طريقنا الوحيدة إلى الأمام

بقلم: عدنان الصباح

إلى الأمام هذا هو المعبر الوحيد المتاح أمام الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وكل المحاولات الغبية للبحث عن بدائل للهروب بالوطن خارج الوطن ملهاة وكارثية ولا تقدم سوى صورة يائسة للفلسطيني وتاريخه ومواقفه وسياساته ولا يجوز اليوم إعادة مراجعة كل التفاعلات والقفزات التي مارستها القيادة الفلسطينية ما بين 1967م وحتى أوسلو.
نعم فشلنا في تحقيق الشعارات التي رفعناها وبدأنا بالتنازل عنها الواحد تلو الآخر فقد فشلنا في: -- تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.
- إقامة الدولة العربية الفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية.
- إقامة الدولة العلمانية على ارض فلسطين التاريخية.
- إقامة الدولة الديمقراطية الموحدة على ارض فلسطين التاريخية.
- إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م.
- عدم تحويل الانتفاضة الأولى إلى انتصار والانتهاء بها إلى اتفاق أوسلو.
- الانتقال باتفاق أوسلو إلى الأمام ولو خطوة باتجاه الاستقلال.
- تقديم تجربة ناجحة باتفاق أوسلو من خلال الأنشطة الإدارية الداخلية.
- عدم تحقيق شعارات الانتفاضة الثانية والانتهاء بها إلى حالة من وطن ممزق.
وبدل ان نتمكن من توحيد صفوفنا وإعادة صياغة برامجنا وتجديد أدواتنا الكفاحية والانخراط في فعل كفاحي طويل ومتواصل نحو تحقيق الحرية لبلادنا وشعبنا انخرطنا جميعا بشكل او بآخر:
- صراعات داخلية بين القوى الوطنية والإسلامية وفي المقدمة فتح وحماس
- صراعات داخلية بين قوى منظمة التحرير الفلسطينية نفسها
- تقلبات وتغيرات فجائية في تركيبة وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية
- صراعات داخل فتح نفسها وعلى السطح منها الصراع مع محمد دحلان
- تفاعلات وطنية متواصلة دون حل وقضايا شائكة كقضية المعلمين وصندوق الضمان
- عدم استتباب الأمن الداخلي
- قضايا فساد المختلفة والتي لا يبدو لها نهاية في سائر مناحي الفعل الفلسطيني
- الموقف من الاحتلال واليات التعاطي معه في غزة والضفة.
- تداعيات الحصار على غزة
- تداعيات العدوان المتواصل على غزة بحربين شرستين
- العلاقات الخارجية خصوصا مع الدول العربية والإسلامية وفيما يخص طبيعة العلاقة مع مصر والسعودية والإمارات من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى وكذا الموقف من الوضع في سوريا والعلاقة مع حزب الله وإيران وحجم التعقيدات بكل ذلك بسبب غياب برنامج فلسطيني موحد وناظم للسلوك الجمعي الفلسطيني.
حالة الفشل والعجز هذه قادت الوضع الفلسطيني إلى الانكفاء إلى الوراء والبحث عن بدائل هزيلة مثل تلك الأفكار التي يقدمها سري نسيبة عن الخيار الأردني رغم انه نفسه يؤكد ان الأردن غير جاهز لحمل هذا الحمل الثقيل والبعض عاد من جديد لرفع شعارات إعادة غزة لمصر والضفة للأردن وكأن الأمر بأيدينا فلو كان ذلك ممكنا فلماذا لم نحررهما أصلا من الاحتلال الإسرائيلي فالمسالة هي استعادتهما أولا وليس لمن سنذهب بهما إذا كنا أصحاب القرار والخيار الأردني مرفوض أصلا من قبل الاحتلال نفسه وهو قد يفضل علاقة بشكل ما مع الفلسطينيين دون استقلالهم عن أي ارتباط للأرض الفلسطينية بالأردن كدولة مستقلة وذات سيادة وكل الحكايات السابقة لدى قادة الاحتلال عن البديل الأردني كان ولا يزال ذرا للرماد بالعيون ودفعا بنا لصراع مع الأردن يكون الاحتلال هو المستفيد الوحيد من وجوده بكل الأشكال.
ينبغي العودة بقضيتنا إلى مربع الثورة الأول وهو مربع التحرير للأرض الفلسطينية من الاحتلال بما يضمن القول للاحتلال ان عليه ان يواجه من جديد ليس قبولنا بوجود أو عدم وجود دولة يهودية على أرضنا بل بكل موضوعة وجود إسرائيل بما يقدم رسالة واضحة ان زمن التنازلات المجانية ومن جانب واحد قد ولى والقبول بالإسرائيليين على الأرض الفلسطينية يمكن له ان يكون فقط عند تحرير فلسطين وشعارات الدولة الديمقراطية الموحدة أو العلمانية أو الليبرالية أيا كانت ستكون قائمة فقط على قاعدة إنهاء الوجود الصهيوني العنصري على الأرض الفلسطينية وإعادة توحيد فلسطين التاريخية كاملة غير منقوصة وان التاريخ إلى الأمام يعمل لصالح شعبنا وحركة التاريخ لا يمكن لها ان تعود إلى الوراء فالعالم لفظ كليا كل العنصريين والشوفينيين والانعزاليين والمستقبل لقوى النور والعدل والديمقراطية أيا كانت قوة دعاة الفكر العنصري والشوفيني الصهيوني ومهما ملكوا من دعم وقوة هم وحلفائهم في العالم وفي مقدمتهم الامبريالية الأمريكية.
ليس من واجب الفلسطيني اليوم ان يبحث عن مخرج لمأزقه بل من واجبه ان يدفع بالاحتلال إلى مأزق البحث عن الخلاص وتقديم الحلول لوجوده على أرضنا كل أرضنا ان كان يمكنه الوجود أصلا على ارض اغتصبها من أهلها بالقوة في زمن الضعف والغياب والتآمر وعليه ان يدرك ان معادلات التنازل عن فلسطين التاريخية باتت خلف ظهرنا ولا بديل أبدا عن فلسطين واحدة موحدة خالية من الوجود العنصري الصهيوني ومشاريعه المشبوهة في المنطقة.


بقلم
عدنان الصباح