عملية تل أبيب خرق فاضح لنظرية الأمن الإسرائيلي وفقدان للثقة بحكومة نتنياهو

بقلم: حنا عيسى

عملية تل أبيب التي قتل فيها 4 مستوطنين وأصيب عشره آخرين وفي مربع امني في مجمع شارون التجاري قرب وزارة الحرب الاسرائيليه شكلت صدمه لجيش الاحتلال الإسرائيلي وضربه معنوية للإسرائيليين ، هذه العملية تأتي ضمن سلسلة عمليات نفذت في داخل العمق للكيان الإسرائيلي لتزعزع ثقة الإسرائيليين بحكومتهم وتخل بنظرية الأمن الصهيوني للجبهة الداخلية

هذه العمليات تأتي في سياق الرد على ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من أعمال قتل وهدم البيوت ومصادرة الأراضي والاعتقال السياسي الاسرائيليه مترافقة مع سلسلة عمليات تشهدها العديد من المناطق في فلسطين المحتلة ، بدءا بعملية بيت فوريك والعمليات في القدس والخليل ورام الله ونابلس وجنين وطولكرم ومختلف مناطق الضفة الغربية ، وهذه العملية كغيرها من العمليات جميعها تأتي في سياق الرد على أعمال الاعتداءات الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني في ظل غياب أي أفق للسلام وإمعان حكومة نتنياهو في إجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينيين عبر مجموعه من القرارات التي تشرع أعمال القتل وهدم البيوت وأعمال الاعتقال الإداري واستكمال المشروع الاستيطاني .

حكومة نتنياهو مسئوله عن التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزه وداخل الكيان الإسرائيلي وتتحمل تبعية ما يحدث بالضفة الغربية وغزه بصفتها قوة احتلال بحسب القوانين الدولية. وهي تتحمل تبعة مسؤولية الأعمال في داخل فلسطين.

.

عملية تل أبيب زعزعت الثقة بنظرية الأمن الإسرائيلي لأنه لم يخطر في بال قوات الاحتلال الإسرائيلي أن ينتقل "الرعب" إلى عمق المنطقة التي تشكل حزام امن للإسرائيليين

هذا الاختراق لمربع امني وهو ثاني عمليه في قلب تل أبيب ، العملية التي شهدتها بالأمس تل أبيب بالقرب من وزارة الاحتلال الإسرائيلي في مجمع شارون بالقرب من وزارة الدفاع والتي أودت بحياة ثلاث إسرائيليين وعدد من الجرحى تعد العملية الثانية في غضون ستة أشهر ، الأولى نفدت في بداية العام في 8-1-2016 من قبل نشأت ملحم من أم الفحم و أودت بمقتل عدد من الإسرائيليين وتم في حينه ألتغطيه والتكتم عن أسباب العملية وأهدافها وغايتها ،

وعملية تل أبيب المزدوجة أمس تشكل اختراق لمربع امني وتعد عملية جريئة جدا وانهيار لكل الاحترازات والاحتياطات الامنيه المتخده لحماية الجبهة الداخلية ، وتؤكد تصريحات وزير الداخلية الإسرائيلي لوزير الحرب الإسرائيلي الجديد ليبرمان أن الجبهة الداخلية الاسرائيليه غير محصنه ،

الدخول لعمق الكيان الإسرائيلي والقيام بعمليه في قلب تل أبيب قلب لكل المعادلات الامنيه الاسرائيليه لتؤكد العملية أن الكيان الإسرائيلي غير محصن امنيا ، وان أي ردود أفعال لحكومة الاحتلال ردا على هده العملية قد تفجر حربا جديدة بقواعد جديدة وبميزان قوة ردع جديدة ولربما تعيد خلق للأوراق

العملية التي تمت بالأمس قلبت كل موازين ومعايير الاحتياطات التي اتخذتها حكومة الاحتلال وقد لا تكون مصادفة أن تأتي العملية متزامنة مع زيارة نتنياهو إلى موسكو وإعلانه من تحلله من أي التزامات تجاه عملية السلام أو القبول بالمبادرة العربية للسلام

وتأتي عملية تل أبيب ردا على تنكر المسئولين الإسرائيليين للحقوق الوطنية الفلسطينية وهي تأتي ردا على عقد مؤتمر باريس الذي خيب التوقعات والآمال الفلسطينية وكانت قراراته دون سقف التوقعات الفلسطينية وهي تأتي في ظل التصريحات لفرض الوصاية على الشعب الفلسطيني وفرض الخيارات على الشعب الفلسطيني ضمن مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، وهي تأتي في سياق التحدي لتهديدات وزير الحرب ليبرمان مما يدلل ويؤكد أن المنطقة أصبحت مفتوحة على كافة الخيارات والاحتمالات وخلط لكافة الأوراق والتي تضع المنطقة على فوهة بركان بانتظار قرارات الكابينت الإسرائيلي ونوعيه الرد التي ستتخذها حكومة الاحتلال وفيما إذا ما كانت حكومة الاحتلال تقرر التصعيد وعدوان جديد على غزه أو حرب تستهدف الجبهة الشمالية ضد حزب الله واتخاذ اجراءات مذله بحق الشعب الفلسطيني مما يبقي الصراع مفتوحا بأوسع أبوابه

إن تعهد رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، باتخاذ "سلسلة إجراءات هجومية ودفاعية" لمواجهة الهجمات الفلسطينية، على خلفية مقتل 4 إسرائيليين، في عملية إطلاق نار وقعت، مساء الأربعاء 8-6-2016 ، وسط "تل أبيب".

هذه التصريحات تؤكد النوايا المبيتة للعدوان على الشعب الفلسطيني ، حيث صرح قائلاً "قوات الأمن ستتصرف بحزم وقوة لإلقاء القبض على كل من تعاون في ارتكاب الهجوم ولمنع هجمات أخرى"، موضحًا أن "(إسرائيل) تعيش فترة غير سهلة (..) والحكومة ستتصرف بحزم وروية".

من جانبه شدد وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان من مكان العملية، حيث رافق نتنياهو، على أن"(إسرائيل) سترد بمنتهى الصرامة ولن تذعن للأمر الواقع"، بحسب الإذاعة العبرية.

عملية تل أبيب تشكل نقلة نوعية وتأتي في سياق التصعيد الذي تشهده الضفة الغربية وقطاع غزه التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني. وقد تكون العملية رسالة تحدي لوزير الحرب الصهيوني ليبرمان وتأكيد الشعب الفلسطيني على مواصلة المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة وقد تأتي في سياق الرد على المؤامرات الدولية والاقليميه والعربية التي تستهدف الشعب الفلسطيني

ويبقى الانتظار سيد الموقف وفي المحصلة فرضت عملية تل أبيب أن القضية الفلسطينية هي أولوية الصراع مع إسرائيل ومفتاح الأمن للمنطقة حل القضية الفلسطينية حلا عادلا فهل تدرك حكومة المستوطنين مخاطر ما يتهددهم ويتهدد امن المنطقة وهل لحكومة الاحتلال أن تعيد النظر في مجمل سياستها أم أنها ستمعن في استمرار عدوانها وشن حرب وعدوان جديد يؤدي لعملية تصعيد تعيد عملية خلط الأوراق وزيادة العمليات التي تعيد المنطقة لمربع الرعب من جديد.

بقلم/ علي ابوحبله