الرئيس القادم.. ملاك رحمة أم شيطان رجيم ..!

بقلم: منذر ارشيد

نحن في زمن ما عاد هناك ملائكة من البشر إلا في القبور أو في الجحور

الرئيس القادم ........

أسماء يتم تداولها كل فترة والقاسم المشترك بينهم جميعاً القائد الأسير مروان البرغوثي

حتى إذا سألت أي طامح أو ممن تروج له وسائل الإعلام حتى دحلان مثلاً يقول لك مروان أولاً .....

أسماء منها لأشحاص لهم وزنهم وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان وكأن فلسطين عاقر

ولم تنجب إلا هذا وذاك

الرئيس القادم...الرئيس القادم ....الرئيس القادم

وكأننا يجب ان نتعود على هذا الشعار ولم نعد نسمع... النصر القادم ..

اللهم الدولة القادمة وقد سبقها الإستقلال الذي مر عليه ثلاثة عقود ونحن في تراجع وفي مزيد من القهر والإحتلال والإنحلال

عيد الإستقلال ..ونحتفل ونحتفل ونحتفل

محاولات إدخال الوهم في نفوسنا وكأننا أصبحنا دولة مستقلة ذاات سيادة وحدودنا آمنة واقتصادنا حر وما ينقصنى فقط سوى الرئيس

نلاحظ أننا ومنذ عامين والأقاويل والشائعات تتحدث عن أسماء مرشحة لخلافة الرئيس

أبومازن وكأنه الرئيس الراحل ..! الجميع يتحدثون عن نهاية حقبة الرئيس وكأننا أمام رجل في العناية الفائقة أو أصابه الكبر والعجز أوأنه قدم إستقالته وهوبحكم مسير أعمال

أبو مازن بكل ما له وما عليه ما زال ثابتاً على كرسيه ولم يشر يوماً على إعتزاله أو أنه يريد تسليم السلطة "كأني به يقول أنا الزعيم الأوحد أنا الرئيس للأبد ..

فهل المسألة كما يشاع بأن العالم قرر نهاية الرجل وأنه مجرد عامل الوقت حتى يجدون شخصا غيره أم أن المسألة ..الظروف لم تنضج بعد..!

ومن خلال متابعاتنا وجدنا أن فترات متتالية ومتلاحقة نشط فيها بعض الأشخاص سواءً من فتح أو من غيرها ولكن الفتحاويين أكثر الناشطين بالتلميح بأنهم هم الأكثر حظاً في تولي زمام السلطة .....

وهنا يكمن السؤال ...هل نحن كشعب صاحب القرار في تعيين الرئيس وأننا ومن خلال إنتخابات حرة ونزيه سنتمكن من إنتخاب رئيس كما نشتهي ونحب ..!

ربما في الظروف العادية يمكن هذا ..ولكن هل نحن في ظروف عادية وقد تحررنا من نير الإحتلال ..وأننا في عالم حر لاتشوبه شائبة ولا نائبة ..!

أم أننا في عالم تتحكم به الدول العظمة والصندوق الدولي الذي إن غضب علينا نموت جوعاً..!

أعتقد جازماً أن ما يتم تداوه من أسماء ما هي إلا ذر للرماد في العيون

فحتى دحلان الذي يشاع انه مدعوم إقليماً ودولياً وهو في الحقيقة ليس له أي أساس من الصحة

والدليل أن ما يقال عن الإمارات خاصة دعم أبناء زايد الخير وأنه مستشار لولي العهد ليس له أي دليل ولا مستند رسمي ...فمنذ سنوات لم يظهر دحلان ولا في أي مناسبة رسمية ولا في نشرةأخبار إماراتيه بصفته الرسمية التي يقال فيه أنه مستشار أمن قومي

فكيف يكون مستشارا خاصاً لولي العهد ولم نرى له صورة تجمعه معه أو في زيارة من زياراته أو خبراً قيل فيه مستشاراً " أوأي صفة من الصفات التي لانقرأها إلا في المواقع الالكترونية وبعض الصحف .. المؤيدة أو حتى المناكفة له

حتى الدول الغربية وعلى رأسها امريكا لم نسمع عنها ما يؤيد دحلان لا من قريب ولامن بعيد إلا فيما قاله بوش قبل ردح من الزمن اناأحب هذا الشاب ..ومن الحب ما قتل ..والرجل منشغل بالبزنس "حتى وهو يصرح كل فترة تصريحاً ليقول أنا موجود وهويشعر أنه في عزلة عن الوضع الفلسطيني مما يشعره بالقهر بالرغم من مساعداته التي يقدمها هنا وهناك "وهو النشاط الوحيد الذي يقوم به ومعه زوجته التي هي أنشط منه في هذا المجال

أما بخصوص القائد الأسير مروان البرغوثي فهذا ليس إلا من خلال عواطف شعبية فلسطينيه وتمنيات فتحاوية لما للرجل من مكانة في قلوبهم والكل ينتظر له الفرج فك الله أسره عاجلاً

أما ماجد فرج وبارغم من الشائعات المتلاحقة فلا أعتقد أنه مؤهل أن يكون رئيساً حتى لو وصلت السلطة إلى هيئة أو مؤسسة وشؤون إجتماعية

أسماء كثيرة منها صائب والعالول وعزام وجبريل وو الخ كل هؤلاء وغيرهم يحلمون بالمنصب ويعملون من أجله ..ولكن ...!

وهناك من يجلس في واشنطن واسمه فادي السلامين الذي يحاول ان يجد له مكانا بين المتنافسين من خلال بث الشائعات والقول انه الأحرص على القضية وهو مدعوم أمريكيا ونتجاهل أن في الميدان أسماء ليسو فتحاويين وهؤلاء ربما يكونوا مدعومين فعلاً من جهات إقليمية ودوليه

فمثلا القائد الحمساوي ... خالد مشعل وهو الأكثر حراكاً في هذه المرحلة والذي فعلاً مدعوم من قبل قطر التي لو خيرت بين الرجوب ومشعل فلا يمكن أن تختار إلا مشعل ناهيك عن تركيا ومن لف لفهم وحتى دول اوربية .. أليس هذا الرجل يرى في نفسه زعيماً له الحق في المنافسة ..!

وأعتقد أنه يعمل في هذا لإطار وله طموح ليكون هو وليس غيره في حماس خاصة انه يعمل ليل نهار ولايكل ولايمل متنقلاً بين دول الإقليم ليقول ..أنا أولى من غيري بالرغم أنه ليس مقبولاً من الكثير من دول الإقليم ولكن لا نعلم عن المصالح التي تتضارب وتتوافق أحيانا ً وتطلع علينا بمفاجئاتها ..!

أي رئيس في هذه المرحلة لن يكون رئيسا ً حقيقياً لأنه يجب عليه أن ينفذ مخططاً ويوافق على أي مشروع لحل القضية وإلا نكون واهمين بأننا نبدل وتغير للأفضل

فمن يمتلك حرية القرار في تقرير مصير القضية الفلسطينية في هذا الزمن الأغبر ..!

من هنا اعتقد أننا لن نفرح بأي رئيس قادم لأنه سيكون مجرد ديكور وحصان طروادة الذي سيمر منه الحل النهائي كما هو مخطط ليس إلا ..

ربما لم يحن الوقت للعمل الجاد في مسألة الرئيس القادم ولكن هذا لا يعني أن المطبخ السياسي لا يعمل ولا يجرب الطبخات ويخرج لنا روائح توهمنا بنوع الطبخة

وليس اليمن ببعيد عندما تم تعيين عبد ربه هادي رئيسا لليمن دون أي إنتخاب وها هو يحكم ويرسم في ظل حرب ضروس ودماء تجري كالنهر

أعتقد أن اي رئيس قادم لن يكون من بين هذه الأسماء المتداولة خاصة أننا ندرك تماماً أن الأمور ليست بيدنا في هذه المرحلة ..ربما سيكون رجلاً بمظلة لم يخطر على بالنا فالهبوط عادةً يكون لوضع إضطراري ليس له قواعد ثابتة

مسكين شعبنا المظلوم وهو في كل فترة تأتيه شائعات تشغله عن الهم الحقيقي ألا وهو الإحتلال وجبروته وجرائمه وضياع المزيد من الأرض وتهويد القدس

فهل سنشهد يوماً عودة الوعي والنهوض للعمل الجاد بعيداً عن الشائعات والخزعبلات وتنقشع الغيوم المتلبده التي تحاصرنا وتمنعنا عن التفكير في واقعنا المرير ..!

نتمنى ذلك ...

بقلم/ منذر ارشيد