تشهد المنطقة ومنذ عقود ... احتداما وصراعا ...بما تم تسميته بالصراع العربي الاسرائيلي والذي جاء علي خلفية النكبة التي المت بالشعب الفلسطيني .... وما ضاع من حقوق ... وسلب من ارض .... وما هجر من ملايين بمخيمات الشتات واللجوء .... ودول المنافي... وما عملت عليه دولة الكيان منذ تأسيسها العدواني من تهديد امني واستراتيجي لمصالح وامن واستقرار دول وشعوب المنطقة العربية .
مجمل الحروب التي جرت داخل المنطقة .... كما الاعتداءات والجرائم والمجازر التي استمرت لسنوات طويلة ... ولا زالت علي دمويتها وقتلها للأبرياء ... وجرائمها المخططة ... واستيطانها المستمر ... واحتلالها الجائر ... وحصارها الظالم .... لترسم معالم خارطة هذا الكيان العدواني الذي لم يألوا جهدا عن ارتكاب المزيد من المجازر .... وقتل الابرياء من الاطفال والنساء دون صوت دولي .. ودون احتجاج عالمي .... ودون قرار دولي ملزم .... يدين هذا الاحتلال ويجرم افعاله... ويلزمه بالانسحاب وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية .
الكيان الصهيوني ومنذ تاسيسه كان يشكل عامل التوتر الوحيد ... وعامل التفجير لامن واستقرار المنطقة ... الا ان المخططات الدولية ... وما يسعون لتخطيطه وتنفيذه ... بادخال عناصر جديدة ودول اخري ... في معادلة الصراع المحتدم ... وتغذية التوتر وحالة عدم الاستقرار ... ولد لدي اصحاب المصالح الامبريالية والاستعمارية الدخول للمنطقة... اما من بوابة حفظ امن وسلامة بعض الدول وخيراتها النفطية من التهديدات الخارجية ... واما محاولة ضرب منظومات الدول التي تتعدي بقوتها الخطوط المرسومة لها ... مما يوفر فرصة ضربها وانهاك قوتها .... باستخدام كافة المبررات والاعذار بما فيها ذريعة وجود اسلحة الدمار الشامل كما حصل مع العراق .... والذي ادي الي احتلاله من قبل القوات الامريكية التي عززت من انقسامه الطائفي وعملت علي تغذية البعد الطائفي لاشعال فتيل الفتنة وحروبها ... وارجاع المنطقة الي عصور الزمن القديم .
المشهد الاقليمي وخاصة علي الساحة السورية ... والتي شهدت حرب داخلية بادوات خارجية ومرتزقة وقتلة ماجورين من اصحاب المعتقدات والطوائف... والذي جاء الكثير منهم عبر الساحة العراقية التي تشبعت وتغذت علي الطائفية وقتل الابرياء .... في محاولة دولية مع بعض الاطراف الاقليمية لجر المشهد السوري ... ضمن المشهد العراقي ... وحتي تكون سوريه في مرمي النيران المعادية .... والاعلام المضاد ... وهذا ما استمر عليه الحال منذ خمسة سنوات وحتي يومنا هذا .... وما زال المشهد السوري يدبر له المكائد والجرائم علي ايدي القتلة الماجورين ... الذين يرتكبون مجازرهم ويختبئون بجحورهم ... ويملؤون الدنيا بأصواتهم المخادعة والخبيثة .... وكانهم الابرياء .... والمدافعين الاوائل عن حرمة الدماء ... وعن قتلة الاطفال .... واطلاق اتهاماتهم ... وادعائاتهم الي الحكومة السورية .... بمحاولة خداع الراي العام العالمي والعربي... ان من يقتلون .... ويسفك دمائهم وتزهق ارواحهم .... وتنشر صورهم عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية .... هم بفعل الحكومة السورية كما يدعون ويكذبون وان الخونة والمرتزقة .... الذين يحرقون اجساد البشر... والذين يهتكون الاعراض .... والذين يقطعون الرؤوس ممن يسمون انفسهم بالجهاديين .... سارقي الاموال والابار ... والمرتبطين بأجهزة الاستخبارات في الشرق والغرب... لا زالوا علي براءتهم ... وطهارة ايديهم وعدم ارتكابهم للجرائم .
المشهد الاقليمي .... لم يشهد خيرا ... ولم يتوفر له عنصر الامن والامان ... منذ الاعلان المشؤوم لوزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس حول الشرق اوسط الجديد والكبير .... وعن الفوضي الخلاقة وتقسيم المقسم .... وتجزئة المجزأ... وما جري بداية من غزو العراق واحتلاله ... وما تم بعد ذللك تحت ما يسمي بثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا ... والتي تم كشف مخططيها ... والعاملين علي اثارتها .... والمدبرين لتوقيتها .... وما جري من تدريب وتاهيل للعشرات ممن يسمون انفسهم بالنشطاء والذين تعلموا كيف يمكن اثارة الشعوب .... وكيف يمكن استغلال الفرص .... وكيف يمكن البناء علي الازمات وتضخيمها والبناء عليها .... باستخدام اسلوب العاطفة والاثارة ... بعيدا كل البعد عن الحسابات الوطنية والقومية واولويات مصالح كل دولة .
لقد تم الكشف الكامل عن هذا المخطط الاميركي .... من خلال سقوط كافة التجارب التي حصلت بالعديد من الدول العربية .... والذي يؤكد ان من تولوا ... واوهموا شعوبهم ... بان لديهم مفاتيح الحل لأزماتهم .... قد زادوا شعوبهم بالأزمات .... كما زادوهم فقرا واحتياجا .... بل الاكثر من كل ذللك ... قد زادوا البلاد من حالة الفوضي وعدم الاستقرار والامن المفقود .... واضاعة المدخرات ... وتعطيل عمل قوي الانتاج .... مما ضرب مصالح العباد والبلاد ... وما انعكس علي اقتصاديات الدول وسقوط حكمهم .... وعدم الايمان بهم .... وما يجري من محاولاتهم اليوم لإضعاف الدول وانهيارها في اطار ما خطط لهم ... وما تم تدبيره حتي بوجودهم في اطار الحكم ولم يستطيعوا تنفيذه ... واليوم يحاولون تنفيذ الدما ر والخراب وانهيار الدول من خلال الشارع والفوضي والحملات الاعلامية الكيدية واستغلال الازمات .... واستخدام اسلوب الاثارة ودغدغة العواطف .
لقد تم كشف وجوههم ... ونواياهم ... ولم يعد بإمكانهم ان يمرروا مخططاتهم .... في ظل صحوة الشعوب ... ويقظتها ... وادراكها التام ان وحدة البلاد واستقراراها .. وحدة الشعوب وامنها ... هو الكفيل بان يوفر لهذه الدول من خلال انظمتها وجيوشها القومية ... واجهزتها السيادية .... الامن والامان والاستقرار ... والقدرة علي العمل والبناء الاقتصادي وتحقيق التنمية .
المشهد الاقليمي ليس خاليا من التهديد والتدخل التركي الايراني وغيرها من التدخلات الدولية ... التي تحاول رسم خارطة مخططاتها ومستقبل وجودها وتحقيق مصالحها ..... الا ان شعوب المنطقة وقد ادركت حجم المؤامرة ... وايقنت خطورتها ... وتعمل بالتعاون بينها علي تشكيل تحالفاتها وحتي تعاونها الثنائي .... بما يوفر مقومات القوة العربية ... التي يجب ان تزداد بدعائمها ومرتكزاتها .... حتي تتمكن من مواجهة المخاطر والاخطار .... وان تعزز من عناصر التهدئة .... وان تخفف من حدة الصراع .... وان تزيد من عناصر التعاون والتنسيق .... لافشال كافة المخططات التي تحاك ضد امتنا .
بقلم/ وفيق زنداح