لا يمر يوماً الا والواقع الوطني يزداد سوءاً....!! لماذا ,,؟؟ وكيف...؟ ومن اجل من ...؟، اسئلة لا تطرحها النخب بل رجل الشارع والاسر الفلسطينية ، والاجابة يفرضها الواقع، انها ازمة قيادة ، وازمة تفرد ودكتاتورية واستبداد، بل ازمات ناتجة عن التشتت وضعف القوى الوطنية امام نهج يقود الساحة الفلسطينية لا يؤمن بالعقل الجمعي او بدور مؤسسة وكان ناتج ذلك حالة استقواء على الشعب واهدار لاماله وطموحاته في وطن سيد وذو سيادة كابتا طاقاته الفعلية التي تستخدمها كل الشعوب في مقاومة الاحتلال .
نحن امام حالة شاذه في ادارة حكم الشعب ليس لها تصنيف سياسي او اجتماعي او ايديولوجي ، لقد انتقل الرئيس من حالة العقاب الفردي الى حالة العقاب الجماعي ، من حالة الاقصاء الفردي لقيادات وكوادر في فتح الى حالة الاقصاء لفصائل اساسية في منظمة التحرير الفلسطينية وهم شركاء في الكفاح المسلح والمسيرة منذ ان سيطرت في اواخر الستينات فصائل المقاومة على منظمة التحرير الفلسطينية .
الرئئس يعرف مايريد من وراء تلك المسلكيات والقرارات ، فهو لا يؤمن بحركة فتح التي نصبت رئيسا ، ولا يؤمن بالفصائل ، هذا ما عبرت عنه تصريحاته فهو يؤمن باجهزة الامن والتنسيق ويتنكر لكل تجربة قادتها فصائل منظمة التحرير منذ انطلاقة حركة فتح، لا يؤمن بالبندقية ويتألم ان نزف جرح من مستوطن اسرائيلي ، يمارس الترهيب من اي عمل نضالي قد يسلكه الشعب الفلسطيني واخرها صرخة القدس ,...لا يتألم ولو انسانيا عندما حرق المستوطنون ابو خضير ودوابشه، او كما يتم تصفية شباب فلسطين في الميادين ، بل يرسل مناديبه للتعزية بقتلة الشعب ودفع التعويضات لما يسمون بضحايا الارهاب الفلسطيني ، بل يقوم بدعم نظرية الاستيطان بمفاوضات عبثية واطروحات لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع مؤتمرات ولجان وغيره والاستيطان يتمدد، بل يعقد اتفاقية لزيادة وتيرة الانشاءات والبناء في داخل فلسطين المحتلة مكونة من مقاولين ومهندسين وعمال .
مع هذا كله تقف فصائل منظمة التحرير عاجزة عن الوقوف امام سياسات ونهج عباس ، كان يعلل الصمت وعدم المواجهة هي مخصصات الصندوق القومي "" لم يؤمن هؤلاء باتلمثل القائل: اللي بيخاف من العفريت بطلعله"" وها قد قطع الرئيس عباس مخصصات الجبهة الشعبية تنكر لجورج حبش ووديع حداد وابو علي مصطفى والاسير سعدات ، وكما زور في اكثر من مقام تاريخ فتح وقياداتها، كانت بروفة قطع الراتب عندما واجهته النائبة خالدة جرار الاسيرة الان في معتقلات الاحتلال في اجتماعات المركزي وقرر قطع رواتب الشعبية فكانت ردود الفعل ضعيفة وغير رادعة من الفصائل ، وبتجربة اعاد مخصصات الشعبية ، الشعبية بحكم ايديولوجيتها متمردة دائما واجهت ياسر عرفات منذ مسارات السلام ولكن عرفات احتضنها كما احتضن جورج حبش لم يقطع مخصصاتها بل سار بها الى اعلان الجزائر "" وثيقة الاسقلال"" .
مازالت الفصائل لم تفهم مثل تعلمناه منذ صغرنا""" واكلت يوم اكل ..........""" للاسف ، بعد قطع مخصصات الشعبية بايام معدودة ها هو يقطع مخصصات الديموقراطية ، الديموقراطية ونايف حواتمة هم من ابتكروا المرحلية في عام 1974 وسارت منظمة التحرير والنقاط العشر على ذلك ..... كانت طريق فكري وتنظير سياسي لاختراق المجتمع الاسرائيلي من خلال الاحزاب الشيوعية والتقدمية وحركة السلام الان ..... هذا مارسته قيادة منظمة التحرير منذ اواخر السبعينات من القرن الماضي ، طريق اوصلنا الى اوسلو والان الى اقل بكثير من اوسلو ... لاسلطة ولا ثورة ولا دولة .... بل فئة تسيطر بدعم اقليمي ودولي ومالي على مقدرات الشعب الفلسطيني الوطنية والانسانية .
عندما دمر الرئيس فتح قالت الفصائل هذه مشكلة داخلية وهم يعلمون ان دمرت فتح دمرت باقي الحركة الوطنية .....عندما كان لقاء بين شرفاء فتح وبعض قيادات الشعبية ، قامت الدنيا ولم تقعد من الرئيس مما اضطر الجبهة الشعبية لكي تنفي اي لقاء محوره مناقشة الوضع الداخلي الفلسطيني في غزة بل عللت ذلك بان مجموعة من اعضاء المجلس الوطني قاموا بتكريم الشهيد ابو على مصطفى ، جيد هذا فنحن مع المبررات اذا كانت ستحمي الفصيل من عنف الرئيس ،،، وللاسف لم تحميه فقطع مخصصاته.
اعتقد ان امام تلك السلوكيات فهي تستهدف تصفية الفصائل كما تم تصفية فتح عمليا كمؤثر وطليعة وقرار ، امام الفصائل احد امرين الامر الاول ان تجتمع اللجنة التنفيذية وتسحب الثقة من رئاسة الرئيس لها ، الامر الثاني الانسحاب من منظمة التحرير او التجميد، لكي لا يبقى اي شرعية للرئيس لقيادة منظمة التحرير والتحدث باسم الشعب الفلسطيني ويعقد الصفقات الامنية وغيره تحت مبرر ان من يقود التفاوض مع اسرائيل منظمة التحرير .
الرئيس تجاوز كل القوانيين والانظمة سواء في داخل فصيل فتح او في كل القرارات المتعلقة بالقضاء والنيابة والمالية والصندوق القومي وعلاقته بالفصائل ....... واخيرا هل نجد من الفصائل موقفا اكثر شجاعة باجراءات توقف هذا الزمن الرديء
سميح خلف