اليوم العالمي لحرية الصحافة ... والذي يحل علينا كل عام ... كمناسبة سنوية يختص بها صناع الراي العام من الصحفيين واصحاب الراي ... الناقلين للحقيقة ... والحريصين علي اداء رسالتهم المهنية والوطنية والانسانية ... بكل صدق وامانة والتزام ... للتأكيد ما هو حق للصحفيين.... وما هو واجب لغيرهم بضرورة الالتزام وضمان حرية الجماعة الصحفية.... وممارستها لعملها المهني دون عوائق او موانع ... في اطار قوانين محددة وواضحة ..... تحدد حقوق الصحفيين وواجباتهم ... كما تحدد للسلطات التنفيذية التزاماتها وحقوقها .
الاساسية التي يجدد فيها العاملين بالعمل الصحفي انهم يحرصون علي صون حريتهم ... كما يؤكدون علي مضمون دورهم ... وفي هذا رسالة واضحة .... لشيء عظيم وهام .... ان يكون لكل مهنة رسالتها التي تؤكد فيها حقوقها .... كما وتؤكد فيها معوقات تطورها .... والموانع التي تحول دون تقدمها .
اليوم العالمي لحرية الصحافة ...يحتاج لتاكيد العديد من القضايا الهامة:
اولا:الحرص علي المهنية والالتزام بها وعدم القبول بالحياد عنها .
ثانيا:العمل وفق القوانين المنظمة للعمل الصحفي لتحديد الاطار الواجب بكافة حقوقه والتزاماته وعدم القبول بالخروج عن هذا الاطار.
ثالثا:الحيادية المهنية لتشكيل الراي العام دون ادني انحياز او تدخل لحرف المسار العام وقلب قياس الاتجاهات والمواقف بما يتعارض والحقيقة .
رابعا:الاولوية الوطنية الوحدوية علي سلم اولويات المهنة الصحفية علي قاعدة التماسك والثقافة الوطنية والموروث الثقافي وعدم الخروج عن اطار الضوابط والمحددات الاجتماعية .. الوطنية والدينية .
خامسا:الصحافة وملكيتها الشخصية ... الحزبية ... او الحكومية يجب ان لا تغير في الاسس المهنية والمصداقية واخلاقيات المهنة .
سادسا:بناء الثقة بكافة دعائمها وركائزها الاساسية ... التي تولد لدي الراي العام مصداقية ما يكتب ... وينشر وبما يجري العمل عليه من سياسات تحريرية لدي الوسائل الاعلامية كافة .
سابعا:الاطار النقابي المهني للعاملين بمجال الصحافة بكافة وسائلها وعلي راسها نقابة الصحفيين .... وضرورة اعتماد سياسة التدريب المتواصل .... والتقييم الدائم والتثقيف .... والتطوير المهني بصورة دائمة ومنتظمة كاحد الاهداف والاولويات النقابية التي تخدم اعضائها وتطور من ادائهم .
ثامنا:حرية الصحافة يجب ان تعرف وبصورة واضحة ومحددة ... وفي اطار قانون واضح ... وان لا يترك للمزاجيات الشخصية ... مع الاعتماد علي الرقابة الذاتية واخلاقيات المهنة وضميرها ....وان لا يسمح بممارسة تصفية الحسابات ....والتشهير والقذف والتجريح حتي ولو كان علي اساس خلاف عقائدي او سياسي ... احتراما للراي العام وعدم ادخال بعض الكلمات او المشاهد التي تسيء لوحدتنا .. واخلاقياتنا ... ومنهيتنا ... وصورتنا امام العالم .
تاسعا: الأطر النقابية وخاصة نقابة الصحفيين باعتبارها الممثل الشرعي للجماعة الصحفية وسعيها الدائم لتشريع القوانين والانظمة التي تحفظ للعاملين بالمجال الصحفي كافة حقوقهم اثناء اداء عملهم ....وحتي في ظل تعطلهم وعدم مقدرتهم علي العطاء لأسباب وموانع خارجة عن الارادة .... تعزيزا لثقافة اخلاقية ووفاء ملزم يجب السعي لتحقيقه ... والتزاما نقابيا يجب ممارسته ... من خلال ممارسة اعلي درجات الضغط علي الجهات الحكومية... حتي لا يترك العاملين بمجال الصحافة .. للزمن وتقلباته وعشوائيته .... وان لا تترك المهنة والعاملين بها في اطار الارتجال والنتائج العشوائية ومخاوف الزمن .
هناك الكثير من القضايا التي يجب بحثها والتطرق لها خاصة في ظل خصوصيتنا الفلسطينية وما تتعرض له الجماعة الصحفية من استهداف بالقتل والاسر والاعتقال من قبل عدو مجرم يمنع الحريات ... كما ويمنع حرية التنقل ... وتداول المعلومات... عدو مجرم قاتل للحريات ويصوب بنادقه لكافة الناقلين للحقيقة والعاملين علي اظهارها .
جرائم ترتكب ضد العاملين بالصحافة الذين يسعون الي ممارسة حرياتهم ... واداء واجبهم المهني ...في ظل موانع عديدة ... وحصار جائر وممارسات تعسفية ... لكنه الاصرار علي اداء الرسالة ... والتمسك بالمهنية وعدم الانحياز عنها .
اليوم العالمي للصحافة .... يوم يجدد فيه ما يطلب كل عام .... وما يقال عبر كافة التصريحات والمقالات المنشورة ..وحتي ما يتم تداوله في ورشات العمل والندوات والاجتماعات ...والتي لا تخرج بمعظمها عن عنوان الحرية وضماناتها ... وعن رفض التعسف وممارسة الإجراءات التي تحول دون حرية الصحفيين كما ان هناك بعض الملاحظات التي يجب ان تذكر في سياق هذا اليوم ... ونخص هنا ما يتعلق بدعوة كبار المسؤولين لوسائل الاعلام .... واعتذارهم الدائم وربما عدم اهتمامهم لاعتبارات ذات علاقة بوسائل اعلامية محددة وهذا لا يجوز مهنيا ....والنقطة الثانية عدم تداول المعلومات بالسرعة المطلوبة وتركها للتسريبات والتداول داخل الراي العام ...دون ان يخرج مسؤول او قائد او ناطق ليتحدثوا بها .. وليضعوا حد لكل ما يقال .
هناك الكثير من المشاكل التي تواجه العاملين بالصحافة ويتم تجاوز الكثير ... بصبر وعناد واصرار ...علي اعتبار ان عالم الصحافة عالم المتاعب .... وهذا العالم الكبير ....والمتداخل بهذا الدور الكبير ....والاهداف العظيمة ... الذي يحتاج للمزيد من الاهتمام... كما يتطلب المزيد من الالتزام من قبل كافة السلطات .
ان حرية الصحافة ... وضمان وامن سلامة الصحفيين وحرية تحركهم .. وتداولهم للمعلومات المصرح بها يؤكد ان عالم الصحافة .... يمثل سلطة داعمة .... سلطة بناء الفكر الانساني والسلوك الاخلاقي داخل أي مجتمع .... وهذا ما يتطلب تنظيم الجماعة الصحفية وتطويرها... وتحديد ضوابطها واحكامها المهنية القانونية والاخلاقية .... وان لا تترك للإجراءات الاستثنائية ... وللقرارات الفردية ... وللأهواء الشخصية ... وحتي للخلافات السياسية .
ان ما يطالب بحقوقه كاملة ....يجب ان يلتزم بواجباته الكاملة .
كل التهنئة القلبية لكافة الاخوات والاخوة العاملين بعالم الصحافة .... وكان الله بعونهم علي مهنتهم .
بقلم/ وفيق زنداح