اوجاعنا الشخصية والمرضية تنصهر في بوتقة الاوجاع الوطنية ، وهي اوجاع شعبنا بشكل عام ، واوجاع سكان قطاع غزة بشكل خاص ، الالام والمشاكل والعقد المرضية والاجتماعية تتفاقم يوما بعد يوم ، فاصبح في قطاع غزة كل شيء تحت مجهر الحصار والانقسام والمنقسمون ، في غزة يدفعون كل شي من حياتهم في مهب الرياح والاقدار اين تسير بهم ، لا افق لمصالحة وطنية ، ولا امل من فك حصضار مطبق على كل ذرة رمل من رمال غزة وما تحتوي من مركبات بشرية وانشائية ، مئات بل يالتراكم مئات الضحايا بل الالاف يمضون نتيجة القصور العرجي والصحي وعدم امكانية التعامل مع الحالات بما يستوجب زمنيا ، هذا ان توفر ...؟؟ هذا هو قطاع غزة وسكانه التي تطورت الحالة السيكولوجية لدى شبابه للانتحار او احراق الذات ، او من يمضوا نتيجة ازمة الكهرباء ، اضافة للبطالة والفقر ومن يقتاتون من مخلفات الاطعمة للاسر الميسورة في القطاع والتي لا تتجاوز نسيتها 5%....... هذا هو قطاع غزة
الغزيون بالامر الواقع لا امل لديهم في مصالحة بين سلطة عباس وحماس ، بل يستيقظون في صباحهم ويمسون في مسائهم على تبادل الردح وكيل الاتهامات كل للاخر ، وبدون ادنى مسؤلية لتحمل جزء من المعاناة او العمل على حلها .
ولكي نقوم بالتوصيف الدقيق لغزة وما يسمى السلطة بكل مشتقاتها وافراواتها في قطاع غزة والضفة فهي غير قادرة على تجاوز النرجسيات الفصائلية فيما بينها لصالح الشعب وحل مشاكله .... ولا تستطيع توفير الضمان الاجتماعي والانساني للفلسطينيين ، وتبقى ازمات غزة تتفاعل وتتراكم ، بل الوطنية الففلسطينية في مهب الريح وتحت اقدار الاحتلال والمنقسمين .
بعد ايام فليلة تاتي علينا ذكرى النكبة وكغيرها من سنوات سابقة وقد لا يولي اهتمام لها سوى البضع القليل من الكتاب ، والنكبة اصبحت نكبات ، ولا تقدم ولو سانتميترات وطنيةمحدودة في اتجاه انجاز اي نوع لمكون وطني ، بل فساد فوق الفساد واضافة للاحتلال ..... كم يتحمل الشعب الفلسطيني وابنائه، ولعود المشكلة لجذورها ، بلا وهم سلطة مزيفة ووهم وفساد ، انها وكالة الغوث والامم المتحدة التي مازالت بحكم القانون الدولي هي المسؤلة عن اللاجئين والشعب الفلسطيني منذ النكبة ليست المسؤليات من خلال بضع من اكياس الدقيق والزيت والسكر ، بل مسؤليات اخلاقية وانسانية يتوجب حضورها مع تطور اثار النكبة والحصار ، فالغزيين في حصار مطبق ، اصبحت قطعة من الارض تنعزل عن محيطها في العالم انسانيا وثقافيا وصحيا واجتماعيا ، فشلت كل المبادرات والمواجهات مع الاحتلال لفك الحصار ، وفشلت كل المحاولات للتخفيض من معدلات الفساد في سلطة تسمى سلطة الشعب الفلسطيني ، اذا غزة منطقة منكوبة بكل المعاني ، حتى مقومات العيشة الانسانية الكريمة او ادنى منها غير متوفرة ، ويغطب بعض فاسدي السلطة والفصائل عندما يقوم الجمهور بتحميلة مسؤليات اطفال حرقوا او شباب انتحروا ، ليبرروا ذلك بانه اهمال من الاسرة ، اي بمنطقهم كان على الاسر الفلسطينية ان تعيش ليلها في ظلام وبدون استعانة بادوات الاضاءة من العصور الوسطى ، منطق غريب وعجيب وفاسد ولا اخلاقي ولا وطني ، يدل عن قصور في فهم المأساة الفلسطينية في غزة وغير غزة .
الامم المتحدة يجب ان تقف هند مسؤلياتها الاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني لتوفر له الضمان والسلم الاجتماعي والصحة والتعليم ، والاتصال بالعالم الخارجي من خلال اليات بفرضها وتحت رعاية مجلس الامن من توفير مطار وميناء تحت رعاية الامم المتحدة الاجرائية ، تنظيم رحلات لتواصل ابناء قطاع غزة مع العالم الخارجي في كافة المجالات التعليمية والتجارية والصحية والانسانية ، يجب على الامم المتحدة ان ان تمارس مسؤلياتها حسب القانون الدولي تجاه الشعب الفلسطيني في غزة ، فلا امل من هؤلاء ومسؤلياتهم المدعاة عن الشعب الفلسطيني ، ولتعود المشكلة والقضية الى جذورها """"""وكانك يا ابو زيد ما غزيت"".
بقلم/ سميح خلف