ليس هكذا تورد الإبل يا رفاقنا بالجبهة الشعبية ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاف في الرأي حق لكل إنسان ، والانتقاد حق لكل إنسان ، وللاختلاف أخلاق وآداب يجب إتباعها والالتزام بها بعيدا عن الفجور بالخصومة وسياسة التعهير والتخوين الذي يستسهلها البعض وأصبحت لهم ثقافة ومنهاج ، مما أدي لإضعاف قضيتنا والإضرار بالمشروع الوطني ،

ما حدث من الرفاق بالجبهة الشعبية من حرق صور الرئيس أبو مازن والمغالاة بالكره والتخوين والتشكيك بوطنية الأخر هي سياسة خاطئة سواء كانت أفعال فردية أو موجهة بقرار تنظيم ، نعم نختلف ولكننا نتفق جميعا علي القضايا الوطنية ومصلحة الوطن ، فعلاقة حركة فتح بفصائل منظمة التحرير وخاصة الجبهة الشعبية هي علاقة متينة بمتانة العشق لهذه الأرض وخدمة القضايا الوطنية ،

فلا يجوز أن تصل الخلافات إلي هذا الحد ، فمن حرق صور الرئيس أبو مازن في شوارع غزة هو أساء أولا للجبهة الشعبية وأخلاقها وسلوكياتها الوطنية ، وأساء لطريقة علاج الخلافات ، وفتح الأبواب لأساليب ومسلكيات جديدة غريبة عن شعبنا وعن طبيعة العلاقات بين فصائل المنظمة ،

كما أن تصرف أفراد الجبهة الشعبية تصرف خاطئ ومدان ومرفوض مهما كانت المبررات ، ويعتبر انحرافا وطنيا خطير ، فالمجلس الوطني الفلسطيني المؤسسة التشريعية الأولى هي التي قررت صرف هذه المخصصات ، وكان المفروض من الرفاق بدل هذه الزوبعة بشوارع غزة المقهورة والمذبوحة أن توجهت للمجلس الوطني لحل الخلافات ، فالخلافات يتم حلها من خلال الحوار والجلوس علي الطاولة بعيدا عن التصعيد وتأجيج الخلافات ،

رغم قطع راتبي ثمانية أشهر ، ورغم اختلافنا مع الرئيس أبو مازن ، وامتلاكنا الجرأة والقدرة علي الانتقاد وبصوت عالي جدا إلا أننا لا نحتمل أن نري الاختلاف يصل إلا هذا الحد من الاستهانة بحركة فتح وممارسة أسلوب التخوين وحرق صور قادة مهما اختلفنا معهم ، فنحن انتقدنا من قبل واستنكرنا رفع الصور المسيئة للرئيس في ساحة المجلس التشريعي من قبل واعتبرناها حرفا لمسار الأهداف التي خرجنا لأجلها وهي الإصلاح ووحدة فتح وحقوق غزة واستحقاقاتها وحل قضاياها العالقة ، نتمني وحدة حركة فتح ولملمة صفوفها لتكن قوية قادرة علي مواجهة كل التحديات والمؤامرات التي تستهدفها ،

واليوم لنا نفس الموقف لن يتغير ، فليس هكذا تورد الإبل يا رفاقنا بالجبهة الشعبية ، فمسموح أن نختلف ولكن غير مسموح أن يتحول الخلاف إلي اختلاف وعداء ،
الجبهة الشعبية ممثلة بأعضاء باللجنة التنفيذية للمنظمة وقادة الجبهة تستطيع أن تعالج الخلاف بطريقة أفضل ،
نتمنى الخير لشعبنا وقضيتنا ، وندعو الرفاق إلي الهدوء واستنكار ما حدث ورفضه ، وعدم تأجيج الموقف فالمال ليس مبرر لكل هذا الفعل المشين ،

نستذكر العظماء الشهداء الكبار القادة الرمز ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير وماجد أبو شرار ، والشهيد الحكيم جورج حبش وأبو علي مصطفي ووديع حداد ، وكل شهداء شعبنا ،

قضيتنا تحتاج للوحدة الوطنية وفلا تنسوا أننا مازلنا تحت الاحتلال وأرضنا تصادر وقدسنا تدنس ، وشعبنا محاصر ، ووطننا يحتاج الجميع للانتصار له وحمايته ، فالمشروع الوطني مازال بخطر ، ومعركتنا الأساسية والمركزية هي مع الاحتلال ، فلا تحرفوا البوصلة وتنشغلوا بخلافاتكم وتوفروا الراحة للاحتلال ،
حماك الله يا وطني وربنا يهدي ويصلح حال قادتنا ويتصالحوا لينصلح حال قضيتنا ووطننا ،
والله الموفق والمستعان

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]