المحكمة الدستورية وترقيات حماس .. لماذا؟

بقلم: طلال الشريف

في الدوحة الضغوطات على أشدها رغم العلاقة الخاصة جدا مع عباس وحماس ولكن يبدو أن المطلوب من الاقليم والمرجعيات الدولية بدء مرحلة جديدة والتي تتطلب فك الاشتباك بين عباس وحماس للخطوة اللاحقة مع الاسرائيليين حيث تهيأت أجواء جديدة تشكل خطرا استراتيجيا على اسرائيل من خلال تواصل الانتفاضة وزعزعة الأمن الاسرائيلي وحسب تقديرات المتنفذين في اسرائيل وأصدقائها أن الانتفاضة مستمرة وقد يكون لها وقع وتطور نوعي كنت تطرقت له في مقال مع اندلاعها وأن جماعات من الفلسطينيين وقد يصحبهم عرب ومسلمون لعبور الحدود كجماعات وهذا ما توقعته في مسار هذه الانتفاضة.

ما يحزن في سلوكيات قادة الشعب الفلسطيني بشقيه الشمالي والجنوبي أن يتركوا كل شيء هام واستراتيجي يريده الضاغطون ولا يخجلون من رضوخهم لهم أيا كانوا للمصالحة ولا يرضخون لمعاناة شعبهم الذي يستجدي منهم المصالحة منذ سنوات بل الأنكى أن يسارعون لتمكين أحزابهم وحصصهم في الوظائف العامة والأجهزة الأمنية والسلطة القضائية وغيرها ضاربين بعرض الحائط ما سوف يحدث من أثر على النظام والثقافة الخارجة عن القوانين والنظام الديمقراطي والحقوقي فيدمرون البناء المجتمعي والسياسي لرحلة تيه أخرى وامتلاك عناصر القوة للوضع القادم وهو ما ينم عن عدم نضوجهم الوطني والسياسي والديمقراطي الذي يحتاجه شعبنا فبدل تفكيك ما فعلوه من مشاكل نراهم يمعنون في فرش أرضيات جديدة للتخريب والهيمنة للزمن القادم.

عباس يلعب في القضاء الفلسطيني كما تلعب حماس أيضا وهو يصدر المراسيم وحماس تصدر قوانين على مقاساتهم ومقاسات أحزابهم وحتى المحكمة الدستورية التي من أهم مهماتها أنها ستراجع تلك المراسيم والقوانين ودستوريتها لتنقيتها من الشوائب نرى عملية في غاية الخطورة يقوم بها عباس فيعين المحكمة الدستورية دون قوانينها ومصوغاتها المستقلة أصلا لكي تكون نزيهة ومستقلة وحازمة ومن أهم مهمات المحكمة الدستورية هي فحص أهلية الرئيس القانونية والصحية وأهلية القوانين والمجالس بما فيها أهلية وصلاحية وجود واستمرار صلاحية المجلس التشريعي وكأننا في غابة يحكم فيها القوي والمتحكم في السلطة والجغرافيا كما يريد.

ما أحدثه هؤلاء المجرمون ولازالوا يحدثونه في المجتمع الفلسطيني ليس له تسمية إلا نصبا واحتيالا سياسيا متغطرسا جاهلا أو خادما لأعدائ الشعب الفلسطيني وهم يحضرون مجتمعنا لانفجارات قادمة على طول المستقبل سوف لا تنفع معها ديمقراطية ولا ما يحزنون إلا أن نحدث انقلابات عسكرية جديدة لتعطيل القوانن والدستور والمحاكم ونحل الأجهزة الأمنية ونبدأ من الصفر في بناء جديد في وقت أفضل.

هم جميعا رضوا أن يكونوا توابع للخارج فيما يريدون منهم بطريقة مخجلة ويتنمرون على شعبنا ويسرقون مستقبله ويسلمونه للخراب والاشتباك والحرب الأهلية بكل المعاني.. عيب والله عيب لمن في وجهه دم وبدل الهيمنات من جديد صلحوا ما خربتوه ودمرتوه في العقد الماضي.

بقلم/ د. طلال الشريف