سماحة السيد حسن نصر الله والتهديد الجدي للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة ..!

بقلم: أكرم عبيد

في لقاء مميز  لسماحة السيد حسن نصر الله رمز المقاومة والصمود وضميرها الحي مع فضائية الميادين وجه خلالها رسائل استراتيجية رادعة لمجرمي الحرب الصهاينة بعدما فاجأ قياداته السياسية والعسكرية  والامنية بتحديد بنك اهداف المقاومة التي تجاوزت هذه المرة جغرافية الصراع الى اهداف استراتيجية لم يجرء احدا على تهديدها منذ اعلان قيام الكيان الصهيوني المصطنع على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 .

وتعمد سماحة السيد بهذه الطلة المباركة على فضائية الميادين بمخاطبة الجمهور الصهيوني اولاً وقيادته ثانيا ليقول لهم بصراحة ما بعدها صراحة أن المعادلة اليوم تغيرت وزمن الحروب الخاطفة على ارض الاخرين انتهت بلا رجعة بعدما تطورت قدرات المقاومة التي تملك اليوم ما تملكه من السلاح الاستراتيجي الكاسر للتوازن وانتقلت لترسم معالم المشهد الاستراتيجي المقاوم الجديد الذي وضع بداية النهاية لزمن الهزائم ليحل زمن الانتصارات المبينة .

 وقال سماحته في حال المغامرة والعدوان في هذه المرحلة العربية الصعبة على لبنان ستتجاوز صواريخ المقاومة كل الحدود والسقوف والخطوط الحمراء لتستهدف المواقع الاستراتيجية الصهيونية التي ستتجاوز خزانات الامونيا في حيفا الى المفاعلات النووية الصهيونية ونفاياتها ومخازن رؤوسها النووية ومعاهد الأبحاث الاستراتيجية وستكون الكلفة باهضه .

 وقد استوعب الجمهور الصهيوني وقياداته السياسية هذه الرسائل العلنية وما بعدها التي قلبت المعادلة راسا على عقب ارعبت الجمهور الصهيوني وقياداته .

وهذا يعني ان الفضل يعود لقوى المقاومة اللبنانية الباسلة بقيادة حزب الله التي حولت لبنان الى موقع يفرض على العدو الصهيوني نظرية توازن الرعب في مواجهة ما يسمى نظرية توازن الردع الصهيونية التي حاول مجرمي الحرب الصهاينة استخدامها في مواجهة قوى المقاومة في لبنان وفلسطين .

 

وكانت هذه الرسالة الاولى المهمة لسيد المقاومة وزعيمها التي اربكت مجرمي الحرب الصهاينة وجمهورهم وتركتهم يفكرون كثرا بالثمن الذي سيدفعونه في حال القيام باي مغامرة عدوانية على لبنان .

أما الرسالة الثانية فقد كان لخطاب سماحة السيد في هذه الظروف العربية الصعبة وقع الصاعقة على رؤوس قطعان المستوطنين في فلسطين المحتلة وعلى قياداتهم السياسية والعسكرية والامنية ووسائل اعلامهم التي غرقت في التحليل والتأويل لرسائله القوية التي هددت وجود الكيان الصهيوني بشكل جدي واثارت الرعب والقلق بين قطعان المستوطنين

وكانت القراءة الاسرع لهذه الرسائل المقاومة من قبل هذه القيادات والاجهزة والمؤسسات الصهيونية التي استوعبت وفهمت المعاني الحقيقية لحديثه المتوازن الهادئ بأبعاده ومعانيه الوجودية.

وخاصة ان لكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة حسب قناعاتهم وتحليلهم بدأ يعمل بشكل جدي منذ إعلان قيام هذا الكيان عام 1948 ويجمع صهاينة العالم فيما يسمى ارض " الميعاد " كما يزعمون فقال لهم سماحة السيد حفظه الله بكل صراحة ووضوح " ان الحرب المقبلة يا اسرائيل هي حرب وجودية وان تجميع يهود العالم الذي استغرق كل هذه العقود " سيتمكن حزب الله بقدراته الاستراتيجية - النوعية على تفكيك هذا الكيان بالقوة من النواحي النفسية والمعنوية والمادية لأن المعركة مع حزب الله لن تكون تقليدية ولن تكون ايضا على شاكلة حرب تموز عام 2006 بل ستتجاوزها والاهم ان القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية تدرك قبل غيرها أن سماحة السيد نصرالله لا يعبث في الحديث على طريقة حكام العرب بل انه ترجم الاقوال بالأفعال مرات عدة مؤكدا ان المواجهات والحروب مع حزب الله اثبتت بالدليل القاطع على ان هذا الحزب حاضر في الميدان وعلى اهبة الاستعداد .

وفي نفس السياق تعمد سماحة السيد من خلال هذه الرسائل القوية من تحذير سطات الاحتلال الصهيونية من استثمار الظروف العربية الصعبة في هذه المرحلة وخاصة بعد اعلان الانظمة العربية الوهابية التكفيرية المتصهينة بقيادة النظام السعودي الحرب على حزب الله والمغامرة في العدوان على لبنان لذلك سيكون الرد مزلزلا .

 مع العلم أن بعض المصادر الصهيونية المسؤولة اكدت في تقاريرها ان السعودية طلبت من " اسرائيل " التدخل ضدّ حزب الله وقال سماحة السيد بهذا الخصوص " ان اسرائيل لا تقوم بحرب الا بطلب اميركي وليس سعودياً وان اسرائيل تقوم بهذه الحرب لحسابات اميركية - اسرائيلية وليس لحسابات سعودية وخاصة ان النظام السعودي متورط وفق الكونغرس الاميركي وبعض العواصم الاوروبية بتخريج الارهابين الوهابيين الذين فجروا بالأمس في بروكسل وكذلك في باريس وقبلاً في 11 ايلول الشهير "

لهذا السبب فان الرسائل القوية والمميزة التي اطلقها سماحة السيد حسن نصر الله في هذه المقابلة مع فضائية الميادين والتي تفردت في التهديد الجدي لوجود هذا الكيان وفرضت على مجرمي الحرب الصهاينة من قيادات سياسية وعسكرية وامنية واعلامية ومحللين وخبراء إطلاق المواقف الهزلية لتهدئة قطعان المستوطنين الصهاينة من خلال المحاولات اليائسة لإقناعهم ان تهديدات الامين العام لحزب الله لا تعني وجود نية لدى الحزب للمبادرة الى حرب  بل جاءت في سياق التهديد بالرد في حال اعتداء اسرائيل على الأراضي اللبنانية وقد " أقرّ المعلقون الإسرائيليون بأن أي عدوان على لبنان بعد تهديدات نصر الله ستكون ضرباً من الجنون" مع العلم ان سماحة السيد قال " نحن لا نريد الحرب ولكن ان فعلتها اسرائيل سيكون الردّ الاستراتيجي نوعاً وكماً على الكيان الاسرائيلي " .

 

وقال المحلل العسكري الصهيوني في تلفزيون العدو ايهود يعري أن (السيد) نصر الله لم يعد يتحدث عن حاويات الأمونيا بل عن محاولة استهداف مواد نووية موجودة أو غير موجودة داخل " إسرائيل " وهو يقول إن معنى هذا هو أن لبنان سيدفع ثمنًا باهظًا جدًا وأن اسرائيل ستدفع أيضًا ثمنًا باهظًا جدًا في حال وقوع حرب معتبرا أن نصرالله يقدّر أن إسرائيل لن تمضي في مغامرة عسكرية مع " حزب الله . وهو لا يعتقد أن أوباما سيُعطي ضوءً أخضر لنتنياهو للمضي في هكذا مغامرة.. لذلك إمكانية الحرب لا تبدو له قريبة. لكنه ترك لنا التهديد كي نفكّر فيه مليًا .
أما محلل الشؤون السياسية في اذاعة العدو غال بيرغر فقد اشار الى الارتياح والهدوء والوضعية المريحة التي بدا عليها السيد نصرالله وهو يوصل رسالته النارية فيقول أنّه في الحرب المقبلة مع إسرائيل لن تكون لدى حزب الله خطوط حمراء وقال أن لدينا أهدافًا كاملة وتتضمن معامل  ومفاعلات ومخازن ومراكز ولم يقل بشكل جلي إنه سيضربها لكن دون شك كان هذا مضمون الكلام .

 وأضاف بيرغر ان الرسالة التي ظهرت بوضوح بين السطور هي رسالة أراد نصر الله نقلها للجمهور الإسرائيلي وقيادته وهي وصلت.
أما وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون فقد قال عن شخصية السيد نصر الله التي يتم تحليلها بشكل عميق جداً من كل النواحي في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يجب أخذ ما قاله بالحسبان ومتابعة التطورات لا يشكل جديدا لدى الاسرائيليين وهم سمعوا ذلك قبل سنوات وعن قدرة «حزب الله» على تنفيذ تهديداته أوضح موشيه يعالون أن القدرة على الوصول إلى حيفا موجودة لديه فعندما نتحدث عن المنشآت البتروكيميائية فإنه أمر بالتأكيد نأخذه بالحسبان مُذكّرا بحالة القلق التي انتابت الإسرائيليين في حرب تموز الثانية ( عام 2006 ) فيما يتعلق بخزان الأمونيا سيما وان «حزب الله» بات بحوزته اليوم صواريخ من نوع «فاتح 110» المزود بجهاز توجيه وهو أكثر دقة ويصل مداه اليوم الى 300 كلم تقريبا مما يخوله الوصول إلى ديمونا وقادر على الوصول الى مفاعل ديمونا النووي .

وقد اكد وزير الاستيعاب الاسرائيلي زئيف ألكين   على ضرورة التعامل بجدية تامة مع التهديدات  لكن من دون اظهار القلق لافتاً الى ان " حزب الله عدو لا ينبغي الاستهانة به وهو عدو صعب وفي حوزته ترسانة ضخمة من الصواريخ على حدودنا الشمالية ".

وفي الحقيقة فقد سمع الجمهور الصهيوني وقياداته من سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله وزعيم المقاومة ما لم يسمعوه في تاريخ الكيان الصهيوني من رسائل تمثلت بالقوة والعنفوان التي اربكتهم واثارت الرعب والقلق بين صفوفهم وهذا ما أعلنه بشكل مباشر عبر فضائية الميادين المقاومة لكن الذي لم يعلنه ما زال يشكل الكابوس الاكبر لمجرمي الحرب الصهاينة وقطعانهم المصابين بفوبيا الامونيا والنووي ومشتاقته التي اصبحت تشكل الخطر الاكبر على كيانهم المصطنع في فلسطين المحتلة بعد كلمات سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله .

 

بقلم : أكرم عبيد