شكرا.. سيدي الرئيس

بقلم: وفيق زنداح

رسالتكم سيدي الرئيس ...تحمل بطياتها ....بكلماتها واحاسيسها ...بصلابتها وعزيمتها ...وصدق توجهاتها ..الكثيرمن المعاني والدلالات والاهداف ...كما تحمل بجوهرها عمق الاصالة والمسؤولية ..كما وتؤكد مدي الحرص والالتزام العروبي والقومي والتاريخي ...بدور مصر وريادتها ومكانتها وصدق توجهاتها .

رسالتكم سيدي الرئيس...كانت قوية ومؤثرة ..قوية بمعناها واهدافها ..ومؤثرة بإحساس كلماتها ومدي عمق الرؤية لمجري الصراع ...وما احدثه من ويلات وكوارث ...وما اصابنا نحن الفلسطينيين من احباط وفقدان للأمل نتيجة ما وصلنا اليه من نكبة المت بنا ....ومن انقسام اسود حصد ما تبقي لنا وشتت الكثير من طاقاتنا ...وجعلنا بموقف لا نحسد عليه امام اعين الناظرين لنا من الاشقاء والاصدقاء...وحتي اعين اطفالنا وشبابانا الذين يحرمون من حياة كريمة ...ومستقبل منشود ...ودولة حرة يمكن العيش فيها بحرية وكرامة .

مصر العربية ....بكل تاريخها ومواقفها ....بكل ما عهدناها وتلمسنا من مواقفها ....وكما كنا عبر تاريخ عمرنا نؤكده حول تاريخ مواقفها وسياساتها والتزاماتها القومية ..والتي اكدت للقاصي والداني ان مصر الكنانة ما زالت تتمسك بمواقفها القومية والعربية ...كما لازالت رغم ازماتها ...تواصل طريقها بكل قوة واقتدار ...وبعزيمة واصرار ...علي تحمل الاعباء والمسؤوليات ...واختراق هذا الجدار الذي طال امده .

الجميع ....استمعوا اليك سيدي الرئيس ...هناك من تفاجأ ...وهناك من انتظر اللحظة وتوقعها ...لكن الجميع لا يستغربون ما استمعوا اليه ....لانهم يدركون ان مصر باقية علي دورها ومكانتها وعهدها من خلال قياداتها وشعبها الذي قدم التضحيات تلو التضحيات من اجل فلسطين وعلي مدار عقود طويلة سيدي الرئيس.

ثمانية وستون عاما علي نكبة شعبنا ...وما الم بنا من ويلات وكوارث وما هجر من ابناء شعبنا في المنافي ومخيمات اللجوء وما حصدناه علي مدار العقود من الام واحزان ....فاقت بتحملها ما يمكن ان يتحمله البشر ...في ظل اصرار وتحدي علي مواصلة مسيرة الكفاح الوطني كباقي الشعوب التي تحررت ....كما لنا ما يقارب العشر سنوات نعيش انقساما طارئا ظالما ...شتت جهودنا ..وقسم احوالنا ...وزاد من همومنا وقهرنا وحرماننا في ظل حصار جائر ...يمارس علينا من قوة الاحتلال المسيطرة علي اجوائنا وحدودنا وبحرنا ...وما يمارس بحقنا من قتل وتشريد واسر للالاف ...وانسداد محكم لكافة الامال وافاق المستقبل لاجيال عديدة لا زالت تحرم من ابسط متطلباتها الانسانية والحياتية ...في ظل ظروف بطالة قاسية ...لعشرات الالاف من الخريجين الجامعين الذين تعلموا بصبر امهاتهم وابائهم وعلي حساب قوت يومهم سيدي الرئيس.

وكما تعلم سيادتكم...وانتم الادري بتفاصيل حياتنا وماسينا ...وما يدبر ضدنا ....وما يخطط ضد احلامنا ...وما يشهده العالم من حرماننا ...وحصارنا وما يمارس علينا من قبل احتلال ظالم نهب ارضنا واقام المستوطنات عليها وحاصر اهلنا وسرق مياهنا ...وضيق علينا سبل حياتنا ...ومع كل ما يمارس علينا من عنصرية وارهاب منظم ....لا زلنا نمد ايادينا بالسلام العادل والمشرف ....سلام العدل والحق ...الذي يوفر لنا دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ....لنشارك شعوب المنطقة بتحقيق امنها واستقرارها ...كما مشاركتنا بكافة مشاريع التنمية والبناء ...بما يمتلكه من خبرات وكفاءات ومهارات مشهود بها سيدي الرئيس

احوالنا ....واوضاعنا اصعب بكثير من كل ما يمكن ان يقال او ما يكتب ....لان هناك الكثير من المعاني والدلالات والاحاسيس التي يصعب ترجمتها من خلال كلمات ومفردات ...وانتم سيدي الرئيس بإحساسكم العالي ...وقدراتكم ...وما تمتلكون من مهارة القيادة تستطيعون استنتاج ما نحن عليه ..بأكثر مما يمكن ان يكتب ...وبأعمق مما يمكن .

سيدي الرئيس

مصر العظيمة بتاريخها ...بشعبها وقيادتها العظيمة .....بمواقفها ودورها ومكانتها والذي لا يتسع المجال لتعدادها وحصرها ....كان واجب الاشارة اليها في ظل رسالة سيادتكم التي افرحت قلوبنا ....وعززت الثقة بأنفسنا وبأمتنا ....والتي جعلتنا اكثر قربا من المصارحة والمصالحة مع انفسنا بفعل رعاية وجهد مصر العربية ....التي ستوفر لنا فرصة تاريخية ...لإعادة البسمة لأطفالنا وامهاتنا .....وحتي يشعر كل منا ان هناك من يسأل عنا ...وان هناك من يسعي لإيجاد الحلول لنا سيدي الرئيس

سعادتنا برسالة سيادتكم تفوق كل وصف ...لأنها الرسالة العربية المصرية الاصيلة ...العزيزة علي قلوب الملايين من ابناء فلسطين المحبين لمصر وترابها ...لنيلها واهراماتها المؤمنين بدورها القومي وحرصها علي القضية الفلسطينية ...وايجاد الحل المشرف لها .

سيدي الرئيس ان رسالة مصر والتي جاءت عبر خطابكم التاريخي ...قد وصلت لكافة الاطراف الفلسطينية والاسرائيلية ....ونحن كفلسطينيين كانت استجابتنا سريعة لأننا لا نمتلك من خيارات الا خيار وحدتنا ومصالحتنا مع انفسنا ...وانهاء انقسامنا ...وتعزيز مقومات قوتنا ....وعدم القبول بخسارة أي طرف مساند او مساعد لنا واهمية ان نخرج من حالة الجمود السياسي كما حالة الاحباط والياس النفسي وما يولده من تصرفات وسلوكيات لا تنم عن اخلاقياتنا وثقافتنا وعروبتنا

سيدي الرئيس لقد جاء الرد الفلسطيني ومن خلال السيد الرئيس محمود عباس والاخوة بالفصائل الوطنية والاسلامية والذي يؤكد علي ما جاء برسالتكم واهمية ما جاء بمضمونها واهدافها وسرعة انجاز المصالحة الفلسطينية حتي تتعزز قوتنا وقدراتنا السياسية والتفاوضية لانتزاع حقوقنا .

سيدي الرئيس لقد جاءت رسالتكم للإسرائيليين ....واضحة ومحددة ....ان السلام ممكن ان يتحقق كما ان السلام سيوفر الامن والاستقرار ...كما ان السلام المخرج الوحيد لإنهاء الصراع ...وان استمرار الاعتماد علي لغة القوة واستمرار الاحتلال والاستيطان ...وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم وحريتهم ودولتهم ...سيجدد الصراع داخل المنطقة ...وسيضر بعملية السلام برمتها .

رسالة واضحة وصادقة وصريحة ..وتحتاج الي ارادة سياسية اسرائيلية والي شجاعة لاتخاذ القرارات

سيدي الرئيس لن ننسي لمصر تضحياتها ...وشجاعة مواقفها ....ولا نمتلك الا ان نقول شكرا سيدي الرئيس

وسدد الله خطاكم ...ووفقكم علي طريق الخير والبناء والاستقرار لمصر وللمنطقة باسرها.

بقلم/ وفيق زنداح