بذكري تاسيسها ... والاعلان عنها من خلال قمة عربية بالثامن والعشرين من شهر مايو بالعام 64.....وفي الذكري 54 لتاسيسها برئاسة المرحوم احمد الشقيري وبدعم واسناد عربي مصري ناصري قومي في عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ....تشكلت المنظمة بكافة مؤسساتها المجلس الوطني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية .....اضافة لجيش التحرير الفلسطيني والصندوق القومي والاتحادات والهياكل والتشكيلات التي تضمنتها مؤسسات المنظمة منذ تأسيسها وعبر مشوارها الطويل ....وما احدثته من حالة معنوية ونهضة شعبية ....ما بعد سنوات النكبة التي المت بشعبنا بالعام 48 ..وغياب الاطار الجامع والدافع القوي في ظل الاحلاف الاستعمارية والسياسات المشبوهة والتي جرت في ذلك الوقت حول التوطين والتدويل .
شعلة النضال الفلسطيني لم تتوقف للحظة واحدة منذ ما يزيد عن مئة عام ....لكنها ازدادت اشتعالا ....وعنفوانا بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية .....وما جري من تحركات داخل المناطق الفلسطينية وداخل مخيمات اللجوء والشتات ...وما تم افتتاحه من مكاتب داخل الدول ....وما جري من بناء علاقات مع دول صديقة وحركات تحرر عربية وعالمية ....وما بعد عقد اول مجلس وطني بالقدس ....تجمعت الارادة الفلسطينية مع بعض التحفظات لبعض القوي الداخلية التي لم تكن ذات قاعدة شعبية كبيرة ....ولم تكن ذات تاثير فعلي ...والتي رات بالمنظمة شكلا من اشكال الانظمة السياسية العربية ....وليس اطارا ثوريا وطنيا وكفاحيا ....وهذا ما ثبت عدم صحته ودقته ....عبر مسيرة منظمة التحرير وما بعد دخول الفصائل بها وقيادتها من قبل حركة فتح وبمشاركة معظم الاحزاب والحركات السياسية والايديولوجيات والافكار داخل اطرها ومؤسساتها .
جاءت حرب الخامس من حزيران 67 وما ترتب عليها من نكسة واحتلال اسرائيلي لباقي الوطن الفلسطيني ولأجزاء من الاراضي العربية من مصر وسوريا .
تولي المرحوم يحيي حمودة رئاسة منظمة التحرير ما بعد المرحوم احمد الشقيري ....حتي شاركت الفصائل الفلسطينية بمؤسسات المنظمة وتراس لجنتها التنفيذية القائد الشهيد ياسر عرفات بالعام 69....وعندها حدث التحول الاستراتيجي في معادلة الصراع واساليبه النضالية ....وازدادت جماهيرية المنظمة والالتفاف من حولها ....مما وفر لها زخما وتحركا واسعا ....وانجازات ملموسة عبر كافة الساحات بعد افشال كافة سياسات الاحتواء والتبعية .
منظمة التحرير الفلسطينية وعبر مؤسساتها لم تأخذ صفة التمثيل الوحيد للشعب العربي الفلسطيني الا من خلال قرار قمة الرباط العربية ....والتي انهت حالة التداخل ....لتؤكد علي وحدانية التمثيل ....ولتفتح المجال لاستمرا ر شعلة النضال الوطني وفق الاجندة الفلسطينية .
تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية مليء بالمواقف والاحداث والمتغيرات والتقلبات ....لكنها بالمحصلة النهائية لا زالت تمثل الاطار الجامع ...والوطن المعنوي....والتعبير الحقيقي عن الهوية الوطنية ....كما لازالت مكاتبها وممثليتها بمعظم دول العالم تحمل صفتها وشرعيتها المكتسبة بفعل ارادة الفلسطينيين وامتهم العربية والاسلامية ....كما الاعتراف العالمي بها والذي بدا تدريجيا ما بعد اعلان وثيقة الاستقلال في الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني بالجزائر بالعام 88 .
الحديث عن منظمة التحرير ومسيرة نضالها ...ورجالاتها ...وقادتها ...حديث طويل ...ويحتاج الي كتب وليس الي مقال ....لكنني اركز بمقالي علي ان المنظمة التي كانت مثار جدل ونقاش عبر مسيرة نضالها الطويل ....لا زالت تشكل الاطار الرسمي الشرعي المعترف به ...كما لا زالت اطار الانقاذ لكل من اراد الاستمرار ....والشراكة ....واستكمال مشوار النضال .
تراس منظمة التحرير الفلسطينية الرئيس محمود عباس بعد استشهاد الشهيد الرمز ياسر عرفات ....ولا زالت منظمة التحرير بصفتها التمثيلية ...واطارها الجامع تشكل اطار الانقاذ الوطني الذي يمكن البناء عليه ...في ظل مكتسبات سياسية وطنية لا زالت تزداد بفعل تحركات سياسية ودعم عربي ودولي يشكل قوة اضافية لمنظمة التحرير كما سيكون قادم الايام قوة اضافية في ظل انضمام حركتي حماس والجهاد الاسلامي في اطار المنظمة ومؤسساتها اذا ما تم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه .
تجربة الفصائل الفلسطينية في اطار المنظمة ...تاريخ حافل بالأحداث والتقلبات ...فهناك من دخل ولم يخرج وهناك من دخل وحاول الخروج ....ومن ثم عاد وهناك من لازال يناكف ويحاول الدخول ....وكل هذا في اطار حياتنا السياسية ..وعلاقاتنا الفصائلية التي تجري ما بين مد وجذر وتحت شعارات الديمقراطية والتعددية السياسية والحرص عليها .
منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد لكافة ابناء فلسطين اينما تواجدوا ...لا زالت علي سيرتها ومسيرتها ...كما لا زالت علي شعلة نضالها كما لازالت اطار الانقاذ الوحيد لكافة القوي السياسية الوطنية والاسلامية ....كما انها لازالت الاطار الجامع والذي اكتسب شرعيته ومكتسباته بفعل نضال طويل ....وصراع مرير ....ومسيرة كفاح مليئة بالتضحيات لعشرات الالاف من الشهداء والاسري والجرحى ....وهي لا زالت علي دربها ....ومسيرة كفاحها ....وبانتظار كل من يريد الانضمام اليها داخل اطرها ومؤسساتها ....وعلي قاعدة برنامجها ومبادئها ....واولويات نضالها ...بحكم شرعياتها ...واستقلالية قرارها ...ووحدانية تمثيلها.
بقلم/ وفيق زنداح