هل أنت أبي يا أبي، لماذا ترمي بي إلى الشارع يا أبي، ألم تعلم يا أبي أن الأبوة مسؤولية وواجب وحق للأبناء على الآباء، أم هي شهوة قد وصلت ذروتها على فراش أمي فكنت أنا نطفتها التي جعلتك أبي، واختلفت معي منذ أن حبوت ملتمسا طريقي في الحياة، كنت أنشد ذاتي في حريتي لأكون سندا وعونا لك، لكنك كلما التفت يمنة أو يسرة كنت تشد وثاقي ، لا تريد لي الانعتاق من معبدك، لأنك آثرت أن أكون لك عبدا أبكما لا أن أكون لك ولدا مطيعا أو ابنا بارا، فكانت ضرباتك موجعة لي، كنت أشعر بالقرف والغثيان وأنت تمارس كل ساديتك على جسدي، تريد أن تنزع عقلي من رأسي لكي لا أحتج عليك وأنت تسيء صباح مساء لأمي، مسكينة أمي فقد استبدلت اسمها يا أبي رغبة وطوعا لعشيقتك التي امتطك كما لا يمتطي فارس جواده، فما أبقيت من رجولتك خارج بيتك سوى شكلك، أما هنا في بيتنا فأنت تسعى للانتقام من عشيقتك بنا، فقد نسيت من نكون بالنسبة لك، حاولنا كثيرا أن نعيدك إلى جادة الصواب فانكسرت شوكتنا لأن عصاك كانت غليظة، وكانت عيونك الكثيرة تراقب حركاتنا، وآذانك العديدة تسجل لك همساتنا ، فأصبحنا نخجل منك يا أبي، أي عشيقة هذه التي استباحت بيتنا فمنحتها حق التصرف بكل نواحي حياتنا، حتى أنها ما خجلت منا ولا سترت عليك يوم مارست شهوتها على عتبة بيتنا فما استطعت أن ترفع صوتك في وجهها، رجوتها أن تحتج على فعلتها الدنيئة أمامنا فأبت أن تمنحك حق الدفاع عن نفسك، لكن انكسارك المتهالك أمامها ولما أرادته هي سمحت لك بعد أن أصبحت الحقيقة في كبد السماء أن تجهر بما أمرتك به فحولتك إلى سخرية ما كنا نرضاها لك يا أبي، حاولنا إنقاذك من أغلالها يا أبي، فأبيت لنا ذلك، لا لسبب سوى لأنك لم تعد تملك حريتك التي تنازلت عنها مقابل شهوتك المفرطة لرضائها عنك، فقد خذلتك كثيرا وأنت تركع أمامها طالبا منها أن تمنحك شيئا مما وعدتك لتقنعنا بعشقك لها فأبت أن تلبي لك ما تريد، وها أنت اليوم يا أبي ترمي بنا إلى قارعة الطريق إرضاء لعشيقتك التي ليس لرغباتها حدود، فلقد طفح الكيل يا أبي، فلن تكون بعد اليوم أبي، فقد حطمت كل شيء يا من كنت أبي، فكيف تريد مني أن أبقيك أبي يا من رفضت أن تكون أبي. ؟!
2016/4/16. صلاح صبحية