كتب الأخ معين الطاهر معلقا على رسالة الأخ المناضل مروان البرغوثي والتي وضع خلالها برنامجا ً إصلاحياً وتصحيحياً للوضع الفلسطيني بشكل عام والمنظمة والسلطة .
الحقيقة أن الأخ مروان وهو المناضل صاحب الخبرة التنظيمية والنضالية والذي كان مشعلاً
ومحركاً لكل فعاليات شبابنا وجماهيرنا حين كان يقود المواجهات أمام غطرسة الإحتلال
وغيابه القسيري أثر بشكل مباشر على مجمل الفعل والفعاليات التي كانت تعتمد على المد الجماهيري والذي هو القوة الفاعلة لدعمه كقائد ميداني
وإذا كان الأخ معين الطاهر قد ركز في تحليله لرسالة مروان على أن هناك إما فصل أو نوع من الإنقلاب على السلطة من قبله ..فأعتقد أن مثل هذا القول بعيداً عن الواقع إلا إذا كان الأخ معين يعتبر أن مروان وبمروان فقط يمكن أن ينهض شعبنا من سبابته ..!
فمروان بكل ما كان يحمله من تأثير جماهيري وشعبي ما عاد ذالك المؤثر القوي الذي يإمكانه أن يحرك الوضع كما كان في الماضي وقبل أسره
فمروان البرغوثي بعد سنوات الأسر لن يكون حاله كما كان بعد الأسر .. وشعبنا قبل عقدين ليس كما هو الان ..!
مروان الذي عاش بعيداً عن التفاعل الجماهيري وقد نشأ جيل جديد تغير تفكيره وأولوياته
وحتى ولائاته يدرك تماماً أن دوام الحال من المحال
مروان القائد البطل الصامد الفذ وقد أضاف إلى وضعه وهيبته ومكانته قيمة إضافية
وهالة رمزية من خلال صموده وشموخه أمام الجلاد الصهيوني ..
وكل هذا مكنه أن يكون الرقم الأول من حيث القيادة وحتى الأمل
ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ...
ذا أردنا أن نقول الحقيقة وأرجوا أن لا تُغضب الناس ...لأنها حقيقة مؤلمة ...
البعض يحب مروان حباً جماً وهؤلاء ليس لهم مصالح شخصية ولكن هناك من يستغل إسم مروان لأهداف شخصية ويستقوون بمروان لا بل يطهروا أنفسهم من خلاله
منهم من يدفعه للواجهة ليكون هو خلفه في مرحلة ...وبعده في المحصلة ...وهذا ليس إلا من باب النفاق وهم يتمنون أنيبقى في السجن إلا إذا كان خروجه يوفر لهم الغطاء
أن المشكلة اليوم ليست في السلطة ولا في مروان ...المشكلة اليوم في الجمهور ..
نعم فمن يقوم بالمقاومة اليوم ليس الجماهير ولا الشعب ...صحيح أن الفتية من الشعب
ولكن العمل ليس عملاً جماهيريا شعبياً شاملاً ..بل هو عمل فردي إستثنائي
شعبنا الفلسطيني ما زال يضحي بأبنائه من خلال هبة جماهيرية ولكنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب ولا الحقيقي ...فأي هبة هذه وأي إنتقاضة هذه ..وكل يوم يُقتل الشباب والبنات بدون ثمن ..!؟
وهنا أعتقد أن بعض من يهول ويهلل بهذا الوضع ويسميها إنتفاضة عارمة إنما هم يحاولون تسويق الوضع وإدخال الأوهام والأحلام من خلال تكبير وتضخيم ما يجري
ودليلي على هذا .. ما الذي يقومون به من عمل ضد العدو الذي يسفك الدماء .!
ما يجري ما هوإلا قتل وإعدامات يقوم بها العدو على مدار الساعة وما يقابله من شعبنا لا يصل لحد الوصف بالانتفاضة ولا حتى الهبة .....
وبلاش نضحك على حالنا ....!
والجماهير التي كانت تتحرك مع أول صيحة من مروان ومن كان معه من قيادات العمل الوطني حتى عندما لم يكن هناك مناسبة أو ما يدعوا للتظاهر والمواجهات
اليوم مشكلتنا أكبر من أن يستطع مروان أو من هو أكبر من مروان أن يحرك الجماهير
كما كان قبل عقدين من الزمن
اليوم الشعب أصابة الكسل والوهن وقلة الحيلة وذلك نتيجة فقدان الأمل
وهناك من عمل على هذا ضمن مؤسسات السلطة والإجهزة والإعلام الذي أراد أن يصبح شعبنا شعبا إتكالياً كسولاً ينتظر آخر الشهر بفارغ الصبر
رغم هذا فشبابنا يخرجون بقبضاتهم وهي تحمل سكيناً ويصرخ ألله أكبر
السلطة وما وصلت إليه من تلاشي وتماهي وإفلاس
ما كان ليكون لوكان شعبنا الفلسطيني ما زال يحتفظ بقيمته المادية والمعنوية والفكرية
لقد طغت عليه ثقافة " وأنا مالي ..ولا يصلح العطار .... ضحينا كثير على الفاضي
نحن نضحي وغيرنا يقبض الثمن .... ضيعتوا نصف فلسطين وشطبتم الميثاق وجلبتتم الإستطيان
وعلى ماذا نقاوم ...!؟
مرة أخرى ..مشكلة شعبنا لا يحلها قائد مهما كانت صفاته ورمزيته ....وبعد ياسر عرفات ما عاد شعبنا يعبأ و لن يأتي أي قائد يضع الشعب ثقته به بشكل إستراتيجي إذا المشكلة لا تكمن في وجود قائد حتى لو كان صلاح الدين ...المشكلة أن ثقافة عامة طغت على الكل الفلسطيني ولا يمكن أن يتمكن أي قائد أن يغير شيء إلا بتغيير ثقافة المجتمع
ومسألة القائد والرائد في هذه المرحلة
ربما ستكون مقبولة في مرحلة الفراغ والوقت الضائع وذاك تكتيكيا ً وليس إستراتيجياً
أعتقد لن تقوم لنا قائمة إلابعد حدوث .....زلزال .....
ومروان ...ليس ذاك الزلزال
بقلم : منذر ارشيد