حول القدس ...عاصمة الاعلام العربي

بقلم: وفيق زنداح

أن تكون القدس حاضرة ...بتاريخها ..وثقافتها ....بقدسيتها ..ومسجدها الأقصى .. أن تكون القدس عاصمتنا ...ومنبر كلمتنا ....وشاهد صورتنا ....أن تكون القدس بأبوابها تفتح لكافة الزائرين لها ...من ابناء أمتنا ...كما نأمل بأن تكون ابوابها وأزقتها واحيائها ....ومسجدها الاقصى ملئ بالملايين ممن عشقوا القدس ....واحبوا جبالها وجدرانها وعبق تاريخها ...تراثها ...وثقافتها ...ان يأتي اليوم لنشاهد أبواب القدس وهي تفتح ذراعيها ...كما القدس التي تفتح قلبها ...كما المسجد الأقصى الذي يتحضر لاستقبال الملايين من أبناء أمتنا ....لتأكيد عروبتها وفلسطينيتها ....وحتي تكون بوابة القدس ...بوابة العرب والمسلمين والمسيحين ....وحتي تكون القدس عاصمة للاعلام العربي ونافذة اشعاع ثقافي ...وحضور اعلامي يبث من أرضها الكلمة الحرة والمشاهد التي تغذي الأرواح والقلوب ....وهي محررة من قيودها ....وأحزمتها الاستيطانية ...أن تكون محررة من المحتلين لها ....والذين يحاولون قلب تاريخها وتشويه جغرافيتها ....والتلاعب بباطن أرضها ...وحتي تعود القدس لأحضان أهلها ...ولمن احبوها ولمن أمنوا بها ....ولمن سالت دمائهم منذ قرون على ثري ترابها ...من اجل حريتها ....كما الدماء التي تسيل منذ عقود وحتي اليوم....من أجل كنس الاحتلال عنها ...وانهاء الاستيطان من داخلها ومن حولها .
ان يأتي اليوم لتكون القدس عاصمة للإعلام العربي ....يوم نعتز ونفخر به ....وسيسجل في تاريخ امتنا ....وفي سجل كافة القائمين على هذه الدورة السابعة والاربعين لوزراء الاعلام العرب ...ومدي اهمية قرارهم ....وتأكيدهم على أهمية ومكانة القدس ...وما تتميز به ....وما يميزها من ابعاد تاريخية ثقافية دينية ....وبما تمثله لأمتنا ولكافة المسلمين والمسيحين من مكان مقدس يجب ان تمارس فيه العبادات الروحية بكل حرية ويسر ....بما لهذه المدينة المقدسة من طابع روحي يميزها ....ويوفر لها سياحة دينية ....ربما تصل الي الملايين.... اذا ما أتيحت الفرصة وتوفرت الظروف السياسية والامنية ....واذا ما نالت هذه القدس العاصمة حريتها ...وعادت الي أهلها وشعبها ...ودولتها الفلسطينية المستقلة .
الاعلام العربي وما أقره مجلس وزراء الاعلام من خطه جديدة للتحرك الاعلامي ....على الساحة الخارجية ....والذي يهدف للتصدي للحملة المعادية التي تشنها القوي المعادية والممولة من اللوبي الصهيوني والمالكين لوسائل الاعلام من الصهاينة واليهود ...والذين يحركون اعلامهم ...ويسخرون طاقاتهم وجهودهم لتزييف التاريخ ....وقلب الحقائق ...واخراج القدس عن عروبتها وفلسطينيتها ....ومحاولة وضعها في اطار خارطة مصنعة.... بفعل اموال اللوبي الصهيوني والتوراتين الجدد من خلال رواياتهم حول ما يسمي بالهيكل المزعوم ....والذين يحاولون من خلال رواياتهم الكاذبة أن يسقطوا تاريخ القدس .....وأن يزيلوا معالم جدرانها ....وان يشطبوا عبر تاريخها جذور وجودنا ....واصالة عراقتها وعروبتها .
من هنا ...يأتي اهمية الاعلام العربي ....واهمية ان تكون القدس عاصمة للاعلام العربي ...بما تحتاجه القدس العربية الفلسطينية من قوي داعمة اعلاميا ...ثقافيا ....تاريخيا ...اقتصاديا ...دينيا ...ومن وسائل دعم واسناد من اصحاب الفكر والرأي ....ومن كافة العاملين بمجال الدراسات والابحاث ...حتي نوقف هذا الزحف المضلل والمخادع ...والذي يحاول تزييف صفحات التاريخ والتلاعب بكلماته ....وبواطن أحداثه.... من خلال المستشرقين والمرتزقة الذين يبيعون ضمائرهم وكلماتهم بحفنة من المال .
الاعلام العربي وبوسائله المتعددة ....وبتخصصاته المختلفة ....وبلغاته العديدة ...وبمضمون سياساته المخططة والمعتمدة نستطيع من خلاله مواجهة حملة التضليل والتزييف والخداع المستمر الذي تقوم به وسائل الاعلام الصهيونية.... التي تحاول التلاعب بتضليل الرأي العام العالمي ...وتشويش الحقائق التاريخية ....وايجاد حالة من الخلط التاريخي الثقافي السياسي ....بمحاولة اضعاف الخطاب الاعلامي ...السياسي ...الفلسطيني والعربي .
لقد تم استغلالنا ....والعبث بمقدراتنا ....والتلاعب بمقوماتنا ...وجذور تاريخنا ...وحضارة ما نمتلك من ثقافات ....باستغلال ظاهرة الارهاب الاسود ....التي صدرت علينا ...وتم الصاقها بنا بفعل الة الاعلام الصهيوني والمساندين له ....وبما يحاولون ترويجه وادعائه حول الاسلام والمسلمين ...والصاق صفة الارهاب بهم .
ظاهرة الارهاب الاسود ...والتصدي لها يحتاج الي جهود وطاقات.... ووسائل يشارك الجميع فيها ....وليس وسائل الاعلام العربي بمفردها ....لأن ظاهرة الارهاب ....ومنابع فكرها المتطرف ...وجنسيات المنتمين لهذه الجماعات التكفيرية الارهابية.... تثبت انهم من جنسيات مختلفة .....ومن ديانات مختلفة ...وذات اعراق وطوائف متعددة ....وان كانت شعاراتهم التي يحاولون الاعلان عنها ذات طابع ديني اسلامي ...الا أنهم ليسوا على علاقة سوية وصادقة ومتوازنة مع ديننا الحنيف ...وما يميزه من وسطية واعتدال ...مودة ومحبة وتسامح .
القدس عاصمة الاعلام العربي ...بما تحمله القدس من معاني ودلالات سياسية ...اضافة لكافة المعاني الدينية والثقافية والتاريخية هي عاصمة دولة فلسطين ....عاصمة للسلام والمحبة ....بما تمثله من قدسية وروحانية ...وبكل تاريخها وثقافتها عبر العصور ...وكافة المحطات التي تؤكد عروبتها والتي تنفي أي جذور يهودية لها ....والتي تؤكد أن ارضها وبواباتها وأزقتها وجدرانها ....شاهدة على عصور تاريخها ...كما شاهدة على حاضرها ....ودموعها ...ودمائها التي تسيل بفعل اجرام المحتل ....وعدم الاهتمام الكافي بأهلها .....كما عدم الاهتمام الكافي بالتغطية الاعلامية لكافة تفاصيل حياة المقدسيين ....وما يجري على ارضهم من تهويد واستيطان ....وما يمارس بحق اهل المدينة من ممارسات غير انسانية ...ومن ضغوطات مالية يحاول المحتل اضعاف مقومات صمودهم ....بمحاولة اركاعهم ....وممارسة أقصي الضغوط عليهم في ظل حالة الفراغ وعدم بسط السلطة الوطنية لكافة مسئولياتها على القدس والمقدسيين .
الاعلام العربي له دور كبير ....واهمية بالغة في تسجيل وتوثيق وارشفة كافة المراحل التي عاشتها القدس والمقدسيين ....كما أن هناك أهمية بالغة للتغطية المباشرة ....والبث المباشر من خلال برامج تاريخية ثقافية دينية لها ابعاد سياسية وطنية .....نحاول من خلالها ايصال خطابنا الاعلامي والسياسي بما يؤكد عروبتها وعدم قدرة الاحتلال علي ابقاء سيطرته عليها .
مجلس وزراء الاعلام العرب اراد بدورته الحالية ومن خلال اعتماد القدس عاصمة الاعلام العربي أن يحضر مقومات قوته لمواجهة الاعلام المعادي لعروبة القدس ...كما مواجهة الارهاب والتطرف التكفيري ....كما أراد مجلس وزراء الاعلام العرب أن يواجه قنوات الفتنة التي تسئ الي اعلامنا العربي ....وتحاول ادخالنا بقضايا هامشية ...وبخلافات مصطنعة لا علاقة لها بالأمة .
تحديات الاعلام العربي تزداد مع ازدياد المخططات .....ومساحة التآمر ضد أمتنا العربية ....في ظل ما يصدر لنا من فوضي ....وارهاب ....ومن شعارات ومسميات ....تحت بند حقوق الانسان والديمقراطية من خلال بعض المؤسسات الممولة والموجهة بفعل شياطين العصر ....للتخريب على انظمة الدول واستقرارها وأمنها .
من هنا تكمن أهمية الاعلام العربي ان يؤدي دوره من خلال التنسيق والخطط وتسخير الطاقات وحشد الامكانيات .....واستمرار المتابعة وعدم الاهمال بالقضايا الصغرى ...كما عدم الاهمال بالقضايا الكبرى ....لأن قضايا المجتمعات العربية من جهل وفقر وتدني لمستوي الدخل ....وما يجري من تعبئة فكرية بأفكار مغلوطة وخاطئة ...ومخاطر الفراغ ووسائل التكنولوجيا الحديثة والتي تفتح على الشباب العربي العديد من القضايا التي لا يستطيع استيعاب أهدافها بحكم ثقافته المتواضعة ....وخبراته القليلة .....وهنا تكمن أهمية الاعلام العربي في عملية التثقيف والتوعية والمتابعة لكافة الظواهر والسلبيات ....كما أهمية الاعلام العربي في متابعة القضايا المركزية والاساسية كقضية القدس ....والمخاطر المحدقة بها ...والعمل على احتضانها حتي تكون عاصمة للاعلام العربي ...كما هي عاصمة لكافة المثقفين والمفكرين واصحاب الرأي .
الكاتب : وفيق زنداح