فجع اليوم الناس على خبر مأساوي ان استشهد ثلاث اطفال من عائلة ابو الهندي بسبب استخدامهم شمعه في ظل انقطاع الكهرباء لفترة طويله. هؤلاء يضافون لسلسلة طويله لضحايا الكهرباء . ويبقى السؤال: ترى كيف نحتسب هؤلاء الابرياء التي زهقت ارواحهم ؟؟ هل هم شهداء الحصار ؟؟ ام هم شهداء استهتار مسئولي سلطتي الطاقة وشركات الكهرباء بغزه؟؟ ام هم شهداء الصراع على المال والسلطة والمال ؟؟ ام هم شهداء مناضلون للحصول على حقهم بالكهرباء.
اذكر العام الماضي بعد رمضان 2015 مباشره، مر على القطاع اشد موجات الصيف الحارة التي كادت ان تقتل الناس في ظل اصرار شركة الكهرباء للتوزيع عدم شراء وقود بحجة اصرارها ان ترفع رام الله الضرائب الاخرى كالفات من الوقود. وكانت سلطة الطاقة في رام الله قد اعلنت انه ضريبة البلو مرفوعة. لم نفهم اين المشكلة وما سبب اصرار شركة الكهرباء للتوزيع على عدم شراء الوقود. خرجت المظاهرات في رفح وغيرها من كم الحر الذي كاد يقتل الناس في هذا الموجه الحارة بدون ان تحرك المظاهرات أي ساكن، بل قمعت المظاهرات وقد كانت عفويه يطالب بها الناس الرافه بحالهم في هذا الحر الشديد. اذكر انني ناقشت كبير مسئولي الطاقة في غزه حينها عن سر افتعال الازمه في هذا الوقت من الحر والناس تغرق في عرقها وقد تموت، فأجابني لن تموت الناس من الحر. قلت له كيف لن تموت، الم تسمع عن مقتل الالاف الضحايا من الحر في مختلف دول العالم. ثم سالته لماذا يفرضون شروط إقصائية بإعلانات توظيفهم ان يكون سن المهندس المتقدم للعمل في شركة الكهرباء للتوزيع وسلطة الطاقة ان يكون اقل من 30 سنه مما يمنع الشباب الذين يزيد عمرهم عن 30 والمتخصصون في مجال الطاقة من العمل في مجال الطاقة وهذا لا يحدث باي مكان بالعالم، فأجابني انه حر، هو يريد شباب صغار للعمل. استغربت وسالته وهل تبحثون عن عرسان وعرائس اذن، فلتضيفوا اذن شرط ان تكون الفتاه المتقدمة طويله وبعيون زرق وان يكون الشاب من عائلة مرموقة ؟؟ انا عن نفسي حاصلة على دكتوراه هندسة طاقه الى جانب انني خبيرة في مجال تكنلوجيا المعلومات وقد تم منعي بكافة الاساليب الالتوائية من العمل بمجال الطاقة منذ عام 1998 الى يومي هذا، واعرف جيدا طبيعة ادارتها قبل الانقسام وبعد الانقسام.
نعم هذا هو طابع الادارة في سلطتي الطاقة وشركات الكهرباء في غزه، الاستهتار والفوضى واللف والدوران من قبل مسئولي الطاقة في غزه والضفة الذي اوصلنا لان نحصي ضحايا الكهرباء في قطاع غزه وتتعطل مصالحنا، وتقصى كفاءاتنا من العمل بالشركة ونذل اشد الاذلال بجدولهم المهين الذي لا نستطيع ان نحصل من خلاله الا على5 ساعات باليوم. هم الاقوياء المتنفذون فوق القانون، يستطيعون ان يمنعوا من يشاءون من العمل بالشركة وينتزعوا حق المتخصصين بالطاقة في العمل بمجال تخصصهم، وان يقطعوا الكهرباء متى ما يشاءون. يستطيعوا ان يعطلوا مصالح الناس بجدول ال 6 ساعات باليوم، وان يفرضوا الفاتورة التي يشاءون بدون ان يحصل المواطن على كهرباء، وان يوزعوا الكهرباء بين المناطق كما يشاءون. هم الاقوياء والشعب ضعيف، لكم الله ياشعب غزه. والاغرب انهم يخرجون للأعلام ليثنوا على شفافيتهم ومنهيتهم وكفاءتهم في العمل، فهم قوم معصومون لا يخطئون وفوق القانون.
لقد تحملنا اكثر من شهر عودة الجدول 6 ساعات وصل مقابل 12 ساعه فصل بحجة ضريبه البلو، بالوقت الذي كانت تعلن فيه الشركة ان الجدول 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات فصل. والاغرب هو التمييز في جدول التوزيع، فعندما نسأل بعض المواطنين في غزه، يقولون ان الجدول 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات فصل. سالت الشركة كثيرا عن سبب عدم تحسن الجدول والتمييز في جدول الكهرباء بين المدن، فلا يقيدوننا، واقترح الغاء خدمة 133 فوجودها مثل عدمه. لقد الغت الحكومة رسميا ضريبه البلو ولكن حتى الان لم يتحسن الجدول، بينما لجنة الفصائل عاجزه حتى عن تبرير ما يحدث من خلل. لا نستطيع ان نفهم ما يحدث، هل قررت شركة واقتصار الجدول المريح على مناطق ال VIP في غزه مقابل نكبة المناطق الاخرى ؟؟ ام ان وزارة المالية مازالت تفرض ضريبه البلو مما يمنع شراء الوقود ؟؟
قال الله تعالى ((لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا)). وانا لا اريد ان اكلف شركة الكهرباء للتوزيع اكثر ما تطيقه من تحويل اموال الجبايه لشراء الوقود، لكنه سؤال يحتاج اجابه من مسئولي الطاقه في غزه ورام الله ، لماذا لا يتحسن الجدول مع ان ضريبه البلو مرفوعه، ولماذا التمييز في توزيع الكهرباء بين المناطق ؟؟
ولضحايا كهرباء غزه، طوبى لكم ونحتسبكم عند الله شهداء ، الله يرحمكم ويجعل مثواكم الجنه
سهيله عمر
[email protected]