يرى الشارع الفلسطيني والسياسيين ايضا ان محاولات عودة المفاوضات عبر مبادرات دولية واقليمية كالمبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس السيسي التي تحتوي خطوط عامة وكما هي المبادرة الفرنسية التي لن تحضرها منظمة التحرير واسرائيل وبعد تأجيل بناء على طلب وزير خارجية امريكا كيري لن تكون محل انجاز يذكر وخاصة ان امريكا مقبلة على انتخابات قادمة لمطلع السنة القادمة بل سيكون دور امريكا في المؤتمر هو احباطي اكثر مما هو منجز .
وقد نستطيع القول ان الموقف الامريكي والاوروبي والاقليمي اصبح يولي اهتماما اكثر حول مستقبل السلطة الفلسطينية ما بعد الرئيس عباس والانقسام وحماس والصراعات على خليفة عباس في الضفة الغربية ، فليس من المنظور او اي امل ان ترى كل المبادرات المطروحة النور والانجاز لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في عهد حكم الرئيس عباس ، بل نعتقد ان كل ما يحدث من ارهاصات ودوامات هو التحضير لفترة ما بعد محمود عباس كشكل النظام السياسي الفلسطيني القادم والجغرافيا السياسية لشكل الدولة .
وبناء على ما يطرح اقليميا ودوليا فان الوقت ازف لان يغادر الرئيس عباس السلطة ولكن في من الاليات هل بالانتخابات او بانقلاب او باستقالة المهم اعتقد ان الجميع متفقون على ان يغادر عباس سلطاته في السلطة ومنظمة التحرير.
وفيما يتعلق بقطاع غزة اعتقد ان مبادرة الغنوشي كان لها صدى واسع في الاوساط السياسية العربية والدولية بحيث يكون الولاء اولا للوطن وليس للحزب واعتقد ان حركة الاخوان المسلمين في دول الاقليم اصبح لديها مجال لان تتحول الى حزب وفصيل وطني يشارك في العملية السياسية وشكل منظومة السلطة والدولة ، وبالتالي تتحول من فصيل فشل بدستوره في ادارة الحكم منذ 2007 الى ما يسمى الربيع العربي ولذلك اصبح المجال مفتوحا امام حماس لان تلتقط مبادرة الغنوشي وان تعمل كحزب سياسي يدخل في اطار التصور السياسي الديموقراطي لشكل السلطة او الدولة المرتقبة .
من اكثر المرشحين لخلافة عباس السيد محمد دحلان وقريع مرشح ومقرب اسرائيليا وهو من احد اعمدة اوسلو وان كان دحلان يدفع بناصر القدوة لخلافة الرئيس عباس في ظل طرحه للقيادة الجماعية والمتعددة للنظام السياسي والمؤسساتي الفلسطيني كرئيس السلطة ورئيس فتح ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية .
دحلان ومن اولى اهتماماته الان وحدة حركة فتح الداخلية وهو يدفع بكل الجهود الاقليمية كجهود مصر والامارات والاردن التي اصبحت مقتنعة بوضع التصور النهائي لمرحلة ما بعد عباس وان كانت تلك الجهود لم تثمر بعد ولكن وما بعد الانتخابات الامريكية قد نرى حلولا ملموسة وفعالة لرحيل الرئيس عباس وتوحيد فتح ووصول حماس كحزب وطني وهذه رؤية السيد محمد دحلان انه من الممكن التعامل مع حماس كفصيل وطني في غزة والضفة ان احدثت مراجعات مثلها كمثل حركة الاخون في تونس .
اذا نعتقد ان عام 2016 لن يشهد اي تحرك مثمر لحل الصراع او اي تقدم تفاوضي بل كل الملفات المتعلقة بالصراع سترحل الى ما بعد الانتخابات الامريكية ولما بعد رحيل محمود عباس والذي اعتقد لن يطول كثيرا .
الحسابات الاقليمية والدولية وان كان لها الترجيح الاكبر لخلافة الرئيس عباس او لمرحلة ما بعد عباس ولكن تلك الحسابات ومن اهم معادلاتها ايضا للشخصيات المطروحة لخلافته مدى الشعبية والثقة من الجمهور الفلسطيني في كل شخصة مطروحة والتي نجد ان السيد محمد دحلان يحوز على القسط الاكبر منها في المخيمات الفلسطينية داخل وخارج الوطن وصلاته العميقة والقريبة لكل من مصر والامارات والاردن وامريكا وربما ايضا خطوط قوية مع فرنسا وروسيا ونشاطات مؤثرة في رؤية محاربة الارهاب على المستوى الدولي والاقليمي ، اما المناضل البرغوثي ورغم انه يحوز على جمهور واسع فلسطينيا كاسير ومناضل فان المناخات الاقليمية والدولية لن تساعده كمرشح لاحدى السلطات الثلث في شكل الدولة او السلطة القادمة
بقلم/ سميح خلف