يا قادة يا مسئولين هل سمعتم عن فاجعة مخيم الشاطئ وحرق الأطفال ؟؟؟

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
فاجعة ومأساة في مخيم الشاطئ ، أطفال كالزهور تحترق أجسادهم الصغيرة حتى التفحم ، حزن يضاف علي أحزاننا ، شمعة تحرق المنزل الصغير المكون من غرفة واحدة ، فتختطف النار أرواح ثلاثة أطفال ،
انقطعت الكهرباء فأظلم منزلهم الصغير بعتمة وظلام حالك كظلام قلوب الحكام وولاة الأمر ، فأناروا شمعة لتأتي لهم بالنور فأتت لهم بالموت ، وبدلا من أن تحترق الشمعة لتأتي لهم بالنور تحولت إلي جحيم فحرقتهم وأنهت حياتهم ،

في كل أنحاء العالم يستخدمون الشموع في أعياد ميلادهم ومناسباتهم السعيدة إلا في غزة الجريحة الشموع تحرق الأطفال وتحول حياتنا إلي حزن ومأساة ،
في كل أنحاء العالم تعتبر الشموع عنوان الأمل والمستقبل والنور ، إلا في غزة المقهورة ، الشموع عنوان للموت والفقر والألم ،

شئ مؤلم وموجع جدا منظر الأطفال الفقراء وهم جثث متفحمة ، منظر مؤلم أبكي الحجر ولم يُبكي المسئولين ، منظر بشع حرك المشاعر بالجدران الصماء ولم يحرك مشاعر المسئولين البليدة ، أي قادة أنتم وأي مسئولين ؟؟؟ لقد قست قلوبكم كحجر الصوان الأصم بل أشد قسوة ، بلا مشاعر ولا إنسانية ولا أحاسيس ،
أبشر أنتم ؟؟؟ أي بشر أنتم ؟؟؟من أين جئتم ؟؟؟ ألا تخشون الله ؟؟؟
كفاكم تهاونا بأرواح الناس البسطاء والفقراء ، كفاكم ظلما وخداع ، ملعون أبوه كرسي الحكم المعنون بعذابات وآلام وقهر الناس ، أي ألم ووجع وقهر وأنا أري بيت جيراني يحترق وأري جثث أطفال متفحمة أمامي ولا استطيع إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأذرف دموع الألم التي لم تستطيع أن تطفئ نيران الحسرة والوجع بقلب أسرة الأطفال ، آآآه يا وجع المخيم الفقير الحزين ، آآآه يا وجع الوطن ، وألم الإنسان المقهور ،

انحرق الأطفال وتفحمت جثثهم البريئة كتفحم وسواد قلوب الحكام ، فليس ذنب الشمعة ولا ذنب الأطفال ولا ذنب والدهم الفقير الغير قادر أن يوفر لهم إضاءة في عتمة قطع الكهرباء ، كما استطاع الحاكم ووزراءه وحاشيته أن يوفروا لأطفالهم ،
الذنب في رقابكم أيها المسئولين وولاة الأمر ، فراجعوا إيمانكم ووطنيتكم واتقوا الله في شعبكم ، فالإنسان مقدس وحياته أغلي من أي شئ ، فحافظوا علي الإنسان وقدسيته وحقه بالحياة الكريمة ، وهذا قمة الإيمان والأخلاق ،
فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فكونوا مسئولين ، فإنها أمانة أمام الله ستسألون عنها ،

يا قادة يا مسئولين هل سمعتم عن فاجعة مخيم الشاطئ وحرق الأطفال ؟؟؟ هل رأيتم عبر الشاشات نشرة الأخبار ؟؟؟ هل شاهدتم صور جثث الأطفال ؟؟؟ هل سمعتم صرخات أم الأطفال وهي تصرخ أين أولادي أين أولادي ؟؟؟ هل رأيتم الدموع في عيونها ؟؟؟ هل عرفتم مدي الألم والحسرة والحزن والوجع في قلبها الجريح ؟؟؟ هل رأيتم الأب وهو ينهار مغشيا عليه من هول الصدمة والفاجعة ؟؟؟

حرق بيوت الفقراء واحتراق أطفالهم ليس الحادثة الأولي ولن تكون الأخيرة ، وستتكرر الفاجعة وسيستمر الوجع مادامت المشكلة المسببة قائمة ، فهل ضمائركم مرتاحة يا قادة ؟؟؟ كيف تستطيعون النوم يا مسئولي شركة الكهرباء ؟؟؟ أليس لكم أطفال ؟؟؟ أنظروا إلي أطفالكم علكم تشعرون بآلام وجراح وقهر الناس الغلابة والفقراء والبسطاء ،

لسان حال الأطفال يصرخ بكم ، ملعون كرسي الحكم ، ملعون أبوها الضرائب ، ملعون أبوها ضريبة البلو ، ملعون أبو الانقسام ، ملعون أبوه الظلم ، ملعون أبوك يا الفقر ، ملعون أبوها الشمعة التي حرقت وقتلت الشموع يسرا ، رهف ، ناصر ،
رحم الله الأطفال يسرا ، رهف ، صبر الله والدهم محمد أبو هندي ووالدتهم ولأهلهم جميعا الصبر والسلوان ، صبرنا يارب وألطف بنا وخلصنا من هذا الظلم والألم والمعاناة فإننا ما عدنا نطيق أو نحتمل ،
وإنا لله وإنا إليه راجعون ،

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]