الرئيس أبو مازن ....والقفز في الهواء..!؟

بقلم: منذر ارشيد

دهشت وأنا أستمع لخطالب الرئيس أبو مازن في الجامعة العربية

فالاشاعات التي سبقت مفادها أن سيادته يحمل مشروعاً مختلفاً وقد تفاجأ العرب به بعد أن أعانوا عن نيتهم إحياء القضية الفلسطينية كما ورد على لسان ملك السعودية سلمان قبل شهر .. حيث قال... أن لا حل ولا قضاء على الإرهاب إلا بإنهاء القضية الفلسطينية بحل عادل تقوم على اساسة دولة فلسطينية ...

وتبعه السيسي الذي طرح مبادرة لحل القضية واستعداده للمساهمة والدفع بإتجاه الحل ...

وكل ذلك لا يمكن أن يكون عفوياً على الإطلاق.. فالتنسيق بين السعودية ومصر على قدم وساق ناهيك عن الامارات التي تضع إمكانيات كبيرة لدعم إقتصاد مصر لتكون الدولة المركزية بقوتها وجيشها حتى تحمي دول الخليج

إلا أن ما تسرب بأن ابو مازن كان يُعد العدة لمشروع كونفدرالية مع الأردن ..

ولا ندري عن صحة هذا الموضوع أو عدمه ..!

أو أنه مجرد إشاعات أوبالونات إختبار ..!!

فالمشاريع كثيرة وقضية فلسطين أصبحت في سوق النخاسة والسياسة والكل يقذف بها حسب الظروف ..

وهناك حراكاً ظاهراً .. ربما فسره البعض على أنه بهذا الإتجاه ...!

وهو ما أزعج العرب وأغضبهم حسب ما تم تسريبه من أخبار لأن العرب يتبنون المشروع العربي الذي طرحه الملك عبد الله رحمه الله .

ولكن أبو مازن وفي خطابه الذي سمعناه في إجتماعات الجامعة العربية قال كلاما واضحاً

وفيه تأكيد على المبادرة العربية ...ولكن أدخل عليها كلاماً جديداً و جملة غير مفيدة وهي

(تبادل طفيف في الأراضي )....

لا أريد هنا أن أذهب كما ذهب البعض في ردودهم ونقدهم وهجومهم الذي لا يجدي نفعاً

ولست ممن يتبنون مقولة البدوي الفاشل والخاسر ( أشبعتهم شتماً وفازوا بالإبل ).

ولكن بالعقل والمنطق وبالسياسة وبلا إنفعال وبكل هدووووء

نسأل سيادته ونقول التالي ....

الشعب الفلسطيني بغالبيته في الوطن والشتات لا يرى أقل من فلسطين التاريخة وكل فلسطين وطناً لهم ...نعم هذا هو ما تسمعه من الفلسطيني الطفل حتى ولو في أمريكا

لا يعرف فلسطين إسأله يقول لك فلسطين فلسطين فلسطين ...

وهذا ليس بدعة أو نكته أو وهم ..

.بل هو الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني .. وحتى ( الجاني )

تلك الحقيقة التي مفادها أن فلسطين من بحرها إلى نهرها حق للشعب الفلسطيني وهي الوطن الذي تم إحتلاله بقوة السلاح وبالبلطجة العسكرية من قبل عصابات خارجة عن القانون وبفضل التامر الدولي و الخيبة العربية أصبحت دولة سموها إسرائيل ....

وحتى لا نكون مبالغين اوخياليين أو حتى واهمين علينا أن نعترف بألواقع المرير

وليس إعترافاً بإسرائيل ... ولكن إعترافا بالحال الذي نحن فيه وواقع الأمة الحالي

وإذا كان الشعب الفلسطيني رضي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد له

فهو قبل بذلك لظروف واقعية وربما عاطفية وذلك لأنه كان يتوق للتحرر والإستقلال

حتى عندما كان تحت ظل الإردن قبل النكسة كان يشعر بالغبن والدوينة لأنه شعب يرى بنفسه أنه قادر على أن يكون صاحب سيادة وصاحب قرار وقيادة

إلا أن التجربة التي مرت على شعبنا بعد النكسة والاحتلال الذي شمل كل أرض فلسطين

وبعد تجراب قاسية من الكفاح المسلح والمقاومة والشهداء ووو كل ما جرى ...

تم إحباط شعبنا بشكل مقصود ومتعمد من قبل المتامرين علينا وساهمت قيادتنا للأسف بالنصيب الأكبر من خلال إدارة فاسدة ومؤسسات باهتة وعدم جدية في البناء وزترك الحبل على الغارب لكل من لديه القدرة على التدمير والفساد ...

مما أعاد شعبنا الى المربع الأول وضاع الأمل وأصبحنا غير قادرين ليس على التحرر والاستقلال فقط ..بل على قيادة وبناء مؤسسات ودولة ....!!!

كيف هذا !!!؟

علماً ...علماً ..علماً ..أننا بنينا دول وساهمنا في بناء أضخم مؤسسات العالم حتى في بناء الصواريخ .. من خلال كفائات فلسطينية أثبتت للعالم أنها قادرة على البناء و الإبداع ...ولكن نحن نختار الأسوأ عندنا حتى نُثبت فشلنا ..

وها نحن نعود للمربع الأول وهذا له عوامل كثيرة أهمها أن منظمة التحرير لم تكن بالمستوى المطلوب لا إدرايا ولا سياسياً ولا حتى إجتماعياً ..أما موضوع المقاومة والكفاح المسلح فاستطيع القول أنه تم إستفاذ طاقات شعبنا دون أي فائدة أللهم سوى أننا كسبنا دعاية إعلامية لنقول بالاخر .....وكفى الله المؤمين شر القتال ....

ماشي..... القتال شر.. وهو شر فعلاً ...ولكن أين الحياة والسعادة والحرية ...!؟

هل بالمفاوضات والتنازلات والهرولة خلف عدو مجرم لا يعرف سوى لغة القتل والتدمير وسلب الارض ..!؟

ربما يقبل البعض بالحد الأدني في ظروفنا الحالية ..ولكن هل هذا هو الحد الأدنى ..!

بالحد الأدني الذي تتمسك به منظمة التحرير الفلسطينية والتي تمثل الشعب الفلسطيني

فما هو الحد الأدنى ...!!!

وهل بعد هذا الحد الأدني ..أدنى من ذلك ..!

اين المؤسسات الشرعية التي هي صاحبة الراي والقرار ولماذا لا نسمع أن هناك قرارات جماعية ويتم عرضها على الشعب الفلسطيني ...! وهل لأن الشرعية الدستورية معطلة هل يحق لأحد مهما كان أن يقرر مصير شعب بأكمله ....!

نعود إلى كلمة الرئيس أبومازن ....

لاأدري وهو يضع عبارة تبادل الاراضي بشكل طفيف ... هل هو مجبر عليها ..!؟

أم أنه أراد أن يغري الجانب الإسرائيلي .كجرة حبل مثلاً ..!

كيف وهل رفضه ليهودية الدولة كما قال ....هل هوإغراء للجانب الإسرائيلي..!

في كلا الحالتين لن ترضى إسرائيل لا بهذه ولا بتلك ...

[نهم أي الاسرائيليين لا يعجبهم عدم اعترافه بيهودية الدولة ولا بتبادل أراضي طفسيف

فالتبادل الطفيف .... وقد أقره سيادته سيأخذوه كلاماً جدياً ..وسيعملون ويبنون عليه .. منقوص منقوص ليست مشكلة المهم أن هناك موفقه فلسطينية عليه ...

وسيعدلونه كما يريدون ليكون كما يريدون وليس كما تم طرحه ..

المبادرة العربية رغم أنها تنتقص من حقوقنا الوطنية ولكن على الأقل ليس فيها تبادل أراضي وفيها نص على دولة فلسطينية على حدود حزيران والقدس عاصمة ووو الخ

أما يهودية الدولة فهي ليست بحاجة لقرار لأن المحصلة ستكون ( دولة يهودية خالصة)

شاء من شاء وأبى من أبى ....

نعم دولة يهودية ..من خلال تنازلات ستأتي في سياق الحلول التي لا مناص منها أمام الإستهلاك والهرولة وحرق المراحل نحو إرضائهم كي يسمحوا لنا بالبقاء

هذا إن ظل لنا مكان نبقى فيه ..فموضوع تبادل الاراضي موضوع مطاااااااط ...وإسرائيل دولة مطاطية بطبيعتها

لماذا نبقى نراهن على الفشل ..! وهل يحكم عليتا التاريخ أننا كشعب ومنظمة وسلطة كلنا واحد والفشل والهزيمة كلنا شركاء فيها ...!

أمام هذا الواقع ربما سنصل إلىحد نقول لهم إسمحوا لنا بالقاء.....

دولة قابله للحياة فقط

يعني ....من قلة الموت

لا والله .....الموت أحسن

بقلم/ منذر ارشيد