومجموعات.... قننوا وجودهم ....برغم ارهابهم وفكرهم المتطرف والمنحرف ....وما اخترقوا به تلك المجتمعات بأفعالهم المشينة ....ومحاولات اظهار انفسهم أنهم جماعات مسالمة ....على عكس دورهم ....وما يعشعش بعقولهم .
دول المنطقة وشعوبها التي لم تصنع شرا ....حتي تواجه بهذا الارهاب الاسود ....المصنع بأيادي امريكية وأوروبية .....بمساعدة ذيول واقزام المنطقة ....والذين وجدوا في الارهاب فرصة سانحة لتحقيق ماربهم واهدافهم ...وزعزعة استقرار الدول ....وانهيار مؤسساتها وجيوشها ...لكنهم وما بعد الفشل الذريع ....في ظل استمرار المحاولات ....يحاولون اجراء التكتيكات الجديدة ....لعل وعسي ان ينتشر الارهاب الاسود في بقاع أخري ....ومناطق اوسع ....من الشرق الاوسط ....لتدخل القارة الاوروبية.... وربما الي ابعد من ذلك ....حتي يصبح الارهاب ذات مسمي وعنوان ومنطقة جديدة .....يسهل على الدول التدخل بشئونها بطريقة أو بأخري ....من خلال التدخلات بكافة صورها ووسائلها ....أو حتي من خلال الارهاب ووسائله واهدافه الخبيثة .
وكأن أحداث 11 سبتمبر في أمريكا ....وسيناريوهاتها وأهدافها المعلنة والخفية ...يعاد رسم سيناريوهاتها .....من خلال هذا الارهاب الاسود وبطريقة مختلفة ...وبأساليب مغايرة ....تنعكس بالسلب على أمتنا وعروبتنا وديننا الحنيف .
الارهاب الاسود ...لم يعد محاولات للقتل ...والتخريب ...وزعزعه استقرار وأمن الدول والشعوب فقط....بل يهدف هذا الارهاب الي اضعاف واسقاط الدول ...واعادة رسم حدودها من خلال اعادة توطين الشعوب ....وتفتيت وتقسيم الحدود الجغرافية والسياسية ما بين طوائف ومذاهب ....بداخلها عوامل اقتتالها وتناحرها ....وعدم استقرارها ....حتي تكون تلك المناطق ....مناطق مشتعلة بصورة دائمة ما بين سكانها ...بعد اسقاط هوياتهم القومية والوطنية ....وارجاعهم الي نزعات طائفية ....لا علاقه لها بوحدة الشعوب ....ووحدة الاوطان ...واستقلالية الدول .
مخطط الارهاب الاسود.... الذي يمارس اليوم .....وبالعديد من المناطق والدول تعدي حدود ما قام عليه تنظيم القاعدة..... والجماعات التكفيرية..... ذات الجذور الاصولية المتطرفة والراديكالية ....ليدخل الي مراحل اوسع ...واكثر انتشارا من خلال منظومة ارهابية مخططة تحت مسمي تنظيم داعش ...أو دولة الخلافة كما يسمونها .....لإعادة ترتيب المنطقة وتوزيع خيراتها ....وتهجير شعوبها ...وتفتيت ما يتبقى ....واعادة توطينهم..... داخل مناطق معزولة تحكمها أفكار متخلفة ...لا علاقة لها بالدين ...ولا علاقة لها بالإنسانية ....ولا علاقة لها بالدولة العصرية ....وحرياتها وتطورها .
أجواء من التخلف والتراجع ....والبدائية البشرية ....والتي تعتبر اكثر تحضرا وانسانية من تلك التجمعات الداعشية ....التي يحاولون من خلالها رسم صورة الخلافة.... بصورة يلفظها كل صاحب عقل وضمير ...وكل انسان قادر على قراءة مصالح شعبه وامته ....بصورة متوازنة وعادلة .
المواجهة بكافة وسائلها ضد هذا الارهاب الاسود ....يجب ان تكون في اطار خطط وسياسات ...وليس في اطار ردود الافعال لحدث هنا أو هناك ....لأن سياسة ردود الافعال ستأتي بغير مكانها ومجالها ومردودها المنتظر .....لكن المواجهة المخططة والجذرية لهذا الارهاب الاسود ...وبكافة السبل والطرق والوسائل .....ومن خلال الشراكة المجتمعية والمؤسساتية ....ومن خلال كافة القوي الفاعلة داخل المجتمع ....سيوفر الكثير من الانجازات ....وسيعمل على استئصال الارهاب واجتثاثه ....وتجفيف منابعه ...ومصادر تمويله ....وعلى محاصرته ...وتوجيه الضربات الاستباقية له ....وحتي يتأكد الجميع ....أن الارهاب أضعف من ان يكون مؤثرا لانهيار الدول.... وتهجير الشعوب....وأن بعض النجاحات التي يحققها هذا الارهاب الاسود هو نتاج ضعف ....وعدم انتظام ....وتسخير للطاقات القادرة على المواجهة ....وما بين الحالتين ....يبقي الارهاب منتشرا ...وفي حالة اليقظة وتجميع الطاقات ....وتحديد استراتيجية المواجهة .....وضروراتها .... لن يجد الارهاب له موضع قدم .
بقلم/ وفيق زنداح