ثمانية وستون عاماً على النكبة ، على التشرد والتهجير ،على الاحتلال والحصار، ومع ذلك ما زالت النكبات تتوالى منذ 1948 حتى يومنا هذا ، ومابين الثامنة والستون تسعة أعوام مرت على النكبة الكبرى ( الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ) المستفحل بنا، فبعد مرور 68 عاماً على سرقة التاريخ وسرقة الوطن وتهجير ما يقرب 800 الف فلسطيني ، توجت نكبتنا بنكبة جديدة من صنع ايدينا في 2007 ولكن نبقى على امل بأن تنجح لقاءات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية بعد دعوة رئيس جمهورية مصر الشقيقة عبد الفتاح السيسي لقيادات كل من فتح وحماس للذهاب الى مصر لبحث المصالحة الفلسطينية ، ومن ثم بداية مرحلة جديدة في التاريخ الفلسطيني ،مرحلة البناء للمستقبل ووضع اسسه، لذلك نطالب القيادة بأن توضح ملامح المستقبل الفلسطيني عامة والمستقبل الغزي خاصة ،انوه في اواخر الستينات وضح بيريز مراحل انتماء اسرائيل للمستقبل وقسم المراحل الى ثلاثة ( عاجلة، وسيطة، آجلة ) باختصارالمرحلة العاجلة هي مرحلة نقل التكنولوجيا وتطوير الصناعة الاسرائيلية، والاستفادة من خبرات وتجارب الاخرين ، اما المرحلة الوسيطة هى مرحلة استيعاب وتوطين التكنولوجيا حيث استطاعت القاعدة التكنولوجية العلمية المتقدمة في اسرائيل تحقيق قدر كبير من الاعتماد على النفس وايضا اثرت بشكل كبير على نظرية الأمن الاسرائيلي،أما المرحلة الاجلة هي مرحلة ابتكار و تطوير التكنولوجيا الذاتية، وقدرة اسرائيل على انتاج اسلحة فوق تقليدية حتى تستطيع مستقبلا ردع العرب عامة والفلسطينيون خاصة، وفعلا بعد خمسون عام مضت على مخطط بيريز اصبحت اسرائيل دولة تتفوق في المجال العلمي والتكنولوجي على جميع الدول العربية، وايضا اصبحت الجامعات الاسرائيلية من افضل الجامعات على مستوى العالم خاصة الجامعة العبرية، ناهيك عن عدد العلماء الإسرائيليين الذين حازوا على جائزة نوبل وعددهم 90 عالم اسرائيلي ( رقم خيالي لدولة صنعت نفسها بإرادتها) ايضا سجلت اسرائيل 16805 براءة اختراع أي ما يقارب عشرون ضعفا لبراءات الاختراع العربية ،ايضا اسرائيل اسست لإقتصاد مزدهرلمواطينيهامنذ نشاتها ، فهى باتت ملجأ للنازحين اليهود من كل دول العالم ،وللعلم معظم موظفون شركة مايكروسوفت اسرائيليون ، اسرائيل هي أول من صنع برنامج الانتي فايروس للحواسيب في العالم ، وتعتبر اسرائيل من أكثر دول العالم تميزاً في مجال ترجمة الكتب للغات الأٌخرى، وتعتبر الثالثة في مجال ريادة الاعمال على العالم واحدى الدول التسعة التي تطلق اقمار صناعية ،وتمتلك بنية تحتية كاملة في مجال الاستكشاف و الأبحاث والعلوم ، باختصار عندما اراد بيريز لدولته المصطنعة الإنتماء للمستقبل ركزعلى التكنولوجيا ،بخطوات دقيقة ومرتبة من نقل الى توطين ومن ثم تطوير ،اي بيريز من قبل خمسون عاما ً يفكر ويخطط ،اما قياداتنا الحالية بانقسامها وتشرذمها دمرت الحلم الفلسطيني وبددت انجازات مقاومتنا على مدى خمسون عاماً،أيعقل بيريز كان يمتلك حاسة سادسة وذكاء مفرط جعله يفكر ويخطط ويحلم ويتحقق حلمه مع مرور السنين ، رسالة اوجهها الى ضِياعٌ الحلم الفلسطيني عليكم بإنهاء الانقسام والبدء بتنفيد اتفاق القاهرة ،الذي تم التاكيد على تنفيذ بنوده في تفاهمات الشاطيء ومنها وتمكين حكومة التوافق والمجلس التشريعي واللجان القانونية والادارية ولجنة الحريات العامة ولجنة المصالحة المجتمعية من ممارسة مهامها، وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
ان انهاء الإنقسام مطلب وطنى وشعبي وتاريخي للبدء برسم مراحل انتماء فلسطين للمستقبل،وبالذات مراحل انتماء مدينتى غزة للمستقبل التى عادت للوارء 100عام ، لذلك نطالب ولاة امرنا بوضع خطط واستيراتيجيات لتوضيح ملامح المستقبل الفلسطيني عامة والمستقبل الغزي خاصة لذلك وحسب وجهة نظرى الشخصية ارتأى خطة تتكون ايضا من ثلاث مراحل لا اريد أن اقول نقل وتوطين تكنولوجيا لا طبعا كيف نطالب بذلك ونحن لا نملك أبسط الأشياء ولا تتوفر الخدمات الأساسية لاستخدام التكنولوجيا لذلك المرحلة الاولى عنوانها ( الكهرباء والمعابر )و نطالب القيادة بحل ازمة كهرباء غزة عن طريق اعتماد الطاقة البديلة ( الطاقة الشمسية ) ، أو تزويد غزة بخط ضغط عالي اضافي ، علما بان ازمة الكهرباء بدأت عندما أغارت الطائرات الاسرائيلية في عام 2006 على محطة توليد الكهرباء بعد اسر المقاومة للجندي جلعاد شاليط ، الذي أسر وحرر وما زالت ازمة الكهرباء مستمرة ليومنا هذا ، ثانيا فتح المعابر وتسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية ، أما المرحلة الثانية ( سرطان + بطالة ) هي حل أزمة مرضى السرطان في غزة عن طريق بناء أول مستشفى متخصص للأورام السرطانية في غزة ، بحيث يتم توفيرالعلاج الاشعاعي وتوفير الادوات الازمة لتشخيص المرض ، بدلا من ارسال المرضى الغزيين للمستشفيات الاسرائيلية ،وبالتالي تكلف التحويلات السلطة الفلسطينية مبالغ طائلة من جهة ،ومن جهة اخرى ما يتعرض له المرضى من ذل وابتزاز على معبر ايرز ، وبذلك يتم توفير الأموال المدفوعة لإسرائيل لمشاريع تنموية صحية لخدمة ابناء شعبنا ، ثانيا المرض الاخر الذى استشرى في أجساد شباب غزة الا وهو مرض البطالة الغزية، لذلك نطالب القيادة بوضع خطة لتصحيح ومعالجة السياسات الاقتصادية السابقة حيال حل ازمة البطالة في غزة ، والعمل على تشجيع الاستثمار وزيادة عدد المصانع والمشروعات التنموية في القطاع ، ايضا تقديم سن التقاعد يعتبر جزء من حل الازمة لتوفير اماكن للخريجين الغزيين ، ونطالب الحكومة بتبني استيراتيجية محلية لتنمية غزة ، اما المرحلة الثالثة فهي حل أزمة تلوث المياه في غزة ، والتي تسببت مؤخرا في انتشار العديد من الامراض للغزيين، ايضاً تحويل مياه الصرف الصحي قبل معالجتها للبحر مما أثر سلبا ً على البيئة وعلى المواطنين وأخيرا اذا تم حل كل هذه الازمات بالتأكيد ستصبح غزة سنغافورة ، ولكن الخطوة الاولي هي المصالحة وانهاء الانقسام واثمن بشدة الدورالذي يقوم به الاخوة في منظمة وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ،بالضغط على طرفي الانقسام ونتمني النجاح والتوفيق لهم ونشد على أياديهم وعلى ايادى الاشقاء المصريين من أجل انهاء الانقسام، و توحيد الصفوف الفلسطينية تحت راية واحدة وعلم واحد علم فلسطين تلك هي الخطوة الاولى من المرحلة الاولى من مراحل انتماء غزة للمستقبل
غادة عايش خضر