منذ أكثر من تسع سنوات على حالة الانقسام والفرقة بين شطري الوطن، تعيش غزة حالة من التيهان الداخلي وحرمان أبنائها من حقوقهم الطبيعة اللصيقة بحياة الإنسان منذ الفطرة، ويبقى الانتظار على أمل العودة إلى الحياة، فالكل في غزة من فصائل وقوى وطنية ومستقلين ومؤسسات أهلية يبحث عن مفتاح الحل الذي يصوب الأوضاع كما كانت عليه سابقاً في ظل سلطة واحدة منتخبة لشعب واحد يحمل علم واحد وهو علم فلسطين، وبات الجميع يدرك بأن الانقسام وتداعياته لا يصب في المصلحة الوطنية العليا لأن معركة التحرير والبناء تحتاج إلى الوحدة الوطنية لتعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات القائمة، ولكن هل يمتلك الجميع القدرة على التنازل من أجل المصلحة العليا، مصلحة هذا الشعب الذي يعاني الأمرين نتيجة الظروف التي صنعتها أيدينا ؟! بالطبع الإجابة لا، فالفصائل تنظر إلى مصلحتها الحزبية فوق كل اعتبار، لذا فمن أين يأتي الحل، وبالأصح من بيده مفتاح الحل في غزة !!
باعتقادي أن مفتاح الحل بيد الشعب الذي له الحق بأن يقول كلمته عندما تعجز قيادته وقواه الوطنية والفصائلية الحزبية في تحقيق ما يصبو إليه الشعب من طموحات وآمال، فالشعب منح الفرصة تلو الأخرى للقيادات السياسية للقيام بدورها وواجبها الوطني ولكنها فشلت بامتياز، فهل يبقي الشعب صامتا وشاهد زور على معاناتاه المستمرة من حصار اقتصادي وسياسي وثقافي واجتماعي وإغلاق للمعابر، أم أن يصحو الشعب ويقول كلمه الفصل نحو احداث التغيير الجذري في الواقع المعاش الاجتماعي والسياسي بكل الطرق السلمية وغيرها.
فالفرصة ما زالت قائمة أمام قيادات الشعب لقراءة الواقع الجديد في المنطقة الذي بات يهدد القضية الفلسطينية من أساسها ووجودها، خاصة وان خارطة المصالح الاقليمية والأجنبية لم تعد تأخذنا على محمل الجد، بل نحن في مؤخرة الذيل طالما أننا أصحاب القضية لم نتفق ولم نتوحد تحت هدف واحد، بينما الاسرائيليين يتوحدون ويتحالفون على كيفية القضاء على الفلسطيني وانهاء وجودة وسلبه لحقوقه.
لقد حان الوقت أن يثبت الجميع وطنيته وولائه وانتمائه إلي فلسطين، ولما لا يرجع جميع الأطراف الى حكم الشعب صاحب السيادة الحقيقة على هذه الأرض ليقول كلمته إما من خلال صندوق الانتخابات العامة واعطاء المشروعية، وإما بطريق الثورة لتغيير النظام السياسي برمته، وهذا الأمر لا يتطلب سوى أن يقبل الجميع بحكم الشعب، واجعلوا التاريخ يكتب عنكم بأنكم حملتم الأمانة وأديتموها على أكمل وجه، فالشعب له وزنه ومكانته وكلمته وبالتأكيد يحب الخير لوطنه أرضا وهوية، وبالذات إن كانت فلسطين التي بحاجة أن تتمتع بقيادة حكيمة هدفها الارتقاء بالوطن والمواطن، فالوطن الفلسطيني أغلى من كل شيء.
بقلم / رمزي النجار
[email protected]