انتخابات بيرزيت لا تقاس بميزان الربح والخسارة وإنما بضرورة اخذ العبر لإنهاء الانقسام

بقلم: علي ابوحبله

انتخابات بير زيت هي عرس ديمقراطي فلسطيني ولا احد ينكر ذلك أو يزايد على ذلك بغض النظر عن الفائز ، من المفروض عقب كل انتخابات إجراء دراسات مستفيضة وتقييم للنتائج لأخذ الدروس والعبر من كافة القوى والأحزاب المشاركة في الانتخابات أي كانت موقعها وطبيعتها ، على القوى أن تبحث وتقيم أسباب الفوز أو أسباب الخسران ، وفي الدول المتقدمة هذا التقييم مهم لدراسة أسباب ومسببات تراجع هذا الحزب وفوز ذاك وإخفاق تلك .وإذا كان لا بد من حساب لنتائج الربح والخسارة لانتخابات جامعة بير زيت التي كان يراهن عليها البعض للتعويض عن خسارة العام الماضي ، ويعتبرها البعض انعكاس للرأي العام الفلسطيني وهي مقياس بلا شك للقوه في ميزان الربح والخسارة خاصة وان جامعة بير زيت تحوي في جنباتها مختلف القوى السياسية والوطنية التي تمثل الطيف السياسي الفلسطيني ، ويعد طلبة جامعة بير زيت احد أهم القلاع الفكرية الداعمة لصناعة القرار السياسي الفلسطيني ، وتكمن أهميه الانتخابات لمجالس ألطلبه على مر السنين بأنها والمؤشر الرئيسي لحقيقة التوجهات الفكرية والوطنية الفلسطينية ،

وان نتائج انتخابات مجالس ألطلبه موضع تحليل من قبل كل الفرقاء لدراسة أسباب ومسببات الإخفاق والفشل والنجاح بالنسبة للجميع ، ولا بد من أن نخضع نتائج انتخابات جامعة بير زيت للتحليل الموضوعي والتقييم في الأداء حيث تمكنت حماس من النجاح ومنيت حركة فتح بالإخفاق حتى لو كانت الفروض ضئيلة ، وهنا لا بد وان تبرز عدة تساؤلات حول سبب إخفاق حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والتي في مقدمتها وأولويتها أن حركة فتح لم تتعافى بعد من الخلافات التي تعصف بالحركة نتيجة مصالح انيه وفردية بعيده عن الصالح العام والرؤى التي تهم القاعدة الشعبية وخاصة الشباب الفلسطيني الذي يعاني من نتائج الوضع الفلسطيني الاقتصادي قبل السياسي ومن بطالة خانقه تثقل على كاهل الشباب الفلسطيني ، إن الأداء الفتحاوي بعد نتائج الانتخابات لا بد وان يخضع إلى التقييم .

لقد ثبت أن الساحة الفلسطينية تحوي قوتين رئيسيتين وربما ثلاث قوى على أكثر تقدير أو يزيد إن باقي الفصائل الوطنية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية للأسف ليس إلا عدد لأنها لم يعد بمقدورها استيعاب الشارع الفلسطيني وان عملية الاستقطاب تكاد تكون معدومة من قبل هذه الفصائل لانعدام برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وطني واستقلالي يكون بمقدوره أن يستحوذ الاهتمام للشارع الفلسطيني

إن خسران حركة فتح في هذه الانتخابات يدلل حقيقة أن هناك خلل ولا بد للحركة من تجاوز الخلل ،

إن هذه الانتخابات انعكاس حقيقي لمقياس الرأي العام الفلسطيني وان معظم قياسات الرأي العام تفتقد للمصداقية مما يتطلب فعلا على عدم الاعتماد على قياسات الرأي والتي هي غالبا لا تبني تحليلاتها على منهج علمي صحيح لقياسات الرأي العام الفلسطيني

ولو عدنا إلى انتخابات 2006 التشريعية حيث أخطأت جميع قياسات الرأي وتحليلاتها بتحليل الرأي العام حيث كان فوز حماس

للأسف الانفعال والصدمة تدفع الكثيرين لتوجيه الاتهام والتقصير لهذه الفئة أو تلك بدون منهج علمي سليم ودقيق

بوجهة نظري المتواضعة أن على أصحاب الرأي والفكر دراسة الأسباب التي تكمن بخسران فتح في جامعة بير زيت وهي القلعة لكافة القوى السياسية والفكرية .

ويبقى السؤال الأهم والأبرز هل للسياسة الفتحاويه وأدائها انعكاس لهذا الفشل الأمر الذي لا يمكن فصله عن أسباب تكرار الخسارة لفتح في جامعة بير زيت ، هناك مجموعه من الاسئله يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى صانع القرار وللمرجعيات التي تهتم بالشأن الفتحاوي ولا بد مرة أخرى للشروع بتشكيل لجنة من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة توكل لها مهمة استقصاء واستدلال الحقائق لأسباب خسارة فتح بانتخابات مجلس جامعة بير زيت وان يكون لقرارات اللجنة ونتائج ما تتوصل إليه من قرارات وتوصيات باتخاذ القرارات التي يجب أن تقود لتصويب بوصلة حركة فتح وان ترقى لمستوى الحدث ، لا يمكن تجاهل نتائج انتخابات جامعة بير زيت وما حدث في جامعة بير زيت سيترك انعكاسه الخطير على مجمل تطورات الأوضاع ولا بد من المسارعة في اتخاذ الإجراءات والقرارات التي يجب أن ترقى لمستوى الإخفاق والفشل ولا بد من البدء بمسيرة الإصلاح قبل فوات الأوان وإلا فان الخسارة ستكون اكبر من نتائج جامعة بيرزيت لأنها ستكون خسارة للمشروع الوطني وخسارة لفتح التي كانت وما زالت ديمومة النضال الفلسطيني ، فتح بعمالقتها ورجالها العظام لا بد وان تعود حركة فتح كما عهدها الجميع وان نعيد ترتيب الصفوف ونعيد لكل الأشراف والأحرار لفتح مكانتهم لتعود أللحمه للحركة الفتحاويه واستعادة النهوض باستعادة البناء وإعادة التنظيم برجال الفكر والقادة الذي بمقدورهم دعم ومساندة و صناعة النصر ورفع لواء التحرير والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي

نعم فتح بحاجه لتصويب أوضاعها وإعادة النظر في برنامجها السياسي ومن تعاطيها التفاوضي مع الاحتلال الإسرائيلي وهذه مسببات رئيسيه تهم الشارع الفلسطيني

إن عدم قيام حركة فتح وهي في سلم الحكم لغاية الآن من الالتزام بتوصيات المجلس المركزي تجاه التفكير جديا باللجوء للخيارات المطروحة والمعلن عنها بالتحلل من الالتزامات والاتفاقات المعقودة مع حكومة الاحتلال للرفض الإسرائيلي للتعاطي مع المبادرة الفلسطينية له انعكاساته وتأثيره على كافة المستويات الفلسطينية ولا ننسى كذلك أن التطبيع مع إسرائيل هو بحد ذاته ضد توجهات الشارع الفلسطيني وان السياسات ألاقتصاديه الخاطئة وفقدان السلطة لبرنامج وطني جامع هو خطأ استراتيجي ، إن تراكم الأخطاء في جسم حركة فتح وتحكم الفئوية له انعكاس على تماسك جسم الحركة وان ما تحتاج إليه فتح اليوم هو إعادة بناء البيت الفتحاوي على أسس تتضمن للحركة تماسكها وتقدمها وما لم تبادر إلى ذلك فهناك خسران محقق في مواقع أخرى

ومع هذا الخسران حتى وان حاول البعض إيجاد مبررات بان فتح حققت تقدم باكتسابها لمقعد او مقعدين فان هذه التبريرات غير مقنعه على الأقل للشارع الفلسطيني

إن شعبنا الفلسطيني بكافة شرائحه اثبت للقاصي والداني عن إيمانه بالديموقراطيه وتعاطيه مع نتائج الانتخابات وهذا دليل على أن حماس وفتح فيما لو اتفقا وقبل بالآخر هم سفينة إنقاذ للوضع الفلسطيني المتردي بفعل سياسة الاحتلال والاستيطان والتهويد والاعتقالات ورفض سلطات الاحتلال للتعاطي مع أية مبادرات تقود لتحقيق السلام

وهنا تكمن المعضلة التي يجب أن تقودنا أن نتائج انتخابات بير زيت يجب أن تقود الجميع إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، والمبادرة لتشكيل حكومة وحده وطنيه تقودنا إلى توحيد الوطن الفلسطيني ليكون بمقدور فتح وحماس من تجاوز ما يعترض القضية الفلسطينية ويتهددها من مخاطر تتهدد تصفيتها

فهل انتخابات بير زيت تعلق جرس الإنذار وتقود فتح وحماس لإنقاذ المسيرة الفلسطينية.

بقلم/ علي ابوحبله