بأي ذنب قتل أطفال محمد الهندي الثلاثة في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، أطفال بعمر الزهور، فجعت غزة على فراقهم وفجعت العائلة على فراق فلذات أكبادها، وتوالت بيانات التنديد والاستنكار بمسلسل الجريمة رغم أن السبب واحد والمجرمون كثر والمجني عليهم أطفال بعمر الزهور لم يعيشوا طفولتهم ولم يشاهدوا سوى مسلسلات العتمة والظلام وأفلام الرعب الممتلئة بدماء الضحايا من أطفال غزة وشبابها.
فاجعة عائلة الهندي، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما أن المسببات بقيت على حالها، والمجرم يلوذ عن جريمته دون أي محاسبة أو عقاب من أحد لأن من يحكمنا هو قانون الغاب.
بالأمس القريب قتل بنفس الأدوات أطفال عوائل البغدادي وبشير وضهير والهبيل، واليوم النار تلتهم أجساد ثلاثة أطفال من عائلة الهندي، يسرا ورهف وناصر لم تتجاوز أعمارهم عدد أصابع اليد لينضموا إلى القائمة السوداء، قائمة ضحايا الحرق من نار العتمة والظلام ليسدلوا الرقم "24" في قطاع غزة الذي يعيش في الدرك الأسفل من جحيم المعاناة وتصل معدلات الفقر والبطالة والجوع لنسب فلكية على طول عشرة أعوام من عمر الحصار والانقسام.
فالاحتلال والحصار والانقسام شماعة تُعلق حكومة التوافق الوطني وسلطة الطاقة وشركة توزيع الكهرباء تهمها عليها وتحاول النأي بنفسها عن المآسي التي تصيب وأصابت قطاع غزة. فشركة الكهرباء ومن يقف وراءها أن لم تستطع إيجاد حلول لمشاكل المواطنين فعليها الذهاب إلى البيت.
ولكن لماذا لم نسأل أنفسنا ما ذنب أطفالنا وحياتنا ندفعها ثمناً للانقسام والانقساميين الذين ينعمون على معاناة الناس وبؤسهم، وشعبنا يدفع يومياً فاتورة الواقع المرير التي يتذرع أخوة السلاح والمصالح، أن الاحتلال هو أبو المآسي والمصائب دون الاكتراث إلى أيديهما التي تلطخت بدماء الضحايا. ولكن أقولها انهوا انقسامكم وإمبراطوريتكم التي تنهش لحم أبناء شعبكم وحقوقه وثوابته وتسرق مقدراته، ألم تشبعوا بعد؟؟.
بقلم/ وسام زغبر