برنامج ....منصب الرئيس الشاب

بقلم: وفيق زنداح

رغم المشهد السياسي..... وما يجري من تحركات ..مبادرات.... ومؤتمرات مقترحة ....وما يجري اليوم في باريس من لقاء دولي حول المبادرة الفرنسية ...وما يمكن أن يقال عنها أو عليها.... الا أن المشهد الاعلامي الداخلي ....وما تم عبر قناة معا الاعلامية ....وعلى نهاية السباق لمنصب الرئيس الشاب ...ومن ثم اختيارهم بالحلقة الاخيرة ضمن هذا البرنامج الجريء والمتقدم ....والمعد في ظروف ليست بوارد مثل هذه البرامج ...على أهميتها ....الا أن هذا البرنامج الهام قد فرض نفسه وأجندته .....على جمهور المشاهدين والمتابعين ..المحللين والكتاب ...للوقوف على أهمية مثل هذا البرنامج..... وما يمكن أن يحدثه من تطور فكري ثقافي ديمقراطي سياسي .....وما يحدثه من نقله نوعية في أسلوب المخاطبة...... والحديث حول القضايا المشتركة وفق لغات ومفردات تحترم الاتفاق والخلاف ...وما أحوجنا من أن نعزز ثقافة التصالح مع الذات ...كما ثقافة الحوار ...دعما للديمقراطية وممارستها ...وترسيخ وعيها ....ووسائلها داخل المجتمع الفلسطيني .

بحكم عملي الاعلامي التلفزيوني ...فإنني من الذين يقدرون مدي الجهد المبذول ...وحساسية وأهمية ..... خطورة مثل هذه البرامج في انتاجها وتوقيت بثها ....بحكم طول وتعدد حلقاتها ...في ظل ظروف استثنائية وطارئة ...وفي واقع أولويات سياسية اقتصادية اجتماعية تعاني منها العديد من الفئات والشرائح ....وهذا ما يضيف للبرنامج.... ولا ينقص من حقه علينا ....أن نسجل فخرنا واعتزازنا بهذا الجهد العظيم ....وبهذا الاخراج المتميز ومن خلال هذه الادارة التي أكدت مهنيتها وقدرتها على ايصال رسالتها بكل قدرة واقتدار .....وبمصداقية عالية لتعزيز ديمقراطيتنا ....وتطلعات شبابنا تعزيزا لأمالهم وأحلامهم المحقة بتولي منصب الرئيس ....وفتح الابواب للجميع للمنافسة على هذا المنصب وفق سمات وصفات وقدرات يجب أن يتميز بها المرشح ....وعلى قاعدة حق الناخبين باختيار مرشحهم ....وفق برنامجه المعلن .

بالمحصلة النهائية وبعد ان تابعت كغيري العديد من الحلقات على شاشة معا .....كلما سمحت الظروف بالمتابعة مع انقطاع الكهرباء ....أود التأكيد على بعض النقاط التي تأتي في اطار الاشادة والاعجاب ....الفخر والاعتزاز .

أولا : تعزيز ثقافة الديمقراطية من خلال وسيلة اعلام ديمقراطية ..وبرنامج يدعوا للمنافسة وتعزيز الآمال والطموحات ...وبعنوان (منصب الرئيس الشاب) ....في ظل جدل محتدم ...ونقاش ساخن تشهده الساحة الفلسطينية ....يثير الاعجاب والاهتمام .

ثانيا : ظروفنا الطارئة والاستثنائية في ظل الانقسام ...وأن يجري الاعداد لمثل هذا البرنامج ما بين شطري الوطن يحسب للقائمين على اعداده .....ولا يحسب عليهم عدم وجود البعض من شباب القطاع على مسرح هذا البرنامج.

ثالثا : ثقافة الطموح السياسي المشروع للشباب الفلسطيني وتعزيزه فكريا ...ثقافيا ...سياسيا وسلوكيا.... من خلال برنامج تلفزيوني..... انما يؤكد على معاني ودلالات حول أهمية مثل هذه البرامج .

رابعا : الاقرار النهائي أن منصب الرئيس لا يتم ...ولا يقر ...ولا يتم الموافقة عليه الا عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع ...والادلاء بالأصوات ....وهذا ما يؤكد رسالتنا الفلسطينية الديمقراطية .

خامسا : مثل هذا البرنامج بروعته ...اعداده ....واخراجه... والحاضرين من كافة طواقمه ....انما يؤكد مدي جدية هذا البرنامج ...وحرص القائمين على ادارة هذه القناة على ايصال رسالتهم الديمقراطية للقطاعات الشبابية ...وللمجتمع الفلسطيني بأسره .

سادسا : المناظرة التي أجراها الدكتور ناصر اللحام مع المتنافسين في نهاية السباق ....يؤكد أن ما تم طرحه من تساؤلات ....ربما يعجز عنه الساسة بالإجابة عنها ....الا اذا كان بالإجابات ما يمكن أن يحدث أزمة سياسية .

سابعا : كنت أتمني ونحن في الجزء الجنوبي للوطن..... أن يكون هناك العشرات من الشباب الغزي على مسرح الهلال الاحمر... ليشاركوا في صناعة مستقبل وطنهم.... الا أن الظروف أكبر من أن يتحملها برنامج وادارة قناة .

ثامنا : هناك الكثير من النقاط الايجابية والتي لا يمكن حصرها بمقال ....الا أنني وبكل تأكيد أري أن هناك مجال للتقدم على صعيد الاعلام الفلسطيني ....لما في هذه البرامج من أهمية بالغة في صياغة الراي العام ...وزيادة الوعي المجتمعي ...وتعزيز الطموح السياسي ....وبناء الفكر الديمقراطي ...ومواجهة حالات الاحباط واليأس ...وما يواجهنا من تحديات ومصاعب ...تشكل عائق أمام المزيد من التقدم .

تاسعا : لشبكة معا الاعلامية الحق ان تفخر بإنجازها ....كما لشعبنا كل الحق أن يعتز بشبابه المشارك بالبرنامج ...كما المشارك بالتصويت .

عاشرا : الفخر والاعتزاز بمن فكر و أعد وأنتج هذا البرنامج ...بكل ما يحمله من معاني ....ودلالات ....واهداف.... سنبقي نتسابق على تنميتها ...وزيادة الوعي بها ....واستكمال كافة الظروف المهيئه لتحقيقها .

الاعلام الفلسطيني بصورة عامة ....كما الاعلام الفضائي العام والخاص.... بحاجة دائمة الي المزيد من القفزات النوعية والايجابية ...وأن يحدث التطوير .....وأن يجازف بأفكاره وانتاجه ...وفق حسابات دقيقة ....واولويات صحيحة .

تمنياتي ...لكافة المؤسسات الاعلامية ...وعلى رأسها مؤسسة هيئة الاذاعة والتلفزيون ....كما مؤسسة شبكة معا الاعلامية ..... بالمزيد من التقدم والنجاح ...وحثهم على أن يخطو بخطوات متقدمة على طريق مثل هذه البرامج ....والتي تعزز الكثير من الطموحات السياسية ...الديمقراطية ...الثقافية ...الاجتماعية ...الفنية ....وحتي التعليمية ....حتي يبقي اعلامنا مثار اهتمام جمهورنا ....وفي سلم أولوياته .

كل التهنئة القلبية لفوز المتسابق الرئيس الشاب وعد غنام ...مع تمنياتي للشباب الفلسطيني أن يأخذوا فرصتهم بالمنافسة ...والمشاركة الديمقراطية.... حتي يكون الحلم حقيقة .

بقلم/ وفيق زنداح