نتنياهو يهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ردا على التهديدات التي أطلقها ضد إسرائيل

بقلم: علي ابوحبله

ألكلمه السياسية لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو التي كانت يوم الأربعاء الواقع في 23 /3 /2016 الساعة الثامنة مساء والتي وللوهلة الأولى كنا نظن أن كلمة نتنياهو تتضمن خطه سياسيه تقود لحل سياسي وإذا بكلمة نتنياهو تهديد ووعيد ضد الأمين العام لحزب الله والفلسطينيين .

فما زال تهديد الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله باستهداف المنشآت النووية الإسرائيليّة وتوابعها، يُلقي بظلاله على صنّاع القرار في تل أبيب، ويقُضّ مضاجع الخبراء ومراكز الأبحاث والمُحللين في إسرائيل. فقد بلغ التهديد مستويات لم تواجهها إسرائيل في تاريخها من قبل ، حتى من قبل حزب الله نفسه، أوْ من قبل قوى إقليمية أخرى. إلّا أنّ تعقيب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على التهديدات التي أطلقها نتنياهو في كلمته السياسية ، لم يخرج عن دائرة الحد الأدنى من التوقعات، إذْ اعتبر ان قوة اسرائيل كفيله على الرد على التهديدات التي تتهدد امن إسرائيل .

تهديد نتنياهو، الأمين العام لحزب الله، يرتبط بإدراك تل أبيب ونتنياهو أنّ ليس من مصلحة الجمهور الإسرائيليّ تحديدًا أنْ يُقابل رسائل التهديد الصادرة عن نصر الله برسائل تهديد حادة مشابهة، إذْ من شأن ذلك أن ينعكس سلبًا على الداخل الإسرائيليّ، ويرفع حدّة التوتر لدى المواطنين درجات، فضلاً عن أن التهديدات الصادرة من لبنان جاءت على خلفية الردع والرد على تلويحات إسرائيل المتكررة باستهداف الدولة اللبنانيّة واللبنانيين، دولة ومواطنين ومؤسسات.

اكتفى نتنياهو في كلمته السياسية باستعراض قوة إسرائيل، وتوجيه تهديد غير مباشر باستهداف نصر الله، ردًا على التهديد باستهداف الأمونيا في خليج حيفا واستهداف المنشآت النووية الإسرائيلية وتوابعها، إذ قال في معرض ردّه على سؤال: أما في ما يتعلّق بتهديدات نصر الله، فأقترح عليه أنْ لا يختبر عزم إسرائيل، وهو يعرف جيدًا لماذا هو في مخبئه. إلى ذلك، واصلت تل أبيب، كما في الأيام الماضية، بثّ رسائل التهديد غير المباشرة بالحرب على لبنان، عبر استعراض قدراتها الدفاعية والهجومية للحرب المقبلة. وذكرت القناة العاشرة العبرية، في تقرير لها، أنّ بناء الخط الدفاعيّ على امتداد الحدود مع لبنان سيكون بارتفاع تسعة أمتار، وتحديدًا في المقاطع الأكثر خطرًا من تسلل عناصر من حزب الله إلى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود.

وأشارت القناة إلى أنّ الأعمال بدأت بالفعل في المقاطع القريبة من مستوطنة مسغاف-عام وعدة نقاط أخرى على الحدود، مُوضحةً أنّ الخّط الدفاعيّ من شأنه أنْ يُعالج إمكان تسلل حزب الله، إضافةً إلى تصعيب العمل على نيران القناصة.

وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، أشار قبل مقابلة نصر الله، في خلال جولة على مستوطنات الجليل الأعلى، إلى خطأ التفكير في توجيه الضربات الخاطفة والقاضية للأعداء، والعمل على الاكتفاء بردعهم. وبحسب يعلون من المهم لإسرائيل، هذه الدولة الصغيرة، أنْ لا تختلط عليها الأمور، رغم كل التهديدات المحيطة بها، التي تقودنا إلى التفكير في توجيه ضربة خاطفة قاضية. وقال: هذا الأمر، وأقول لكم، لن ينجح، إذْ علينا أنْ نعمل على الدفاع عن أنفسنا، وفي الوقت نفسه أنْ نواصل العمل على ردع حزب الله في الشمال، الذي يملك 100 ألف صاروخ. ولفت يعلون إلى أنّ حزب الله غير معنيّ ولا يطمح إلى التصعيد الأمني، مع تأكيده في المقابل، أنّ من يحاول فتح جبهة ضد إسرائيل في الجولان ليس تنظيم داعش وليس منظمات إسلامية أخرى، بل مبعوثو إيران، الذين حصل لهم ما حصل.

وأشار مراسل القناة للشؤون العسكرية، أور هيلر، إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يعمل على استكمال جاهزية خوض “حرب لبنان الثالثة”، وهو يسمع ويدرك جيدًا التهديدات الصادرة عن الأمين العام لحزب الله. وأضاف أن الدوائر الاستخبارية المختصة في الجيش تعمل بشكل دائم على تحليل تجربة حزب الله في سوريّة والقتال الذي تخوضه وحداته العسكرية هناك، وضمن هذا الإطار يستعد الجيش لما يمكن أن يعدّه نصر الله للحرب المقبلة، مثل تسلل مئات من المقاتلين إلى إحدى المستوطنات واحتلالها. ونقل المراسل عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن خط السياج والجدار على الحدود اللبنانية يختلف تمامًا عن مثيله على الحدود المصرية أو الأردنية، حيث يهدف إلى منع عمليات تسلل مهاجرين أو مهربين. أما السياج والجدار مع لبنان فهما جزء من استعداد الجيش للحرب المقبلة، ولهذا السبب تعمل وحدات الهندسة على تغيير الطابع الطوبوغرافيا للمنطقة الحدودية، عبر جرف الأراضي وتحويلها إلى جروف شاهقة، يصعب على حزب الله تجاوزها. القناة العاشرة العبرية أشارت في تقرير لها إلى أنّ رسالة نصر الله الردعية مخصصة لمنع إسرائيل من التحرك ضدّ حزبه.

واعتبرت أن هناك قائمة من الأسباب التي تدفع إلى إطلاق هذه التهديدات، بهذا الشكل غير المسبوق، إذْ أنّ السعودية والجامعة العربية وسمتا حزب الله بالإرهاب، الأمر الذي لم نكن نتخيل انه قد يحدث، ونتيجة لذلك، قد يرى البعض أنّ الوقت بات ملائمًا كي تندفع إسرائيل للقيام بعمل ما. وهذه التهديدات تخدم دفع إسرائيل إلى الامتناع عن ذلك.

ولفت مراسل القناة للشؤون العسكرية، اور هيلر، إلى أنّه في الأسابيع الأخيرة سرت شائعات في لبنان بشأن تخطيط إسرائيلي لعمل ما ضد حزب الله، ما يمكن وصفه بالعمل الوقائي لكن ما أسمعه من المؤسسة الأمنية، أنّه إذا طرحت أفكار كهذه على طاولة البحث، فإنها ترفع فورًا لأنّها تُعَدّ عملاً جنونيًا، خاصّةً في ظلّ تهديدات نصر الله وحديثه عن تركيز قدراته النارية على المفاعلات النووية، وأيضًا على حاويات الامونيا في خليج حيفا.

القناة الثانية العبرية أشارت إلى أنّ التجربة تؤكد أنّ على إسرائيل أنْ لا تدير أذنًا صماء لما يرد من تهديدات على لسان نصر الله، لأن التجربة الماضية معه دلّت على أنّه كان يعمل على تنفيذ ما كان يهدد به، لقد شككنا في أنّ صواريخه ستصل إلى حيفا، لكنها وصلت، وعاد وهدد بحيفا وما بعد بعد حيفا، ووصلت الصواريخ.

وحاول المُعلّق العسكريّ في موقع (YNET) الإسرائيليّ، رون بن يشاي، تخفيف حدّة التوتّر الذي سببه الخطاب، قائلاً إنّ نصر الله كان يتحدّث من مُنطلق العصبيّة والقلق، على حدّ تعبيره.

وفي هذا السياق، أشارت القناة السابعة العبرية، في تقرير لها عن تسّلح حزب الله، إلى أنّ الحزب استغلّ الحرب الدائرة في سوريّة منذ خمس سنوات، واستفاد نتيجة لقتاله هناك من فيضان السلاح الروسي والإيراني المُرسل لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

علاوة على ذلك، لفتت القناة الإسرائيليّة إلى أنّ التقارير الصادرة أخيرًا عن تسّلح حزب الله، تكشف النقاب عن أنّه تزودّ بمنظومات دفاع جويّ متطورّة ومُتقدّمة، بما يشمل أجهزة رادار حديثة ذات فاعلية عالية، بحسب ما أكّدته المصادر العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب للقناة الإسرائيليّة. على صلةٍ بما سلف، دعا مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مجلس الأمن الدوليّ إلى العمل على إصدار قرار يشجب تهديدات الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، باستهداف المنشآت النووية الإسرائيليّة وتوابعها، مُشدّدًا على أنّ نصر الله أعلن على نحو واضح أنّه ينوي احتلال الجليل والإلحاق الأضرار بالسيادة الإسرائيليّة، بحسب تعبيره.

وأشار دانون في رسالة شديدة اللهجة، كما وصفها الإعلام العبري أمس، إلى أنّ نصر الله يُعلن أنّ في حوزته وسائل قتالية متطورة ينوي من خلالها الإضرار بالمواطنين الإسرائيليين، وتابع قائلاً في رسالته: آن الأوان كي يرد مجلس الأمن الدوليّ بشدة على التهديدات المتواصلة من جانب حزب الله، وأنْ يعمل ضدّ تزوده بالسلاح، وعلى نزع سلاحه.

بالإضافة إلى ذلك، تطّرق دانون في رسالته إلى البيان الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قبل أسبوع، الذي فصّل فيه انتهاكات حزب الله المتكررة للقرار 1701، وهو القرار الذي وضع حدًا لعدوان إسرائيل على لبنان في العام 2006، والذي سُميّ إسرائيليًا بحرب لبنان الثانية، وأعرب السفير الإسرائيليّ أيضًا عن قلقه العميق إزّاء استعداد حزب الله لاستخدام قدراته العسكرية ومحاولات التزّود بأسلحةٍ متطورّةٍ.

ووفقًا لدانون، تجاهل مجلس الأمن تصريحات بان كي مون وتحذيراته ورفض حتى ذكر اسم حزب الله في تقريره حول القرار، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ التهديدات الصادرة عن حزب الله، إضافة إلى مواصلة تزوده بالأسلحة، يقابلها مجلس الأمن الدوليّ بصمتٍ مطلقٍ، كما جاء في رسالته. أمّا في ما يتعلّق بالتهديدات الصادرة أخيرًا عن السيّد نصر الله، وبشكلً خاصٍّ ما يتعلّق منها بتهديده بضرب حاويات الامونيا في خليج حيفا وباستهداف المنشآت النووية، فأشار دانون إلى ضرورة العمل سريعًا على إصدار إدانة من الأمم المتحدة لتهديداته، وقال: عندما تهدد منظمة إرهابية بصورةٍ علنيّةٍ مواطني بلد آخر، فإنّ الصمت غير مقبول.

جدير بالذكر، أنّ البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة، أصدرت الى جانب رسالة دانون، تقريرًا تحت عنوان “خرق حزب الله للقرار 1701″، زعمت فيه أنّ الحزب خرق القرار 2374 مرة خلال عام 2015. ووفقًا للتقرير، سجلّت إسرائيل 1079 حادثًا يتعلّق بتجول أفراد مسلحين دون عائق في جنوب لبنان، إضافةً إلى 589 انتهاكًا للخط الأزرق الذي يُعتبر بمثابة الحدود بين إسرائيل ولبنان. ووفقًا للتقرير أيضًا، سيَّر حزب الله 653 دورية على طول السياج الحدوديّ، على حدّ تعبير التقرير الإسرائيليّ. من ناحيته أعلن وزير جودة البيئة الإسرائيليّ، آفي غبّاي، عن البدء بفحص بدائل لحاوية الأمونيا في خليج حيفا، منها على سبيل الذكر لا الحصر، خزن الأمونيا في سفينةٍ بخليج حيفا، وإمداد المصانع التي تحتاج هذه المادّة عن طريق أنابيب خاصّة.

وفي معرض ردّه على سؤالٍ، قال الوزير الإسرائيليّ إنّ الخطّة الحكوميّة بنقل الحاوية إلى جنوب الدولة العبريّة لن تتّم في هذه الفترة، وعبّر عن أمله بنقل المصنع إلى الجنوب في ظرف سنةٍ ونصف السنة، على حدّ قوله للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ.

وفق الردود والتعليقات والتحليلات للمحللين الاسرائيلي وخطاب نتنياهو وتصريحات وزراء اسرائليين جميعها تعبر عن حالة القلق الذي تعم صفوف الاسرائيليين وتخوفهم من أي حرب قادمه مع حزب الله لان اسرائيل لم تتعود على تهديدات تمس عمقها الاستراتيجي كالذي حصل لها من حزب الله وقوى المقاومه الفلسطينيه ، باتت تدرك حكومة نتنياهو الخطر الاستراتيجي الذي باتت تشكله المقاومه ضد اسرائيل

وان نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال حاول خلط الأوراق بتشبيهه المقاومة في فلسطين بتنظيم "داعش" وهو "محاولة لخلط الأمور وحرف الأنظار عن حالة الغضب والاحتقان الذي يعيشه المجتمع الصهيوني "، وان نتنياهو حاول عبر خطابه السياسي الذي يحمل التهديد والوعود وربما التحضير لحرب جديدة قد تستهدف غزه لأنه يخشى أية حرب قادمة مع حزب الله وهو يسوق كلمات مبررات الحرب من خلال "تضليل الرأي العام"، ووصف المقاومة الفلسطينية بداعش ، متناسيا بان (إسرائيل) رمز الإرهاب والشر في العالم".

وان "محاولات نتنياهو الرامية للخلط بين المقاومة في فلسطين، وما يجري من أعمال إرهابية في دول العالم، محاولات يائسة، ولا تنطلي على الرأي العام العالمي".

والعالم بات يدرك ، أن "الاحتلال الإسرائيلي، هو من يرتكب الإعدامات الميدانية، وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين".

وكان نتنياهو، قد قال إن "تنظيم داعش يريد إقامة دولة الخلافة في كل أوروبا، كما أن الفلسطينيين يريدون أيضا إقامة دولة فلسطينية على أرض (إسرائيل)، بعملياتهم الإرهابية"، على حد تعبيره.

وطالب نتنياهو، في مؤتمره الصحفي، عقده مساء أمسالاربعاء في 23/3/2016، بـ"ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً في وجه، موجة الإرهاب التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة

وحقيقة القول أن نتنياهو نسي أو تناسى إرهاب مستوطنيه وجرائم جيشه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل تناسى حرق عائلة الدوابشه أحياء وحرق وقتل الفتى محمد ابوخضير وما يرتكب من جرائم قتل يومي بفعل قراراته وتوصياته للقتل لمجرد الشبهة فهل هناك إرهاب أكثر من إرهاب الاحتلال الممارس بحق الفلسطينيين ،

تهديدات نتنياهو باستهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وتهديداته ضد الفلسطينيين لا تقدم وتؤخر من حالة القلق والذعر الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي الذي بات يدرك مخاطر سياسات الحكومات الاسرائيليه على امن الإسرائيليين.

بقلم/ علي ابوحبله