ثمانية وعشرون عاما على رحيل القائد الثوري خليل الوزير ونحن لا نعرفه إلا في ذكرى استشهاده اغتيالا على يد الغزاة الصهاينة الذين أصبحوا أصدقاء أعزاء على قلوبنا، ثمانية وعشرون عاما ونحن نردد ذات الكلمات بحق أبي جهاد، لكن أبا جهاد يسألنا عن إرثه الثوري وعن نهجه النضالي ماذا فعلنا بهما، ماذا عن شعاره الذي سقط شهيدا من أجله، لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة، منافقون نحن أبا جهاد، تحضرنا سيرتك مرة كل عام، ونبيع إرثك الثوري بأبخس الأثمان، فلا صوت اليوم يعلو فوق صوت التنسيق الأمني، ولا صوت يعلو فوق مصادرة السكين الفلسطيني، ولا صوت يعلو فوق صوت تبرئة الغزاة الصهاينة من دمك الفلسطيني، أي ذكرى نعيشها اليوم نردد فيها اسمك ونبتسم لصورك المتعددة في مواقع النضال والكفاح والجهاد، ولكننا لا نجرؤ أن نمارس نهجك النضالي ضد الغزاة الصهاينة ولو في ذكرى استشهادك، فكيف سيهابنا الغزاة الصهاينة، ونحن نصنع ضعفنا وقد أصبحت بندقية الثائر جريمة يعاقب حاملها، وأصبح حجر الانتفاضة الكبرى محرم على أطفال فلسطين في مواجهة حواجز الذل والرعب المنتشرة في طول البلاد وعرضها، لأن الثورة التي وهبت حياتك لأجلها قد أصبحت ماضيا صدئا عفنا وكلاما ممجا على ألستنا، حيث انتقلنا من عنفوان الفلسطيني الثائر إلى عبودية الفلسطيني الراكع، وتحولنا من مواجهة الغزاة الصهاينة إلى أكل لحم بعضنا، وكلنا نستحضرك اليوم اسما وعنوانا و رمزا ولكن؟ لكننا نبتعد عن فلسطين أكثر، ونمزق أرضها وشعبها إربا إربا، نغلق معارك المواجهة مع الغزاة الصهاينة ونفتحها بابا بابا فيما بيننا لتتحول حياتنا اليومية انقسامات وانشقاقات وتشرذمات، ونقسم بالله إننا على نهجك، ونحن نحارب نهجك ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، نبتعد عن الوطن ونحن نعيش على أرض الوطن بينما كنت أنت البعيد تنشد العودة إلى حيفا ويافا وعكا وأنت تصارع الصهاينة لتحقيق مشروع سفينة العودة، كم خذلناك طوال ثمانية وعشرين عاما حيث طوينا صفحة الجهاد يا أبا جهاد وأصبحت كلماتنا في ذكراك طعنا لإرثك الثوري ونهجك النضالي، عذرا أبا جهاد لأني كنت صادقا معك.
بقلم/ صلاح صبحية