تركيا واسرائيل...مصالح مشتركة... واهداف مختلفة!!

بقلم: وفيق زنداح

تركيا حتى وان كانت تحت حكم الاخوان المسلمين ... يبقى دورها المرسوم ... وسياساتها المعتمدة في اطار الاستراتيجية الغربية الامريكية .
ما يحكم مصالح تركيا المحكومة بأولوياتها الاقتصادية الامنية والسياسية وما يجري من تحالفات لأن تكون ضمن المجموعة الاوروبية ... وما يترتب من مميزات الانضمام لحلف الاطلسي كقوة قادرة لتمرير ما يخطط ... او قوة ناعمة لما يمكن ان يواجه تركيا .
تركيا تواجه بأزمات داخلية ... وما يمكن ان يهدد حدودها من اخطار بفعل ممارساتها وسياساتها القائمة على تغييب حسن الجوار ... والتدخل بشؤون الاخرين وحتى محاولة اختراق حدود الدول المجاورة ... وفتح حدودها للقوى الارهابية الداعشية... كما حدودها المفتوحة لسرقة ونهب خيرات البلاد من قبل عصابات الارهاب المتواجدة على الاراضي السورية .
مما يؤكد ان تركيا لم تكن تاريخيا ... ولن تكون واقعا... صديقا وفيا وداعما اساسيا للقضايا العربية ... الا بالقدر الذي يحقق لها مصالحها واهدافها الاستراتيجية ...وما يمكن ان يتوارد بفكر حكامها من احلام عثمانية ... لإمبراطورية عفى عليها الزمن .
الحديث حول قرب اتفاق اسرائيلي تركي وما جاء عبر القناة العاشرة الاسرائيلية ... انما يؤكد ان تركيا قد باعت شعاراتها المرفوعة ... بأنها لن تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل الا بعد فك الحصار عن غزة ... هذا الموقف الشعاراتي الذي... يتردد على لسان اردوغان والساسة الاتراك ... اصبح بمهب الريح ... امام المصالح التركية الاسرائيلية والتي تستند الى جذور تاريخية تسبق الحصار على غزة بسنوات طويلة وما كان يتم من تعاون ومناورات عسكرية تؤكد صداقة الطرفين ... كما وتؤكد عدم اولوية غزة وحصارها في السياستين التركية والاسرائيلية .
حاولت تركيا من خلال حكم الاخوان ان تبيع المواقف للعرب في ظل ما كان يجري تحت مسمى الربيع العربي... وعندما بدأت الامور تتضح ... بعد سقوط هذا الربيع الأسود الذي أتى بالخراب والدمار على دول المنطقة... وفتح الباب على مصراعيه لقوى الارهاب الأسود .
بدأت المنطقة بترتيب اوراقها بعد التقدم الروسي والتدخل الايراني ... والتراجع الامريكي في ظل ما جرى من تقاسم دولي ... كان النصيب فيه لتركيا باستعادة علاقاتها مع اسرائيل ... وتركها من سياسة الشعارات... وعدم اولوية ما كان يطرح امام القضايا الاستراتيجية والتعاون الاقليمي ما بين الدولتين في ظل المد الايراني والقوة العربية التي بدأت تتحالف وتمتلك من القوة العسكرية ...كما القوة الاقتصادية ما يمكنها من فرض ارادتها داخل المنطقة .
تركيا لم تجد امامها الا ان تراجع مواقفها... وان تعود الى علاقاتها الاساسية والمباشرة مع اسرائيل ... بعد ان خاب ظنها ... واختلطت حساباتها بعد سقوط انظمة الاخوان وفشلهم في ادارة بعض الدول ... وحتى في ادارة الصراعات في بعضها الاخر ... وما حدث من تراجع لحركة النهضة التونسية وما اعلن عنه الغنوشي من الفصل ما بين الدعوة والسياسة ... كل ذلك شكل بالنسبة للأتراك حافزا لحسم الاتفاق دون ان يكون احد بنوده فك الحصار عن غزة ... وما يحاولون استبداله حول الممر والميناء العائم ... لعل وعسى ان تكون تركيا قد اوفت بتعهداتها ... واخلصت لإخوانيتها ... ولم تبيع مواقفها لصالح مصالحها الاستراتيجية مع اسرائيل .
تركيا والاعلان من قبل القناة العاشرة الاسرائيلية حول قرب الاتفاق التركي الاسرائيلي بالذكرى الخامسة لحادثة السفينة التركية مرمرة ومقتل ما يقارب 11 شخصا ... انما يؤشر على ان اسرائيل وتركيا قد اضحوا على طريقهم المرسوم ... متناسين ما كان يقال ... وكأن غزة ملك تركيا واسرائيل ... وليس لها اصحاب وقيادة وسلطة ... وشعب يقرر ما يريد .
لقد استسهل البعض التدخل بشؤوننا الداخلية... استغلالا لحالة الانقسام القائم ... دون ادراك بأن الانقسام الطارئ ليس دائما ... وان العلاقات الوطنية الداخلية ستجد ما يوحدها امام مثل هذه التدخلات .
التاريخ ... وقدا ثبت ان تركيا لم تغلب مصالح العرب على مصالحها ... وبالتأكيد فأن اسرائيل لن تراهن على شعارات تركية امام مصالحها الاستراتيجية ... من هنا التقت المصالح التركية الاسرائيلية .
المسالة الاخرى التي يجب الاشارة اليها ان أي حديث عن استبدال.. او تبديل... او شراكة ... او ما يمكن ان يسمى بمثل هذه الاتفاقيات التركية الاسرائيلية ... ليس واردا بقاموسنا الوطني ... وبتاريخ علاقتنا مع مصر الشقيقة ... لأنها علاقة دم وتضحية ... علاقة وفاء وعطاء ... تاريخ طويل من المواقف والدعم الذي لا زال قائما ومستمرا دون ادني مصلحة ... يمكن ان تذكر عبر تاريخ العلاقات الاخوية الصادقة ما بين مصر وفلسطين .
تركيا واسرائيل واي محاولة للتلاعب بما هو تاريخ وحاضر ومستقبل سيكون مصيره الفشل ... ولن يرى النور .

الكاتب/وفيق زنداح