اتصلت به ذات يوم ٍ على هاتفه الشخصي ..لم يكن يعرفها ،ولم يراها من قبل ..لكن صوتها الرقيق الناعم سحره ،وضحكاتها الجميلة الرنانة تربع صداها في حنايا قلبه ،أخذ يتخيل ملامحها ، ويرسم بخياله صورة ملائكية رائعة ..اتفق معها بعد مكالمات عدة على موعد للقاء ..بعد أن أصبحت كل حياته ..وبعد أن أدمنها..كم اشتاق لذاك اللقاء بكل حرارة ،وشوق..وما أن دنا منها وسط الزحام ..وقف ثم اتصل بها ليتأكد أنها قد جاءت.. قال أأنت التي تقفين أمام محطة الوقود ..ردت عليه بدلال.. نعم.. وأحمل حقيبة سوداء ..حاول أن يتفحصها خلسة....لم ير منها سوى أسنانها المتراصة و الناصعة البياض ،وحينها كانت الصاعقة التي قد أحلت به ..فقد توازنه،وأخذ يتصبب العرق من جبينه بغزارةٍ غير مصدقا لما تراه عيناه ،أغلق هاتفه على الفور، وأشار بيده لأقرب تاكسي ليغادر المكان ،وبسرعة قال في قرارة نفسه وهو يرتعد..الحمد لله أني قد نجوت ،وليت حقيبتها فقط سوداء ..!!
بقلم /حامد أبو عمرة