أغلق باب غرفته ،وجلس وحيدا .. يشاهد فيلم عنتر بن شداد ،ذاك الفيلم القديم زمن الأبيض والأسود ..أخذته الحميّة والحماسة ،والمروءة والشهامة..وغلى الدم في عروقه ،خاصة لما رأى مشهد عنترة ،وهو يفك القيود والسلال الحديدية من حول عنقه، ومعصمه كالأسد في عرينه ..وازدادت إثارته لما اقتلع ذاك الفارس العبسي ،جذع نخلة ..وأخذ يضرب بها يمينا ،ويسارا ، كل من اقترب منه من الأعداء .. قال في قرارة نفسه من اليوم أنا عنترة ..ثم صرخ بأعلى صوته حتى اهتزت جدران الغرفة قائلا ..أنا عنترة ..أنا عنترة ،وما هي إلا لحظات وإلا وقد دخلت عليه زوجته، بعدما خلعت عليه الباب ، ممسكة بمكنسة خشبية قديمة ..قالت له والشرر يتطاير من عينيها .. ماذا تقول يارجل ؟! رد عليها وهو يرتعد خوفا .. لا شيء يازوجتي الحبيبة.. فأني فقط انسجمت مع فيلم عبلة ..! والتفت إلى ابنه الصغير، الذي جاء على الصراخ يجرجر قدميه .. قال لابنه ..ياولد هات العطر بسرعة ياولد ..!!
بقلم/ حامد أبو عمرة