ثمة مفارقات وتناقضات وباكثر من مشهد ومن الطرف للطرف ومن النخاع الى النخاع ومن اول الابجديات الى منتهاها ذلك المشهد المليودرامي لعناصر المأساة الفلسطينية ، هذا المشهد الذي يعكس مدى الانفصال بين بطل المسرحية وبين عامة الشعب وبين طموح البطل الشخصى وبين طموحات الشعب ، تلك المأساة التي تتكرر ، وان رفع الجمهور اياديهم ملوحين بوجوب تغيير البطل لانه خرج عن النص والهدف الوطني ببعدها الثقافي والسياسي والاجتماعي ، ولكن المأساة والرواية مستمرة وبتجديد في احداثها ووقائعها
من احد المشاهد المؤلمة هذا السلوك الهمجي الذي يتم من خلاله تصفية واعدام شباب فلسطين في الضفة الغربية ، والمشهد يتحدث عن ثورة الكرامة وثورة الارض وثورة الثقافة ايضا في صرخة القدس ضد الاحتلال ، اما المشهد المغاير فهو سلوك السيد الرئيس والبعض من مركزيته ، فالرئيس يعطي الاوامر لرجاله بتسهيل هجرة اليهود الى فلسطين ، وفي نفس السياق يبدي اعجابه بالثقافة اليهودية وفنونها ، وكأن الرئيس ومن قبل ساعات اودقائق او شهور او سنوات او عقود لم يسمع عن المذابح التي صنعتها تلك الثقافة والعصابات ضد ابناء الشعب الفلسطيني والارض الفلسطينية والمقدسات ولم يسمع عن اخر شهيد تم اغتياله بدم بارد ، هذا ان نسي مذابح كفر قاسم وقبية والحرم الابراهيمي وجنيين والشجاعية واخزاعة وصبرا وشاتيلا ونابلس وبحر البقر ومصانع ابو زعبل في مصر وقانا ""1"" وقانا ""2"" لم يسمع عن استهداف الابراج السكنية على ساكنيها والمنازل على ساكينها ، قد يكون مسافة من الزمن بين فهم الشعب للاحتلال وقهم الرئيس للاحتلال ولذلك لم يسمع عن اخر مئات الهكتارات التي صودرت واقيم عليها ميتوطنات ليقيم فيها مليون مستوطن اسرائيلي من اليمن ودول الشرق ، ولذلك لم تكن في الحسبان مصادرة حوالي 4000 دونم من اراضي اريحا .
تلك الثقافة العدوانية على الشعب الفلسطيني بفنونها التي تعجب السيد الرئيس ....
في مقابلة له مع 60 مستوطن من اليهود الشرقيين وهي عادة متكررة منذ سنوات يجتمع الرئيس مع هؤلاء المستوطنين والحاخامات تحت مبرر اختراق البنية المجتمعية للاحتلال ...؟؟!! والتاثير على سياسة نتنياهو امام الجمهور الاسرائيلي ، والرئيس كما وصفه حاخام اسرائيلي بانه رجل نبيل وانسان يحب السلام حتى مع من يقتلون يوميا ابناء شعبه ويصادرون اراضيه..... انسانية حتى الهزيمة وفقدان كل شيء ومعاكسة لطلائع وشباب انتفضوا على الذل والاذعان وعمليات مصادرة الاراضي والاجتياحات ، صورة مأساوية لمن يتمسك بالارض ويقاتل ويضحي من اجلها وبين من يعتقد انه يدغدغ عواطف القاتل .
مباركة يهودية تلموذية وغداء تلموذي على شرف الرئيس للحاخامات والوفد المرافق .... لا ندري الى اي من مستوى الفشل والتفكك ياخذنا الرئيس ، والى اين من التنازلات وهل بقي شيء نتنازل عنه...؟! فبالتاكيد ان السيد الرئيس ومن اخر تنازلاته اصبح لا يعشق التراث والادب والفن العربي واصبح شغوفا بسماع فن وادب المستوطنين على الارض الفلسطينية ، توثيق لادب الاحتلال وما تسمى حضارته على الارض الفلسطينية من رأس الهوم الذي يقود الشعب الفلسطيني .... اننا نعيش عصر المهازل بكل اركانها وعصر الخضوع والانجراف بكامل عناصر هذا الانجراف المتهاوي الى عمق مفاهيم الاحتلال الذي يحاول تمريرها على الامة العربية والعالمية منذ زمن .
ولننتهي من هذا المشهد ومباركة وزفة الحاخام الاسرائيلي لرأس السيد الرئيس الى تمثال يهديه احد المستوطنيين لشخص الرئيس تكريما له على انسانيته المرهفة ، الى مشهد اخر مؤلم ايضا حين يكلف احد مساعدي امير الشهداء ابوجهاد الذي اغتالته عصابة العسكر في تونس ان يذهب لتعزية رئيس تنسيق الشوؤن المدنية في الضفة على اثر حادث سقوط طائرته الخاصة في الجليل المحتل ، السيد محمد المدني عضو المركزية لحركة فتح التي يقودها السيد الرئيس والمكلف من قبل الرئيس بالتواصل مع المنظمات المدنية لقوى الاحتلال .
حقا اننا نمر في رواية مليئة بالمليودراما تتلخص الرواية "" بالمأساة الفلسطينية "" التي اهم عقدها القيادة الفلسطينية .
سميح خلف