وكأنه.... كتاب اخر!!!

بقلم: وفيق زنداح

الراي الخاص ... والحكم العام للتاريخ .... وحتي لمجريات الواقع ومستجداته ...تترك للقراء .... والمتابعيين والكتاب واصحاب الراي .... خاصة عندما يكتب كتابا يحمل عنوانا براقا ولامعا وجذابا .... ككتاب رؤية للسلام العالمي ... وما يعطيه اهمية اكبر واهتمام زائد .... ان يكون الكاتب شخصية عامة لها صفة رئيس وزراء لدولة اسلامية كبري .... واليوم اصبح رئيس الجمهورية التركية .... شخصية سياسية بارزة لها حضورها والداعمين لها ....شخصية تحمل فكرا اخوانيا .

مصداقية الرؤية وصدق التوجهات ....ومدي ملامستها للحقيقة ولخارطة الواقع ... ولملامح المشهد السياسي داخل المنطقة ....وداخل خارطة السياسة الدولية من خلال مراجعة ما كتب بهذا الكتاب وما جري الحديث عنه من تعليقات .... يحمل اوجه عديدة ... وكاننا اما م سيناريو مخطط ومدبر بعناية فائقة ويجري العمل علي تنفيذه بادوات شرق اوسطية ... ذات علاقة بقوي دولية .

عجبي من امر هذا الكتاب ... والعجب ياتي بما جاء بطياته ومحتواه من مفردات وعبارات ومواقف وتحليلات .... وكاننا نقراها من خلال خارطة الواقع واحداثه ...وما يجري داخل ساحة المنطقة من ويلات ونكبات ... وسفك للدماء ... وازهاق للارواح ... وتفتيت لمقومات الدول .... وما ينهب من خيراتها ومقوماتها .... وما يهجر من ابنائها .... وما يدمر من منازلها وبنيتها التحتية ..... وما يجري تقسيمه ....بنزعات طائفية ولقوي مصلحية ....تلبس عمامة الدين ... وترفع شعاراته.... وتمارس سياسة حرق الارض .... ودبلجة الجرائم والمجازر .....بعدسات مخادعة .... وبصور ملفقة .... تباكيا .... ودموعا ... لا تعبر عن صدق الضمائر..... ولا تؤكد حقيقة المشاعر ... وصدق التوجهات .

ما كتب بهذا الكتاب وكانه قراءة للفنجان .... والكاشفين للغيب ... والعارفين بخبايا الامور .

وحتي لايفهم من مقالتي انها ردا مباشرا او غير مباشر علي مقالة احد ... فانني اصفها في اطار الرد علي اراء ....واداء ....رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان ومواقفه المعلنة والخفية ... والتي تتعارض كليا مع كل ما جاء من خلال هذا الكتاب ... ولا يجب ان يمرر مثل هذا الكتاب والتعليق عليه .... من خلال هذه السطحية ... والاستخفاف بالراي العام ... خاصة ونحن نعيش اليوم العالمي لحرية الصحافة ... وما تفرضه علينا من نقل الحقيقة ... وكشف الزيف والاوهام .

كتاب رؤية للسلام العالمي والذي نشر بالعام 2012 لرئيس الوزراء ... رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب اردوغان والذي اشار فيه الي تفاعله مع حالة النهوض العربي .... والي الجوانب الانسانية في شخصية الكاتب ... وعواطفه الجياشة .... ومدي فعله لنصرة قضايا المسلمين خاصة في سوريا وفلسطين .... وان الكتاب قد جاء ليرسم رسالة الانسان في الكون والحياة ... كما جاء بعناوين الكتاب التي تحمل بطياتها تحالف الحضارات ....مشروع الانسانية العالمية ....والانفتاح العالمي .... ومد الجسور .

لن اتعمق كثيرا في بحث ومضمون هذا الكتاب ... كما لم اتعمق كثيرا في اعطاء الردود التفصيلية .... ووضع النقاط علي الحروف .....وابراز حقيقة المواقف التركية .... والتي نلمس تعاطفها مع فلسطين من خلال البوابة الاسرائيلية .... وسعيها الدائم لابقاء الامور علي حالها من التهدئة .... وافساح المجال لبناء مطار وميناء .... تمهيدا لفك الحصار.... بحسب الرؤية التركية وما تجري عليه المفاوضات مع حكومة نتنياهو .... التي تري في تركيا عامل تهدئة ... بعكس الموقف الايراني .

وايا كانت النوايا التركية المتعلقة بفلسطين وشعبها .... فاننا نري في كل دولة مناصرة وداعمة مكسبا اضافيا لقضية تحررنا الوطني .... خاصة اذا ما كان عبر بوابة الشرعية الفلسطينية ....وليس من خلال علاقات مع دولة الكيان الاسرائيلي الذي يكن الكثير من الاحترام والتقدير للدور التركي... وهذا ما يثير مخاوفنا .... لان ما يرضي عدونا المحتل لارضنا .... لا يرضي احدا منا علي الاطلاق .

اما بخصوص الملف السوري.... وما يجري علي الساحة السورية من ارهاب اسود وجرائم ومجازر ... وسفك للدماء ... وما يؤكده الموقف التركي المعادي لسوريه وقيادتها الشرعية .....بفتح حدودها للمهجرين السوريين بفعل ضربات الارهاب .... والجانب الاخر فتح الحدود لادخال الالاف من الارهابين الذين يقتلون ابناء الشعب السوري ...ويدمرون مدنه ويقتلون اطفاله .

تركيا ومواقفها السياسية اتجاه العديد من دول المنطقة تشير الي عداء وصراع ..... وليس الي اخوة .... الا مع بعض الدول القليلة داخل المنطقة العربية ....والذين يجتمعون معها علي موقف معاداة ايران وابراز مدي خطورتها .

تركيا ومعاداتها لمصر الشقيقة ... تؤكد لنا .... وتثبت لدينا قناعات تاريخية ... ان كل من يعادي مصر يعادي فلسطين .. لان مصر اولا واخيرا عمقنا الاستراتيجي ... والداعم لنا والمحافظ علي حقوقنا ... والمستمرة عبر عقود طويلة في دعم قضية شعبنا وتحرره من هذا الاحتلال المجرم .

من يعادي مصر وسوريا ... يعادي فلسطين ... هكذا التاريخ القديم والحديث ... وهكذا ترسم السياسات ... وتحدد المواقف ... ويتشكل الراي .....وهكذا سيكتب التاريخ.

بقلم/ وفيق زنداح