النكبة ... ليسأل كل منا...الاخر!!!

بقلم: وفيق زنداح

مواجهة الذات ....ومراجعتها ....ومحاسبتها ....مسألة انسانية تجعل من الانسان شخصا قادرا علي تجاوز مصاعب حياته ....والسير بخطي ثابتة صوب مستقبل افضل ....من خلال سؤال النفس ...والاخر ومن حولك ...لقراءة الذات ...وذوات من حولنا ..بقراءة الأحداث وما يجري بداخلها وما تحمله المستجدات والمتغيرات من معاني ودلالات ....وما يجري بعالم اليوم من متغيرات متسارعة ....يجب متابعتها ....والتحقق من تفاصيلها ...وأن لا نعيش هواجسنا ....وجزئية فكرنا ..وما بداخلنا من وهم واحلام ....وكاننا نمتلك ناصية الحقيقة ...والقدرة علي الاتهام ومنح البراءة .
نخطئ بحياتنا ...وبتقديراتنا ..كما نخطئ بتحديد مواقفنا ....وتقدير حساباتنا ...وحقنا علي نفسنا ...كما حق الأخريين .
الحساب والتقدير ليس باتجاه ما يطلب من الأخرين ...ولكن ايضا ما يطلب من كل واحد منا .... بقدر ما نعطي...بقدر ما يجب ان ناخذ ...وبقدر ما يحكمنا التوازن ...يمكن ان يكون التجاوب والتعاطي مع مطالبنا .
عيوب اهل السياسة ...كما حال عيوب اهل المجتمع بكل مكوناته وفئاته وشرائحه ....فالدائرة واحدة ....تؤثر وتتأثر بعوامل عديدة ...وبمسافات متقاربة ...وبأجندات متلازمة ..يحكمها قانون المصالح المتحكمة ...والنظريات الطاغية ...والمفاهيم المسيطرة والسلوكيات غير المتوازنة .
يكثر الحديث عن انفسنا ...ونبالغ كثيرا في تقدير ذواتنا ....وتقديرنا العالي لانفسنا ...بمحاولة اخفاء عيوبنا ....واظهار ايجابياتنا ....بمحاولة مخاطبة الاخر ....اننا دون نواقص ....وليس بداخلنا عيوب.... وان حساباتنا وتقديراتنا صحيحة وان مجمل حياتنا ومسيرتنا دون اخطاء ملحوظة .....ولكنها تعبير عن ايجابيات بارزة وخالصة وانجازات هائلة ....وانتصارات متكررة .
لا نسال انفسنا ...بما يفيد تقييم ذواتنا ....وبما يصوب خطواتنا ...وبما يصحح مسار حياتنا ...كل شيء نضخمه ....وننفخ به ...حتي كدنا ان ننفخ انفسنا ..وان ننفجر بوجه بعضنا من خلال وهمنا ....وخداعنا لانفسنا ...وبمحاولة تصوير وهمنا ....بانه الحقيقة المطلقة والضرورة الواجب الالتزام بها .
ازماتنا فكرية ....منهجية ....ثقافية ...سياسية ...لا زالت تتحكم بمنهجية فكرنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا مع غيرنا .
مراجعة النفس والذات بصورة دقيقة..... وبالكثير من الصراحة والمصارحة ...المكاشفة ...وما يجب ان يتوفر من شفافية عالية ..ومصداقية صادقة ...حتي نتجاوز ما يعكر صفو حياتنا ....وما تعمق بداخلنا من سلبيات متراكمة ...اعتقد البعض منا انها تمثل ايجابيات حياتنا ...مع انها ترسم معالم تراجعنا وتخلفنا ....وتقربنا من هزيمة انفسنا ...مع اننا لدينا الكثير من مقومات الانتصار علي الذات ...وعلي الاخر ..بفعل موروث تاريخي ثقافي سياسي ووطني وانساني ...كفيل بان يحقق لنا قدرة عالية علي مخاطبة الاخر ....كما قدرة عالية علي هزيمة الاخر .
صراعنا الداخلي ...وما يعتري مسيرتنا من اختلاف وخلاف ....يحدث الكثير من التأكل الداخلي ...والضعف الذاتي ....كما يحدث الكثير من التخبط والتضارب والتنافر ....والذي يصل الي حد عدم القدرة علي التصويب واستمرار ارتكاب المزيد من الاخطاء ...من خلال تقديرات خاطئة ومفاهيم مغلوطة لا زالت تتحكم بفكرنا ....وتحرك سلوكنا وتجعل منا مجرد مرددين لأقوال غيرنا ....ولسنا الصانعين والمفكرين لمواقفنا.
فقدنا الكثير مما كان يميزنا ....وما كنا نعتز به عبر تاريخنا ....فقدنا التوازن ....كما فقدنا الكثير من اخلاقيات التعامل ....حتي نكاد نصل ببعض المراحل لحالة جمود فكري عاطفي ...افقدنا الكثير من انسانيتنا ..كما حالة الجمود السياسي التنظيمي الذي لا نقترب منه وكانه من المقدسات ...مع انه الاجدر بالمراجعة ....والاكثر الحاحا علي التقييم والتقدير ....بعد ان طال امد الصراع ...وطال الانتظار ...ولم يعد هناك من قضية صراع في هذا العالم ...الا قضيتنا بكل ما فيها من عدل ملحوظ ...وما تؤكده من عدالة انسانية ووطنية ....وبكل ما فيها من معالم قانونية ...تؤكد علي مجمل حقوقنا ...وما اجرم بحقنا ....وما سلب منا بقوة السلاح ....وبظلم التاريخ ....وعدم عدالة المجتمع الدولي ....الذي انحاز للاقوياء الذين يمتلكون قوة البطش والعدوان ...ولم ينحازوا الي العدل والحق والقانون ....لان اصحابه لا يمتلكون قوة فرض حقائقهم وحقوقهم...بعكس عدوهم الذي فرض ظلمه وعدوانه بقوة مادية ....وبجبروت دولي ....وبانحياز اميركي ...فاق بانحيازه كل ما يمكن تصوره .
من حقنا اليوم ان نسال انفسنا ....كما من حقنا ان نسال الاخر....عما يجري لنا من ظلم وقهر ....وما يتم بحقنا من حصار وعدوان ....وما يستمر بحقنا من سلب لحرياتنا وارضنا وكرامتنا الانسانية .
سؤالنا للمجتمع الدولي ...ولكل احرار العالم ...وضمائره الحية.... التي لا زالت ترفع شعارات حقوق الانسان وحق الشعوب بتقرير مصيرها ....حول دورها الذي لازال يتساءل ...كما نحن نتساءل ...وكان الظلم والقهر والحرمان الذي وقع علينا وشرد الملايين منا ....وجعل منا شعب لا زال يقهر ويعذب ويهجر ....ويقتل لا زال منا الالاف جرحي واسري ....كما لازال الالاف يستشهدون من اجل الارض وحريتها ....قد تم بصناعة ....وقرار صهيوني ...اميركي .... بريطاني لا علاقة للمجتمع الدولي بهذه الجريمة السياسية ...الانسانية التي ارتكبت بحقنا ....وما يعمل عليه المجتمع الدولي من محاولات داخل مؤسساته الدولية ....من خلال اصدار المزيد من القرارات التي تؤكد وقوف الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني الي جانب شعبنا وقضيتنا وقيادتنا الشرعية .
تكرار سؤالنا للمجتمع الدولي ......حتي يستمر بحراكه السياسي ....وفعله الدولي من اجل احقاق حقوقنا واعادة العدل لنا من خلال حقنا بإقامة دولتنا المستقلة بعاصمتها القدس ....وحق عودة اللاجئين الي ارضهم وفق القرار 194 .
سنبقي علي الدوام نكرر سؤالنا ....ونجدد مطالبتنا ....ونلح علي المجتمع الدولي ان يأخذ دوره الايجابي لأجل تحقيق واعادة حقوقنا المسلوبة .
لكنني أكرر سؤالي ...ومطالبتي ...وندائي ...ورجائي.... الي كافة فصائلنا الوطنية والاسلامية ....والي قادتنا ....والي كل مسؤول يمكن له ان يتقدم خطوة للأمام .....ان ابقاء حالنا علي ما نحن عليه ....سيجعل من النكبة نكبات ....وسيجعل من المعاناة معانات ...ومن العذاب عذابات .....وسنجد انفسنا ....امام محطات لا نأمل بالوصول اليها ...لأنها محطات من خططوا ضد قضيتنا ...ومن أرادوا شطبنا ....والي الابد.....لكننا سننتصر ....طال الزمن ....ام قصر....وهذه حتمية التاريخ.
الكاتب....وفيق زنداح