في ظل تسارع وتيرة حالة التخبط القائمة في الساحة الفلسطينية برزت عدة تطورات متلاحقة سخرتها الأطراف المتصارعة كل حسب مصلحته ، فأصبحت بوابة الصراع مفتوحة بلا أخلاق وفي طريقها لأن تصل لمرحلة متقدمة ولربما ستكون في شهر رمضان في أوجها، حيث وصلت الخصومة القذرة لمرحلة كسر العظم بدون رحمة .
من هنا نريد أن نسرد الأمور كما نراها أو نرقبها ، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة وعلى لسان أحد الزائرين لمقر المقاطعة والمصلين إلى جانب الرئيس محمود عباس، والتي لا زالت تمثل حالة الجدل القائمة وتتجه إليها الأنظار مترقبة لحظات مفاجئة ، بأن هناك حالة استعداد صامتة في هذه المقاطعة للرحيل فور بروز أي مؤشرات مفاجئة لبداية نهاية المرحلة التي يظن البعض بأنها أصبحت قريبة جداً.
كما لوحظ أيضاً حالة انقضاض قوية ومباغتة من قبل أطراف محسوبة على المرحلة وذلك على الناشط الشبابي فادي السلامين كحالة معارضة فجعلته في حالة دفاع مستميتة ووضعته في قفص الاتهام وشككت في مصداقيته فوجهت له ضربة قاسية ، ولكنها على ما يبدو لم تكن القاضية، بل نهض منها السلامين سريعاً وبدأت الأوراق تختلط من جديد ولربما أن هناك قراراً أصبح على الطاولة بأن الانتقام سيكون مدوياً وسريعاً كما يبدو بأنه لن يطول انتظاره!.
من جهة أخرى لوحظ أن الفلتان الأمني بدأ يتصاعد في مدينة نابلس كبرى المدن الفلسطينية بالتحديد بدون أن يجرؤ أحد على الحديث عنه أو مواجهته او مواجهة أسبابه، وحسب التقديرات بأنه سيخرج عن السيطرة في الأيام القادمة!.
ومن جهة أخرى أيضاً بدأت استطلاعات الرأي على الساحة الفلسطينية تتزايد من مراكز بحث أمنية وغيرها فصائلية وغيرها مهتمة لتتعرف على مواقف الشارع من الحكاية، خاصة بعد بهتان وهج توقعات ما سينتج عن المبادرة الفرنسية وظهور تنافس بين الأطراف الدولية حول تبنيها وتجييرها والعمل على إفراغها من مضمونها، فكانت أولى نتائج ذلك بأن معالم صراع فلسطيني فلسطيني حولها بدأت في صفوف القيادة الفلسطينية نفسها فخرج منها من يؤيدها ويتشبث بها مستميتاً بالتمسك بها كخيار أخير ممكن أن ينقذه من شباك النهاية المؤكدة حيث يرى فيها الخيار الأفضل افي هذه المرحلة وكأنها مبادرة الحرية والاستقلال في مشهد مثير للسخرية ، في حين يخرج أخر ليحذر من اختطافها كونه لربما بات يدرك مخاطر المرحلة وتحدياتها فأراد أن يحاول محاولة يائسة حتى يجد له مخرجاً أمناً من تحمل مسؤولية مرحلة قائمة في مواجهة متطلبات مرحلة قادمة هو أحد أكثر المنبوذين فيها والمتطفلين عليها والمفروضين عليها والمتاجرين بها ومن العناوين التي تنتظر الحساب العسير باسمها.
أما الموقف الأقوى في هذه الأيام والذي خلق حالة من الصدمة في صفوف القيادة الفلسطينية والتفاعل في الصراع حول الأسماء القيادية القادمة ، هو على ما يبدو إصرار القاهرة على أن يكون هناك مصالحة فلسطينية فلسطينية أولا كشرط أساسي لنيل رضاها ودعمها ، وتقول المصادر المطلعة جداً بأنه لوحظ جدية مصر بهذا الأمر لدرجة إثارة استغراب ودهشة القيادة الفلسطينية من الموقف المصري الصارم والجديد والتي على ما يبدو بأنه أربكها حيث أنها اعتادت طريقة اللعب في ظروف الوضع القائم الذي تديره بحرفية عالية ويعجبها حتى لو كان ذلك من خلال السير على الألغام الهادئة خفيفة التأثير وذلك لكسب المزيد من الوقت للحفاظ على أكبر قدر ممكن من المكاسب والبقاء في المناصب لأفاعي أسقطت مصلحة وطن على حساب أوجاع شعب وأحلامه وتطلعاته ومستقبل أبنائه، وتجد في وحدة الشعب والمصالحة بين أطيافه وأبنائه هزيمة لها وكشف لعورتها وتهاوي لحضورها وقوة نفوذها.
لذلك هجمت بشراسة على كل من يقف أمامها حتى وصلت بوقاحتها لتهاجم دولة شقيقة هي الإمارات العربية المتحدة الحليفة مع مصر والتي تستضيف معارضاً وطنياً شرساً لنظام الحكم في فلسطين كحليف استراتيجي لها مما دفعها لتخرج بدورها لتدافع عن موقفها أمام الهجوم المباغت الذي تعرضت له مؤخراً من أطراف فلسطينية تعمل لصالح الأفاعي ذات النفوذ والقوة ، إتهمتها بأنها تعبث بالأمن الوطني الفلسطيني، مما جعلها تؤكد على أن دورها سيبقى كما كان تاريخياً منذ أيام قائدها الشيخ زايد بن نهيان الذي سجل تاريخاً مشرفاً في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته ولن يتغير وبأن قيادة الإمارات العربية المتحدة الحالية لن تكون غير ذلك اتجاه الشعب الفلسطيني وأبنائه وقضيته، وهذا يحمل في طياته تأكيد على حراك قوي في سياق خلق حالة من سخط عام وتحرك صامت ضد هذه الأفاعي ولكنه سيكون قاسياً وجذرياً هذه المرة!.
إلى جانب كل ذلك، لوحظ أن عدد الأسود الوطنية المنتظرة التي وقفت في وجه هذه الأفاعي التي يبدو بأنها أصبحت عاجزة وتترنح، بدأ يتزايد لتشارك في تحمل مسؤولية وطن نهشته وافترسته هذه الأفاعي القذرة ،حيث نهبت خيراته وتاجرت بمقدراته وألام أبنائه، ولكنها اليوم أصبحت متهالكة ومتصارعة عاشت مرحلتها متطفلة على كرامة شعب يعشق الحياة متجاهلةً بأنه له كرامة وبأنه بات في طريق القرار ليلفظها، أغرقته في هموم لم يكن ينتظرها ، فتركها تعبث به كما تشاء صابراً محتسباً ومتمسكاً بأمل طال إليه الانتظار ولكن يبدو بأنه أصبح في حالة اتخاذ قرار ، فإن تم اتخاذ هذا القرار وهناك ملامح تقول بأنه سيكون قريباً ولربما لا يتجاوز شهر رمضان وسيكون مفاجئاً وشاملاً وقوياً ، سيحيل جنان هذه الأفاعي الغادرة إلى مغارة لم تعهدها ، هي مغارة الموت بعد الصبر الطويل لتبدأ مواجهة مرحلة الحساب الأكيد والعسير، وهذا ما بدأ بالفعل يلوح في الأفق، حيث أن هناك عناوين جديدة بدأت تكون جاهزة لمرحلة قد بدأت ترتسم معالمها لمستقبل زاهر وخالٍ من هذه الأفاعي السامة والغادرة!.
زهير الشاعر