ثمة مواقف يجب ان تتخذها السلطة ومن خلال مؤسساتها ومرجعياتها الفلسطينية سواء البرلمانية المجمدة او اللجنة التنفيذية التي هي في حالة تيبس وجمود ولا تقوى على صناعة الحدث او المتخير الذي يؤثر في الحالة الدولية او الاقليمية ، وتقف السلطة والمنظمة في مناخات الصمت حول صرخة القدس وعمليات الاعدام الميداني التي تمارسها قوات الاحتلال والتصعيد في عملية الاستيطان واستباحة المسجد الاقصى مضيا الى تهويده الذي يمكن ان يكون امرا واقعا الان .
في عام 2012 وعندما اعترف العالم بدولة لا تتمتع بالعضوية في الامم المتحدة ووقفت امريكا في مجلس الامن امام تمرير هذا القرار في مجلس الامن ، لم تعمل السلطة على الارض بهذا الانجاز الذي لا يمكن ان يكتمل الا بعملية نضالية لترسيخ مفهوم الدولة من بناء مؤسسات وتجميد الاتفاقيات السابقة مع الاحتلال ودعم صرخة القدس وتوفير حاضنة رسمية وشعبية لها لكي يقطف الفلسطينيون ثمرة تلك التضحيات سياسيا ووطنيا .
اصبح الاعتراف لا قيمة لها عندما طالبت السلطة بمؤتمر دولي يمكن ان يأتي من خلال المبادرة الفرنسية التي اعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس ، تلك المبادرة التي اصطدمت بالنشاط الامريكي المعاكس منذ عام ليعاد طرحها من جديد ....
المبادرة الفرنسية وما احتوت من نقاط تمنح اسرائيل الصلاحيات الامنية في دولة منزوعة السلاح وعدم تحديد لمستوى الحالة الامنية الجغرافية التي اصبحت تسيطر على غالبية الاراضي في الغور ، بالاضافة الى انهاء حق العودة ، ووضع القدس المجهول ، تلك المبادرة التي رفضتها اسرائيل ليس لانها في صالح الفلسطينيين بل لان المبادرة لن تحقق للاسرائيليين شيئا مضافا الى ما حققته على الارض .
تعلق الفلسطينيون بموقف وزير الخارجية الفرتنسي السابق فابيوس عندما قال ان لم تنجح المفاوضات ستعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية ..... سلطة تتعلق بانتصارات هامشية وليست جوهرية تنعكس على ارض الواقع.... فالاعتراف الفرنسي وان حدث لن يغير شيئا على الارض ولا على حالة الاحتلال بل هو تعبير معنوي ليس اكثر .
من جانبه قام المبعوث الاردني بمقابلة الرئيس عباس وكما نقلت وسائط اعلامية بحمل رسالة من الادارة الامريكية تنصح السلطة بل محذرة من المضي بالمطالبة بمؤتمر دولي معللة الرسالة بان الوضع الاقليمي والدولي غير سانح بذلك ، بالاضافة الى مكالمة كيري للسيد عباس التي اتت في حدود هذا المنطق ومحاولة السيطرة على ماتسميه الادارة الامريكية بالعنف في الاراضي المحتلة .
الصدمة ان الامل الذي تعلقت به السلطة من اعتراف فرنسي بالدولة ان فشلت المبادرة الفرنسية بالوصول لحل نهائي في خلال 18 شهر تراجعت عنه الخارجية الفرنسية على لسان وزيرها الحالي ايرولت وفي تصريح له من القاهرة "" ان بلاده لن تعترف تلقائيا بالدولة الفلسطينية في حال فشل مبادرتها .
حالة التيه وعدم وجود استراتيجية واضحة لدى السلطة ومنظمة التحرير تجعل كل شيء على المستوى الذاتي الفلسطيني في مهب الريح في حين ان كثير من المتغيرات تعصف بالمنطقة ، السلطة الفلسطينية والرئيس عباس لا يولي اي اهتماما بالوضع الداخلي الفلسطيني المنقسم والمقسم فهل ينتظر الرئيس الحصول على متغير دولي لصالح الفلسطينيين على المستوى الدولي ليفرضه داخليا سواء على واقع الاحتلال او على الواقع الداخلي الفلسطيني ، ان فكر الرئيس بذلك مع الاحتمالات الضعيفة والمعدومة لتحقيق ذلك فهو يتجه للوهم ، في حين ان صياغة معادلات وطنية جديدة بمشروع وطني جديد تتفق عليه كل الايقونة الفلسطينية هو عامل القوة للتاثير بل صناعة متغير تقف عليه القوى الدولية وكما حدث في مناطق الصراع الاخرى .
بقلم/ سميح خلف