سري نسيبة ....من أنت وماذا تمثل ..!؟

بقلم: منذر ارشيد

في عام 1994 بينما كنت في أريحا جائني أحد المسؤولين الكبار في السلطة وقال هناك من يريد اللقاء بك والتعرف عليك ...كان ذلك في مطعم راقٍ جداً في أريحا أعتقد أنه في "كتف الواد " أول وآخر مرة أدخله
وإذا بهم مجموعة من الأجانب الأمريكيين (ربما فيهم إسرائيليين )عرفت منهم سيدة تعمل في القنصلية الأمريكية في القدس والباقي كانوا ثلاثة رجال وفتاتان جلست بجانبي أصغرهن وأجملهن وأكثرهن حيوية و نشاطاً .....

دار الحديث حول رؤيتي لمستقبل السلطة وكيف يمكن أن يتم تعزيز ها واستمراريتها من خلال قيادات مؤهلة ونشيطة تكسب ثقة الشعب من أجل تطيبق السلام من خلال العمل الجاد والدور الذي يمكن أن ألعبه شخصيا من خلال شعبيتي وعملي الجدي الذي أثبته خلال أشهر
طيلة ثلاث ساعات تحدث الجميع معي إلا شخص واحد لم أسمع منه كلمة أللهم سوى نظرات وابتسامات وكتابة ملاحظات
كان كل ظني أنه أمريكي ....
طلبوا مني وبشدة تكملة السهرة في القدس إلا أني إعتذرت بسبب لباسي العسكري ورفضت كل الفكرة حتى أن أحدهم قال ..ستغير ملابسك في القدس وهناك محل ملابس سنتصل به ليفتح وتأخذ منه كل ما يناسبك
إنتهى العشاء بأمل اللقاء ثانية ....إلا أنه لم يحصل

بعد أيام فوجئت بصورة سري نسيبة الذي لم أكن أعرفه .. وإذا به الشخص الذي ظل صامتاً طول الوقت...

باختصار كان اللقاء من أجل قراءة وتحليل لشخصي ومعرفة إمكانية قبولي أو عدمه ..!
فما كان دور نسيبة الذي بقي صامتاً ..ولماذا لم يعرفني على نفسه ..!؟

الان وبعد عقود من الزمن وسري نسيبة صاحب المبادارت والمخططات المشبوهة التي كانت تحاول حل القضية الفلسطينية لحساب إسرائيل وقد فشل .. وحمدنا الله أنه إنزوى وغار بستين داهية

يخرج علينا نسيبة باقتراحات أقل ما يقال فيها سرقة نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني
والتنازل عن ما تبقى من حلمنا في الحرية والإستقلال والتحرير
ربما هي بالون إختبار حتى يقال كالعادة ( لا يمثل إلا نفسه )

ومن خلال قرائة بسيطة لمقترحات نسيبة الأخيرة هذه ,نجد أنه يحاول إستغلال حالة الضعف والتفكك الذي وصل إليه الوضع الفلسطيني وفي ظل الوضع العربي المتهالك

وقد أوصلوا شعبنا إلى اليأس المطبق بعد أن تم إستفاذ جميع المشاريع السياسية وفشل كل محاولات صنع السلام

السلام لم يكن يوما سلاماً فلسطينيا ً بمعنى أنه لم يكن لصالح القضية الفلسطينية حتى في إتفاق أوسلو

الخيار الأردني مهما كان ..ألم نكن مع الأردن تحت الحكم الهاشمي ..!

لماذا كل هذه اللف والدوران منذ عام 67 حتى يومنا هذا ..!

لماذا القطيعة والحرب وأيلول والشهداء والإعدامات والإتهامات والخصومات التي دفع شعبنا ثمنا باهظاً لها حتى عدنا بداية ً بالتنسيق وإنتهاءً بشعب واحد لا شعبين ونهر واحد لا نهرين .. والتوأمان وغيرها من المصطلحات والشعارات .!

ألم تكن هذه حقيقة قبل أن نخوض غمار الدماء التي نزفت والقطيعة التي حصلت والعداء الذي استمر سنوات ..!

الضفة الغربية ....والشعب الفلسطيني لم يثر ولم تنطلق قتح ولا التنظيمات الأخرى لتحرير الضفة الغربية من الأردن

بل كانت ثورة الشعب الفلسطيني كانت وما زالت على الكيان الغاصب من أجل تحرير فلسطين التاريخية
وبعد إحتلال الضفة الغربية أصبح المطلوب تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر

وإذا كانت القيادة الفلسطينية غيرت بعض المفاهيم الإستراتيجية وأهبطت سقفها ليصبح دولة على حدود ال 67 ... وهل من أجل هذا قامت الثورة .!
وهل من خلال تجريد الأردن من مسؤولياتها عن الضفة ... تحت بند الممثل الشرعي والوحيد وإستقلالية القرار ...وصلنا إلى غايتنا..!

الأردن كان بإمكانه إستعادة الضفة بالطرق الدبلوماسية والقانونية ,على إعتبار أن الضفة كانت جزء من المملكة الأردنية الهاشمة حين إحتلالها وكان من واجب الأردن ان تعيد الضفة بكل الطرق الممكنة
هل التاريخ سيرحم أحداً ونحن الان ..الان ..نعود إلى نقطة الصفر ..!
أنا لست ضد الاتحاد مع الأردن ..على الأقل ننتهي من الهيمنة الإسرائلية

ولكن ماذا عن حقنا في وطننا فلسطين ..!

الان وبعد كل هذا المخاض والشهداء والأسرى وضياع الأرض والقدس

فهل من المنطق أو العقل أو الكرامة الوطنية أن يستسلم شعبنا ويذهب إلى الحل الأسهل ..ويا دار ما دخلك شر ..!

وهل هذا الحل الأسهل يرض الله الذي أمرنا باستعادة حقوقنا ومقدساتنا .!

صحيح أننا ضعفاء اليوم ...وأن كل الظروف ليست لصالحنا ..ولكن هل نراهن على دوام الحال .. ولا دائم سوى الله ..!

أعتقد أن شعبنا لن يرضى ولن يقبل بأمثال سري نسيبة ولا غيره من المتهالكين على إرضاء إسرائيل التي في قاموسها (الأردن الوطن البديل )

فالتبقى قلسطين محتلة إلى أن يشاء الله

ومشيئة الله حتمية عندما يعتمد شعبنا على الحق وهو يواجه الباطل حتى ولو بصدوره العارية

والحق أحقُ أن يتبع ..فإذا جاء وعد الاخرة ..الاية
وصدق الله العظيم

بقلم : منذر ارشيد