السيد الرئيس أبو مازن ... أستحلفك بالله أن تنصرنا
بسم الله الذي لا إله إلا هو... باسم الوطن الذي تحول لرغيف خبز طائر
باسم الأطفال الذين احترقوا والذين سيحترقون ، باسم الشباب الذين انتحروا والذين سينتحرون
باسم النساء الثكالى والأسر الفقيرة ، باسم المساعدات التي ثمنها انتحار أو حرق أبناءنا
باسم الخريجين المضربين ، باسم غزة المذبوحة من الوريد إلى الوريد ، باسم الحلم الضائع ، باسم الجيل الذي ورثناه الأحقاد وننتظر منه التحرير... أستحلفك بالله أن تنصرنا .
يؤسفني أن أنقل لك مأساوية المشهد ، نحن نعيش موتا مؤجل ، ندفع الأيام لنودع بعضنا بعضا ، يأكلنا الاكتئاب ، الفقر وعدم الثقة بكل من حولنا
حياتنا تسرق ، نعيش التيه ، أصبحنا لا نميز بين الغث والثمين ،غرقنا بين اتهامات غزة ورام الله ، قتلتنا العتمة غزت أرواحنا ، لن تجد بيننا وجه ضاحك
أصبحت قضيتنا ، إغاثات إنسانية ، كهرباء ،غاز وراتب
مأساتنا أن شبابنا يفكرون بالهجرة ،أطفالنا يعيشون الخوف وهذا يبشر بأننا نصعد إلى الهاوية
فاحترق أطفالنا وانتحر شبابنا وإضرابهم لم يحرك ساكنا في أي مسؤول فماذا ننتظر ؟
تخيل يا قائد هذا الشعب العظيم أن من أعدموا حرقا هم أحفادك ،جنود المستقبل ، ماتوا وهم جائعون ، ماتوا مطحونين ، مسحوقين ، يعيشون في بيت تآكل من الفقر المدقع ، كان يؤنس وحدتهم حشرات وفئران
لم يهاتفهم يوما مسؤول إلا بعد أن تحولوا لجثث !!
فهل نريد شعبا من الجثث؟
" لان تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم "
فمن المسؤول عن قتلهم ؟ ما قيمة الأرض بدون الانسان ؟
ما الذنب الذي اقترفناه ليحرقوا أبناءنا ؟
ما الجريمة التي ارتكبناها ، لنعيش الخراب ونهزم من الداخل ؟
يكفى ، لا نريد مساعدات مادية ثمنها ويلات ،بدايتها حرق أجساد أبنائنا .
أليس من حقنا أن يعاقب كل مستهتر جعل من أجسادنا مصعدا ونعلمه أن يتقى الله في شعبه ؟
يقول تعالى : " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون "
منذ ليلة أمس لم يغفل جفني ، مازالت تطاردني صورة الجريمة البشعة ، أخشى في المرة القادمة إن لم يعاقب المسؤول عن هذه الجرائم أن يكون أبنائي الضحايا
السيد الرئيس أبو مازن
أعلم أن طبيعة حياتنا معقدة ولكنني سأبقى أطالب بالعدل ثم العدل ثم العدل لنؤسس وطن نظيف
لذا أكتب إليك وسأبقى أكتب ...
قد لا يصلك صوتي وربما يشوه مع ذلك سأحكي وأحكي ، فانا لا أملك إلا صوتي ، لن يوقفه كاتم صوت
حتى يعاقب كل مسؤول تهاون بحق هذا الشعب الصابر المعطاء الذي يستحق كل الحياة
السيد الرئيس أنت رب البيت ونحن شعبك كم فرحنا عندما رفرف علمنا بالأمم المتحدة
ولكن هناك سؤال ما قيمة أن يرفرف العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة ولا يرفرف هنا ؟
ما قيمة الأوطان بدون الإنسان ؟
إلى متى سنذبح ونذبح ؟
قتلنا الانقسام ... قتلنا الانقسام ، جعلنا أنصاف رجال ، نريد فلسطين وطن واحد و علم واحد
فسحقا للفئوية والحزبية
تصور يا قائدنا أن أقصى طموحنا اليوم أن يعيشوا أبنائنا بسلام !
بقلم / مصطفى النبيه